حذر النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جيهانغير من أن تأسيس تحالف عسكري الذي تسعى الولايات وبريطانيا لتشكيله لتأمين الملاحة في مضيق هرمز «سيجعل المنطقة غير آمنة».
وأوضح المسؤول الإيراني، في تصريحات للصحافيين بولاية ألبرز غربي البلاد، أن التحالف المزمع تأسيسه سيزيد من التواجد العسكري الأجنبي في المنطقة، وهو ما سيؤدي لزيادة الاضطراب فيها.
وأكد أن حل التوترات في المنطقة يحتاج إلى الحوار وليس إلى تحالف عسكري، معربا عن رفض بلاده التام لفكرة إنشاء هذا التحالف، حسبما نقل التلفزيون الإيراني.
وتابع «تحقيق الأمن في مضيق هرمز مرتبط بإنهاء الضغوطات الممارسة على إيران والدخول معها في محادثات منطقية».
من جانبه، قال قائد البحرية الإيرانية الأميرال حسين خانزادي ان بلاده تراقب كل السفن الأميركية في منطقة الخليج ولديها أرشيف صور لتحركاتها اليومية.
ونقلت وكالة «نادي المراسلين الشباب» للأنباء عن خانزادي قوله «نراقب كل سفن العدو خاصة أميركا، نقطة بنقطة من مصدرها حتى لحظة دخولها المنطقة»، مشيرا إلى صور التقطتها طائرات إيرانية مسيرة.
وأضاف «لدينا صور كاملة وأرشيف كبير لحركة قوات التحالف واميركا يوما بيوم ولحظة بلحظة».
وقال خانزادي ان بلاده ستجري تدريبات بحرية مع دول حليفة للمرة الأولى بحلول نهاية السنة الفارسية في مارس 2020. ولم يذكر الدول التي قد تشارك في التدريبات.
من جهة أخرى وفي محاولة لنزع الفتيل الذي أدى لتصاعد التوترات، أعلنت الدول الكبرى الخمس الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران، باستثناء الولايات المتحدة، أنها ستجتمع الأحد المقبل لبحث جهود إنقاذ الاتفاق النووي المترنح، بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب منه.
وقالت «خدمة العمل الخارجي بالاتحاد الأوروبي» في بيان أمس ان بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين ستجتمع مع إيران في فيينا يوم 28 يوليو لمناقشة كيفية إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وجاء في البيان أن «الاجتماع سينعقد بناء على طلب فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيران وسيبحث قضايا تتعلق بتطبيق خطة العمل الشاملة المشتركة بكل جوانبها».
وسيترأس الأمين العام لخدمة العمل الخارجي بالاتحاد الأوروبي هيلجا شميد اللجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الايرانية في بيان أمس أن «اجتماعا طارئا» سيعقد الاحد المقبل بمشاركة القوى الكبرى في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي الايراني.
وأوضحت الوزارة أن الدول الموقعة على هذا الاتفاق باستثناء الولايات المتحدة، ستتمثل في هذا الاجتماع على مستوى وزاري او على مستوى المديرين السياسيين.
ويأتي هذا الاجتماع الطارئ للجنة المشتركة الخاصة بالاتفاق النووي الايراني الموقع عام 2015 بعد شهر تماما من آخر لقاء مماثل عقد في العاصمة النمساوية.
وفي ختام الاجتماع السابق، أعلنت طهران أنه تم «تحقيق بعض التقدم» في مجال مساعدة ايران على الالتفاف على العقوبات الاميركية، لكنها في الوقت نفسه اعتبرت هذا التقدم «غير كاف».
وتلقى اتفاق فيينا ضربة قوية عندما انسحبت منه واشنطن في مايو 2018 واعادت فرض عقوبات على ايران في اطار سياسة «العقوبات القصوى» لإجبارها على التفاوض على اتفاق جديد يريده دونالد ترامب «أفضل» من السابق، ترفضه إيران.
وأشعل هذا الانسحاب فتيل التوترات في الخليج العربي، وأدى الى تقليص طهران التزاماتها بالاتفاق واعلانها زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم فوق النسب المسموحة.
وفاقمتها الاعتداءات المتكررة على ناقلات النفط في الخليج وآخرها، احتجاز الحرس الثوري ناقلة النفط «ستينا امبيرو» التي ترفع العلم البريطاني الجمعة الماضي.
وجاء احتجاز ناقلة النفط بعد ساعات من إعلان محكمة في جبل طارق تمديد احتجاز ناقلة نفط إيرانية لثلاثين يوما، بعد أسبوعين من ضبطها في عملية شاركت بها البحرية الملكية البريطانية، للاشتباه بأنها كانت متوجهة إلى سورية لتسليم حمولة من النفط في انتهاك لعقوبات أميركية وأوروبية.