قبل ستة أسابيع من موعد تنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، حذر مسؤولو الاتحاد الأوروبي من «خطر واقعي جدا» يتمثل في الخروج بلا اتفاق بعد اللقاء غير المثمر الذي عقد بين الجانبين امس الاول، ودعوا لندن إلى التفاوض «بجدية».
وحذر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ امس من أن «خطر عدم التوصل إلى اتفاق يبقى واقعيا جدا. قد يكون ذلك خيار المملكة المتحدة لكنه لن يكون أبدا خيار الاتحاد الأوروبي».
وخلال خطابه الذي استمر ست دقائق، قاطعه مرارا النواب الأوروبيون البريطانيون المؤيدون لبريكست الذين وصفهم يونكر متهكما بأنهم من «معجبيه».
وأكد يونكر أنه مازال يعتبر ان التوصل إلى اتفاق «مازال مرغوبا به وما زال ممكنا».
وتابع «لست متأكدا من أننا سننجح، بقي لدينا وقت قصير جدا، لكنني متأكد من أنه يجب علينا أن نحاول».
من جهته، توجه كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه إلى النواب البريطانيين في البرلمان الأوروبي قائلا «يجب أن يحاسبكم المواطنون البريطانيون... المواطنين البريطانيين مثل المواطنين الأوروبيين الآخرين يمتلكون حق معرفة الحقيقة بشأن عواقب بريكست، كل العواقب التي تتسم بخطورة أكبر (...) لا تريدون قولها».
وقال بارنييه محذرا «بالتأكيد لا يتعلق الأمر بالتظاهر بأننا نتفاوض»، في انتقادات مبطنة لبوريس جونسون المتهم في بلده بعدم الجدية في المفاوضات.
وأشار الى إنه «في هذه المفاوضات الاستثنائية والمعقدة (...) من مسؤوليتنا مواصلة هذه العملية بتصميم وبصدق»، مشددا على «الحاجة إلى حلول يمكن تطبيقها قانونيا» حول الوضع في إيرلندا البلد الوحيد الذي يتقاسم حدودا برية مع المملكة المتحدة.
وتطالب لندن بإلغاء «شبكة الأمان» التي أدرجت لمنع العودة إلى حدود مادية بين إيرلندا الشمالية المقاطعة البريطانية وجمهورية إيرلندا.
وفي هذه الحالة، يطلب الاتحاد من لندن حلولا بديلة «لشبكة الأمان» التي تبقي المملكة المتحدة في «أرض جمركية موحدة» في غياب حلول أخرى.
وفي هذا الصدد، قال بارنييه محذرا «هذا لا يكفي ليوضحوا لنا لماذا يريدون إلغاء شبكة الأمان»، موضحا أن وراء هذه الآلية «ضمانات عملية جدا يحتاج إليها كل المواطنين الإيرلنديين» وكذلك من أجل «صحة وأمان المستهلكين في الــدول الـ 27».