تشهد إسرائيل مواجهة حامية بين رئيس الوزراء المنتهية ولايته بينامين نتنياهو وخصمه الرئيسي بيني غانتس في ضوء ما أسفرت عنه نتائج انتخابات الكنيست الـ 22، وذلك بعد دعوة الأول رئيس تحالف «أزرق أبيض» الى أن يشكلا معا حكومة وحدة، وإصرار الثاني على أنه الأحق في ترؤس هذه الحكومة على الرغم من انهما تصافحا نتنياهو وغانتس خلال حفل تأبين للرئيس السابق شيمون بيريز حضراه امس.
وبعد تبدد آماله في تشكيل حكومة يمينية على غرار ائتلافه الحالي، دعا نتنياهو امس غانتس إلى أن يشكلا معا حكومة وحدة وطنية، وقال في تصريح مصور إنه يفضل «تشكيل ائتلاف يميني لكن نتائج الانتخابات أظهرت أن ذلك غير ممكن»، مؤكدا أنه بذلك «لن يكون على الناس الاختيار بين الكتلتين».
وأضاف نتنياهو: «دعوت خلال الانتخابات إلى تشكيل حكومة يمينية (...) لكن لسوء الحظ، أظهرت نتائج الانتخابات أن ذلك غير ممكن»، مضيفا: «أدعو غانتس إلى تشكيل حكومة وحدة واسعة». وسرعان ما أعلن زعيم «أزرق أبيض» أنه يريد أن يكون رئيس حكومة الوحدة الوطنية التي من المقرر أن تنبثق من هذه الانتخابات، وقال غانتس: «قبل اجتماع مع كوادر حزبه للصحافيين» الإسرائيليون يريدون حكومة وحدة (...) أريد أن أشكل هذه الحكومة على أن أتولى رئاستها».
وأوضح رئيس هيئة الأركان السابق إن تحالفه لديه غالبية المقاعد ويجب أن يترأس الحكومة المقبلة، مضيفا: «لقد صوت الشعب بوضوح لصالح الوحدة».
وتابع: «حتى الآن، حصل أزرق أبيض على 33 مقعدا بينما لم يحصل نتنياهو على الأغلبية الكافية لتشكيل الائتلاف كما كان يأمل»، مؤكدا «سوف نستمع إلى الجميع لكننا لن نقبل فرض الإملاءات علينا».
وعبر نتنياهو عن احباطه واندهاشه من رد فعل غانتس مؤكدا انه مازال منفتح على الحوار.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول بحزب غانتس القول إن «نتنياهو يسعى لإجراء انتخابات ثالثة، ويحاول (عن طريق اقتراح حكومة الوحدة) الإلقاء باللوم علينا»، مؤكدا: «إذا ما تنحى (نتنياهو) جانبا، ستتشكل حكومة وحدة في يوم واحد».
ونقلت هيئة البث الإسرائيلي عن مصادر بتحالف «ازرق ابيض» القول إن «دعوة نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة ما هي إلا حيلة إعلامية بائسة».
وتساءلت المصادر: «منذ متى يدعو الخاسرون الفائزين؟»، مؤكدة أن «أزرق أبيض» هو الذي سيشكل الحكومة.
وفي السياق نفسه، أفاد بيان رسمي بأن الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين سوف يبدأ بعد غد مشاوراته لاختيار رئيس للوزراء.
وجاء في البيان أن «الرئيس سيبدأ جولة مشاورات مع كل الأحزاب التي دخلت الكنيست وسيواصل بعد ذلك محادثات مع المرشحين الذين تتم التوصية بهم لتشكيل الحكومة».
وأضاف ان الرئيس سيتخذ بعد ذلك قراره بناء على تلك التوصيات.
ويسعى رئيس الوزراء المنتهية ولايته من خلال إعلانه عزمه على تشكيل حكومة وحدة إلى تجنب إطاحته، لكن تحالف «أزرق أبيض» الوسطي دعا سابقا أعضاء حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو إلى التخلي عن الأخير وتشكيل حكومة وحدة بدونه. لكن يبدو أن أيا من أعضاء الليكود غير مستعد للقيام بذلك.
وتعرض نتنياهو لأكبر الهزائم في حياته السياسية بعد انتخابات أبريل الفائت، فقد فاز حزب الليكود إلى جانب حلفائه اليمينيين والدينيين بالأغلبية، لكن رئيس الوزراء المنتهية ولايته فشل في تشكيل ائتلاف حكومي وفضل إجراء انتخابات ثانية بدلا من المجازفة بأن يختار الرئيس الاسرائيلي شخصا آخر لمحاولة تشكيل الائتلاف.