- انسحاب مرشحين وتوقعات أن تكون الكتلة الطليعية بين 4 و6 مرشحين
يتوجه الناخبون التونسيون الى مكاتب الاقتراع اليوم، في ثاني انتخابات رئاسية ديموقراطية، لاختيار رئيسهم المقبل من 26 مرشحا، بينهم رئيس الحكومة يوسف الشاهد، والقيادي البارز في حركة النهضة الإسلامية عبدالفتاح مورو، والرئيس السابق المنصف المرزوقي، ووزير الدفاع السابق عبدالكريم الزبيدي.
وكانت مكاتب الاقتراع في الخارج قد فتحت أبوابها أمس الأول للناخبين، فيما خيم على تونس أمس «الصمت الانتخابي».
هذا وأكد حزب «حركة مشروع تونس» انسحاب مرشحه محسن مرزوق من السباق بشكل رسمي في خطوة لدعم المرشح المستقل عبدالكريم الزبيدي عقب مفاوضات جرت ليل أمس الأول.
ولن يكون لقرار الانسحاب أثر قانوني لأن مرزوق سيظل متواجدا على ورقة الاقتراع لكن الهدف من الخطوة، بحسب قياديين في الحزب، هو عدم تشتيت أصوات الناخبين، ودعم حظوظ الزبيدي.
ويعد هذا الانسحاب هو الثاني، بعدما أعلن السياسي ورجل الأعمال سليم الرياحي الملاحق قضائيا والمتواجد خارج البلاد أمس الأول انسحابه من السباق الرئاسي بهدف دعم المرشح المستقل عبدالكريم الزبيدي.
وقال الرياحي، الذي غادر تونس منذ نوفمبر الماضي بعد رفع القضاء حظر السفر عنه، «بكل ثقة في النفس أقرر الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية لصالح عبدالكريم الزبيدي».
ورجح خبراء تونسيون المرور لدور ثان، لحسم النتيجة. وقال مدير (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات - تونس) مهدي مبروك لـ «كونا» ان الانتخابات، لن تبوح في دورها الأول بالفائز بكرسي قرطاج وستجرى على دورين.
وأضاف أن الدور الأول سيفرز كوكبة «طلائعية» تضم نحو ستة مترشحين سيخوضون المنعطف الأخير من السباق الرئاسي بعد أن يجني كل منهم نسب تصويت تتراوح بين 10 و15% في حين لن يتجاوز نصيب كل مرشح من البقية الـ 4% من الأصوات.
ورجح مبروك الذي شغل منصب وزير الثقافة في عام 2014 أن تضم «الكوكبة الطلائعية» كلا من المرشحين نبيل القروي وعبدالكريم الزبيدي ويوسف الشاهد وعبدالفتاح مورو ومهدي جمعة وعبير موسي.
وذكر في هذا الصدد أن المرشح القروي يستند إلى تركيز إعلامي متواصل منذ أشهر عبر قناته التلفزيونية (نسمة) على العمل الخيري في المناطق الداخلية والأحياء الفقيرة. ونجح في خلق نسيج مجتمعي موال له على الرغم من انعدام تجربته السياسية.
وأشار مهدي إلى أنه بالنسبة لعبدالكريم الزبيدي، فقدم نفسه في هذه الانتخابات الرئاسية في ثوب المرشح الذي نأى وينأى بنفسه عن التجاذبات السياسية. واستثمر في ذلك مروره بالمؤسسة العسكرية كوزير دفاع تونس وحيادها عن مختلف الأطراف السياسية، في حين اعتمد الشاهد صورة الحاكم الذي مارس السلطة والمطلع على كل تفاصيلها وخبايا الإدارة التونسية.
في المقابل، يستند مرشح «النهضة» مورو، على خزان انتخابي قوامه 460 ألف ناخب بالإضافة إلى استثمار صورته كمحام خطيب ومعارض سياسي ورجل أنيق بلباسه التونسي الأصيل، فيما نجحت المرشحة عبير موسي في تقديم نفسها كوريثة وحيدة لنظام زين العابدين بن علي واستثمار صورة المرأة المحامية العنيدة التي تمسكت رغم الضغوط بمواقفها المناهضة للطبقة الحاكمة ما بعد الثورة.
أما مهدي جمعة فقد نجح تقريبا في كل المناسبات التي ظهر فيها إعلاميا وهو المرشح الذي تدارك والتحق بالكوكبة الأولى من خلال تحركات ميدانية ونشاط مكثف على الأرض ما قد يخوله تجاوز الشاهد ومورو وموسي.
وتوقع مهدي «ألا تتجاوز نسبة الإقبال عن التصويت الـ 55% لاسيما بعد الانتخابات البلدية الأخيرة التي تميزت بضعف الإقبال».
من جهته، اعتبر المحلل والمؤرخ المتخصص في التاريخ السياسي المعاصر عبداللطيف الحناشي في مقابلة مع (كونا) أن اللوحة الانتخابية تتميز بـ 4 أسماء مرشحة لأن تستحوذ على أغلب أصوات الناخبين، وهم مرشح النهضة ذات الجذور الإسلامية مورو، ومرشح حزب (تحيا تونس) ورئيس الحكومة الشاهد، والزبيدي ومرشح (حزب البديل) ورئيس الحكومة السابق مهدي جمعة.
وقد اشاد السفير التونسي في البلاد أحمد بن الصغير بالتعاون المتميز الذي قدمته السلطات الكويتية لإنجاح تصويت أبناء الجالية.