أشارت تقارير ومحللون إلى أن ازاحة مستشار الأمن القومي المتشدد جون بولتون عن المشهد في واشنطن، تحسن فرص عقد الاجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الايراني حسن روحاني، فيما بدا الموقف الايراني متمسكا برفضه اي حوار بين الرئيسين رغم الإشارات التي وجهها البيت الأبيض في هذا الصدد.
وأثارت إقالة بولتون المفاجئة تكهنات على الفور ـ وقلقا في بعض الأوساط ـ بأن الحملة الأميركية الرامية إلى ممارسة «أقصى ضغط»، ربما تخف حدتها، في محاولة لإغراء الزعماء الإيرانيين للجلوس على طاولة المفاوضات، بحسب صحيفة وكالة «بلومبيرغ».
لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، انتقد الولايات المتحدة أمس لفرضها عقوبات جديدة على بلاده على الرغم من رحيل مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الذي وصفه بأنه «أكبر داعية للحرب».
وكتب ظريف على تويتر «بينما كان العالم... يتنفس الصعداء للإطاحة برجل الفريق باء في البيت الأبيض، أعلنت (واشنطن) فرض المزيد من (عقوبات) الإرهاب الاقتصادي على طهران».
وأضاف «التعطش للحرب والضغوط القصوى ينبغي أن تزول مع غياب أكبر داعية للحرب» في اشارة الى بولتون الذي كان يعتبر من أعتى صقور البيت الأبيض.
وكان محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، رحب باستقالة بولتون، قائلا ان «الأخير كان متطرفا، وان استقالته تبرهن على عجز الولايات المتحدة عن تحقيق أهداف سياستها تجاه إيران».
من جهته، قال روحاني إن الولايات المتحدة ستفشل في سياساتها القائمة على التهديد «بشن الحرب» على إيران وحذر من أن طهران مستعدة لخفض مزيد من التزاماتها بالاتفاق النووي ردا على ذلك.
وتابع ان إيران مستعدة للامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة، وهو الاسم الرسمي للاتفاق، فقط إذا قام الأميركيون بالمثل.
وقال «لقد اتخذنا الخطوة الثالثة.. وإذا كان لازما وضروريا في المستقبل، فسنتخذ خطوات أخرى».
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ووزير الخزانة ستيفن منوتشين أعلنا ان ترامب مستعد للقاء الرئيس الايراني بدون شروط مسبقة بعدما أقال بولتون. لكنهما شددا على ان واشنطن ستبقي حملة «الضغوط القصوى».
وكرر مندوب ايران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي في مقابلة نشرتها وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا) التأكيد على موقف روحاني في هذا الشأن.
وأوضح أنه «ما لم تكف أميركا عن إرهابها الاقتصادي ضد ايران فإن مسالة التفاوض معها غير واردة».