دعت إيران القوى الغربية المتواجدة في مياه الخليج العربي إلى مغادرته سريعا، في وقت فشلت الولايات المتحدة في اللحظة الأخيرة في وقف الإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية «غريس 1» التي تحتجزها سلطات جبل طارق، بتهمة تهريب النفط إلى سورية.
وحذر قائد القوة البحرية للجيش الايراني الادميرال حسين خانزادي القوى الدولية المتواجدة في منطقة الخليج، معتبرا عهد استعراض العضلات والنفاق قد ولى في هذه المنطقة وعلى الأعداء مغادرتها سريعا.
وفي كلمته التي ألقاها مساء أمس الأول، خلال المراسم الختامية لمسابقات الغوص في جزيرة كيش، أشار الادميرال خانزادي الى أن الشعوب الحرة في المنطقة هي اليوم اكثر وعيا تجاه مصالحها. وقال: على أعداء المنطقة، أميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني وأذنابهم، ان يعلموا أن، ما أسماه، «جبهة المقاومة الإسلامية البحرية» هي الآن في حال التبلور والتلاحم، وان عهد نهب ثروات المنطقة قد ولى، لذا ينبغي على الناهبين أن يغادروا المنطقة سريعا وفي غير هذه الحالة سيضطرون للخروج أذلاء. إلى ذلك، فشلت الولايات المتحدة في منع الإفراج عن الناقلة الإيرانية «غريس1»، وسمحت المحكمة العليا في جبل طارق أمس للناقلة بالمغادرة رغم طلب واشنطن تمديد احتجازها.
وقالت صحيفة «جبل طارق كرونيكل» إن الحكومة المحلية أعلنت أنها اتخذت القرار بعدما تلقت تعهدات مكتوبة من الحكومة الإيرانية بأن الناقلة لن تفرغ حمولتها في سورية. التي تخضع لحظر أوروبي، وطلبت السلطات البريطانية في جبل طارق بالتالي من المحكمة رفع الحجز عنها. وأوضح رئيس المحكمة القاضي أنتوني دادلي أنه لم يتلق أي طلب خطي أميركي لتمديد الحجز على السفينة بعدما قال محام لدى الادعاء العام في جبل طارق إن وزارة العدل الأميركية تقدمت بطلب لتمديد احتجاز الناقلة، إلا أن قاض بالمحكمة في المنطقة ذكر أنه لا يوجد أمام المحكمة طلب رسمي بهذا الشأن. ووافقت المحكمة على قرار الإفراج عن الناقلة.
وتعليقا على ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن المحاولة الأميركية «للقرصنة» فشلت.
وكتب ظريف على تويتر «بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها من خلال الإرهاب الاقتصادي بما في ذلك حرمان مرضى السرطان من الأدوية حاولت الولايات المتحدة إساءة استخدام القانون لسرقة ممتلكاتنا في عرض البحر. تؤكد محاولة القرصنة هذه ازدراء ادارة ترامب للقانون».
وتنفي بريطانيا وإيران التخطيط لتبادل الناقلة الإيرانية مع الناقلة «ستينا امبيرو» التي ترفع العلم البريطاني وتحتجزها إيران، لكن هذا الإفراج يعزز فرص طهران بالمثل.
فقد أثارت تصريحات أدلى بها مسؤول إيراني في سلطة المرافئ الإيرانية الثلاثاء الماضي تكهنات حول احتمال التوصل إلى اتفاق بين الإيرانيين والبريطانيين.
وأعلن جليل إسلامي مساعد مدير مؤسسة الموانئ والملاحة البحرية في إيران، أن طهران تواصلت مع السلطات البريطانية في إطار الجهود المبذولة للإفراج عن الناقلة غريس.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن إسلامي قوله «آمل أن يتم حل هذه المشكلة في مستقبل قريب»، وأن «تتمكن السفينة من مواصلة طريقها مع رفع علم الجمهورية الإسلامية الإيرانية». وأكد المسؤول الإيراني نفسه أن «بريطانيا أبدت اهتماما أيضا لحل المشكلة، وتم تبادل الوثائق للمساعدة في حل المشكلة».
وقبل الإفراج عن الناقلة أعلن ناطق باسم حكومة جبل طارق أن قبطان السفينة وأفراد الطاقم الثلاثة الذين كانوا على متنها أفرج عنهم بكفالة وأطلق سراحهم رسميا.