حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني من محاولات تصفير صادرات نفط بلاده، مؤكدا أنه في تلك الحالة لا يمكن التعويل على أمن الطرق البحرية كما كان في السابق.
وقال روحاني، خلال لقائه مع المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، «القوى الدولية تعلم أنه في حالة فرض عقوبات شاملة وتصفير صادرات النفط الإيراني، فإن الطرق البحرية الدولية لن تكون آمنة كما كانت في السابق»، وذلك حسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).
ونقلت وكالة أنباء «فارس» عن نائب قائد الحرس الثوري الإيراني الأميرال علي فدوي قوله أمس، إنه ما من أحد يمكنه تأمين الخليج سوى إيران ودول المنطقة.
وقال فدوي «تأمين الخليج مسؤولية إيران ودول المنطقة. ما من أحد يمكنه تأمين الخليج سوانا».
جاء ذلك بعدما استجابت اليونان للضغوط الأميركية، وأعلن نائب وزير خارجيتها ميلتياديس فارفيتسيوتيس، ان بلاده لن تقدم المساعدة لناقلة النفط الإيرانية «ادريان داريا»، في حين هدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالتحرك في حال وصلت الناقلة الى سورية.
الناقلة كانت تدعى «غريس1» حينما احتجزتها سلطات جبل طارق بتهمة تهريب النفط الى سورية قبل أن تفرج عنها الأحد الماضي، لتبحر باتجاه الشرق حاملة مليوني برميل من النفط الخام.
وأظهرت جهات تتبع السفن أن وجهة السفينة المعلنة هي ميناء كالاماتا اليوناني، وأنه من المتوقع وصولها يوم 26 الجاري.
لكن فارفيتسيوتيس أكد لقناة (إيه.إن.تي1) التلفزيونية اليونانية «بعثنا برسالة واضحة مفادها أننا لا نرغب بأي حال في تسهيل تهريب هذا النفط إلى سورية».
وأضاف: «إنها ناقلة خام كبيرة جدا.. لا يوجد ميناء يوناني يمكنه استيعاب ناقلة خام كبيرة جدا».
وذكر أن الولايات المتحدة على اتصال باليونان بشأن الأمر.
وردا على سؤال عما سيحدث إذا دخلت الناقلة المياه الإقليمية لليونان، قال: «سنرى ما سيحدث في هذه الحالة».
في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي إن الولايات المتحدة ستتخذ كل ما بوسعها من إجراءات لمنع الناقلة من تسليم النفط إلى سورية في انتهاك للعقوبات الأميركية.
وأضاف بومبيو للصحافيين: «أوضحنا أن أي أحد يلمسها، أي أحد يدعمها، أي أحد يسمح لسفينة بالرسو يواجه خطر التعرض لعقوبات من الولايات المتحدة».
وأضاف: «إذا اتجهت تلك السفينة مجددا إلى سورية فسوف نتخذ كل ما بوسعنا من إجراءات بما يتسق مع تلك العقوبات من أجل منع ذلك».
وأصدرت الولايات المتحدة مذكرة احتجاز للناقلة على أساس أن لها صلة بالحرس الثوري الإيراني الذي تصنفه منظمة إرهابية.
وهذا ما أكدته وكالة العمال الإيرانية للأنباء، حيث قالت: «تجدر الإشارة إلى أن السفينة غريس 1، التي تغير اسمها إلى أدريان داريا بعد الاحتجاز، هي ناقلة نفط كورية الصنع مملوكة لروسيا ويستأجرها حاليا الحرس الثوري».
وجاء التصريح خلال مقابلة أجرتها وكالة العمال شبه الرسمية مع علي رضا تنكسيري قائد القوات البحرية بالحرس الثوري.
وفي غضون ذلك، قال رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون إن بلاده ستنضم إلى الولايات المتحدة وبريطانيا في المهمة الأمنية «الحارس» لحماية الملاحة في الخليج مضيق هرمز والممرات المائية الرئيسية بالشرق الأوسط بعد أن احتجزت إيران ناقلة النفط «ستينا امبيرو» التي ترفع علم بريطانيا.
وأضاف موريسون في مؤتمر صحافي بكانبيرا: «هذا السلوك المزعزع للاستقرار يمثل تهديدا لمصالح أستراليا في المنطقة».
وندد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في كلمة له في معهد «استوكهولم» الدولي للسلام (سيبري) أمس بالمحاولات الأميركية، وقال ان «الوجود العسكري الأجنبي مهما بلغ حجمه لا يمكن أن يحول دون زعزعة الأمن في هذه المنطقة.
لا يمكن أن تكون هناك واحة أمان.. بينما الولايات المتحدة تشن حربا اقتصادية على إيران».
وقالت مصادر مطلعة على الخطة الأميركية لـ «رويترز» إن المشاركة الأجنبية يمكن أن تشمل أي شيء بدءا من إرسال سفن وأفراد وانتهاء بتوفير القواعد أو تقديم الدعم اللوجستي أو التمويل أو إيفاد ضباط اتصال.