أدلى الإسرائيليون بأصواتهم أمس للمرة الثانية خلال خمسة أشهر لانتخاب البرلمان (الكنيست) الـ 22، وهي انتخابات ستمثل في الوقت ذاته تصويتا على المصير السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي فشل في تشكيل حكومة ائتلافية على الرغم من فوزه وحلفائه اليمينيين والمتدينين بأغلبية المقاعد في انتخابات أبريل الماضي.
وفضل نتنياهو الذهاب إلى انتخابات جديدة على أن يكلف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين شخصا آخر بمحاولة تشكيل الحكومة.
ويخوض رئيس الوزراء الإسرائيلي معركة من أجل البقاء السياسي في انتخابات تشهد منافسة شرسة قد تنهي هيمنته المستمرة على الساحة السياسية منذ 10 سنوات.
واشارت استطلاعات الرأي خلال الأشهر الخمسة الماضية إلى احتدام المنافسة بين تحالف «أزرق أبيض» الوسطي بزعامة بيني غانتس رئيس أركان الجيش السابق وحزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو، وتوقعت أن يلعب حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف بزعامة افيغدور ليبرمان دور صانع الملوك في محادثات الائتلاف لتشكيل الحكومة. ولدى إدلائه بصوته في القدس، قال نتنياهو: «(الانتخابات) متقاربة للغاية. أدعو جميع مواطني إسرائيل إلى الخروج للتصويت».
من جهته، صوت غانتس في مدينة روش هاعين وتمنى حظا سعيدا للجميع، ودعا الإسرائيليين إلى رفض الفساد والتطرف، وقال: «نريد أملا جديدا. نصوت من أجل التغيير»، مضيفا «سننجح كلنا معا في الإتيان بأمل جديد، من دون فساد ومن دون تطرف».
ويحظر القانون على الرجلين الدعاية الانتخابية عبر وسائل الإعلام الرئيسية، لذا لجأ الاثنان إلى شبكات التواصل الاجتماعي. فعبر بث حي على تويتر، استنفر نتنياهو قاعدته الانتخابية وحثهم على التصويت له. أما غانتس فقد نشر تسجيلا مصورا لنفسه وهو يتحدث من نافذة سيارته مع امرأة من أنصاره في سيارة أخرى.
ولن يؤدي انتهاء حقبة نتنياهو على الأرجح إلى تغيير كبير في السياسة بشأن القضايا الخلافية في عملية السلام مع الفلسطينيين.
وأعلن نتنياهو عزمه ضم غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة، وقال تحالف «أزرق أبيض» أيضا إنه سيعمل على تقوية الكتل الاستيطانية اليهودية في الضفة الغربية معتبرا ان غور الأردن يمثل «الحدود الأمنية الشرقية» لإسرائيل.
وتمت الدعوة للانتخابات بعد فشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف في أعقاب انتخابات أبريل التي تساوى فيها حزبه الليكود مع تحالف «أزرق أبيض»، إذ حصل كل حزب منهما على 35 مقعدا من أصل 120 مقعدا في الكنيست، وهذه هي المرة الأولى التي تجري فيها إسرائيل انتخابات مرتين في عام واحد.
وأبدى الناخبون الإسرائيليون غضبهم من الذهاب للاقتراع للمرة الثانية في الانتخابات البرلمانية في غضون أشهر قليلة، وصوت بعضهم ضد نتنياهو.
وقالت المدرسة غروني تسيفين انها جاءت لمركز الاقتراع وهي مصممة على عدم تكرار الخطأ الذي ارتكبته من قبل عندما كانت من أشد المؤيدين لنتنياهو.
ووصفت تسيفين (37 عاما) رئيس الوزراء بـ «الديكتاتور» وصوتت هذه المرة لصالح بيني غانتس، وقالت: «السلطة مفسدة (...) لقد حان الوقت للتغيير».
وفي السياق ذاته، قال أحد ناخب آخر فضل عدم الكشف عن اسمه إنها «الفرصة الأخيرة لإسرائيل»، مضيفا: «فوز نتنياهو مجددا يعني الكارثة».
معركة إلكترونية بين نتنياهو و«فيسبوك» يوم الانتخابات
رويترز: انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أمس، بعدما منع الموقع برنامج «شات بوت» للمحادثة الآلية عن حساب حزبه الليكود اليميني لانتهاكه قواعد الانتخابات.
وقال نتنياهو في مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي «حملوا مطرقة وزنها 100 كيلوغرام وطرقوا بها ذبابة لأنها ذبابة لحزب ليكود». وأضاف: «أغلقوا وسائل الاتصال مع ناخبينا».
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت أن برنامج الشات بوت، وهو برنامج مصمم لمحاكاة ذكية للمحادثات البشرية مع مستخدم واحد عن طريق السمع أو الكتابة، نشر نتائج من استطلاع رأي انتخابي أمس بينما يصوت الناخبون الإسرائيليون، في انتهاك لقواعد الانتخابات.
وحذف على ما يبدو ما نشره البرنامج ولم يعد ظاهرا على صفحة نتنياهو على فيسبوك.
وقلل نتنياهو من حجم الانتهاك، قائلا: «شخص ما نشر استطلاعا صغيرا على فيسبوك».
وقالت شركة فيسبوك، ردا على سؤال عن تدخلها في حساب نتنياهو، في بيان إنها تعمل مع «مفوضيات الانتخابات في كل أنحاء العالم لحماية نزاهة الانتخابات».
هولندي - فلسطيني يقاضي غانتس بـ «جرائم حرب» في لاهاي
لاهاي - أ.ف.ب: استمعت محكمة هولندية أمس إلى مطالبة بالنظر في دعوى تتعلق بالضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة في 2014 والتي يتهم فيها شخصان من بينهما المرشح الاسرائيلي لرئاسة الوزراء بيني غانتس.
ودعا المواطن الهولندي من أصل فلسطيني إسماعيل زيادة المحكمة المضي في إجراء محاكمة في جرائم حرب في مسعاه للحصول على العدالة لأقاربه الذين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية.
وكان غانتس (60 عاما) رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي وقت حملة القصف على غزة في 2014 والتي قال زيادة ان 6 من أقاربه قتلوا فيها. والمتهم الثاني هو قائد القوات الجوية السابق عمير ايشيل (60 عاما).