يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم من السعودية جولة خليجية تقوده الى الامارات ايضا، تعلق عليها الدوائر السياسية والاقتصادية والاستثمارية الروسية آمالا واسعة، ويتوقع ان تكون هناك عائدات ملموسة في مجال تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات مع السعودية والامارات.
وقالت الرئاسة الروسية في بيان على موقعها الالكتروني ان المباحثات التي سيجريها الرئيس بوتين مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ستتركز على مناقشة آفاق تطوير التعاون الثنائي المتعدد الجوانب بما في ذلك المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، اضافة الى تبادل الآراء حول تطورات الوضع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
واضافت ان بوتين سيعقد لقاء منفصلا مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان وان الجانبين الروسي والسعودي سيوقعان عددا من الاتفاقيات والوثائق في مختلف اوجه التعاون الثنائي.
واوضحت ان بوتين سيجري في ابوظبي مباحثات كذلك مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الاماراتية محمد بن زايد تتركز كذلك على مناقشة قضايا تطوير علاقات التعاون الثنائية في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية اضافة الى تبادل الآراء حول القضايا الدولية والاقليمية الملحة.
واستبق الرئيس بوتين زيارته بوصف السعودية والامارات بأنهما دولتان صديقتان وشريكتان لروسيا الاتحادية في المنطقة، مشيدا بدورهما في معالجة النزاعات والمشكلات التي تعاني منها منطقة الشرق الاوسط.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان بلاده تولي اهمية كبيرة للمملكة العربية السعودية «وها نحن نرد الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى روسيا».
وقال بوتين في مقابلة تلفزيونية مشتركة امس مع قنوات «العربية» و«سكاي نيوز عربية» و«روسيا اليوم»، ان النمو الاقتصادي مع السعودية ارتفع في النصف الأول من السنة بنسبة 38% «ونحن ندرس مشاريع مشتركة جيدة»، واضاف ان صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي وصندوق الاستثمارات العامة للمملكة قاما بإنشاء قاعدة مشتركة بعشرة مليارات دولار وضع ملياران منها قيد الاستثمار كما أن العمل جار على مشاريع أخرى وتم بالفعل تنفيذ بضعة مشاريع واعدة جدا ومثيرة للاهتمام، لافتا الى «اننا نرى أيضا فرصة للعمل في أراضي المملكة العربية السعودية».
وأشار الى ان الجانبين ينشأ بينهما علاقات في مجال «حساس جدا يتطلب ثقة متبادلة» وهو التعاون العسكري التقني وانه هنالك مفاوضات منذ فترة بعيدة حول هذا الجزء.
وأشار بوتين الى دور المملكة الايجابي في حل الأزمات الإقليمية، معربا عن امتنانه للملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الامير محمد بن سلمان على هذا «الموقف البناء» وانه على ثقة بأن زيارته ستعطي «دفعة جديدة» لتطوير العلاقات الثنائية والتعاون على الساحة الدولية.
واضاف «نحن ننظر إلى الإمارات العربية المتحدة كأحد شركائنا الواعدين والقريبين جدا، حيث وقعنا في العام الماضي إعلان الشراكة الاستراتيجية والتعاون ما يدل على نوعية وطابع العلاقات» بين الجانبين.
وحول الهجوم الذي تعرضت له منشآت نفطية سعودية مؤخرا، أكد الرئيس بوتين ان الموقف الرسمي يدين أي عمل من هذا النوع ولا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك، مشيرا الى انه «شخصيا على اتصال مع ولي العهد السعودي حيث ناقش معه الحادث وأخبره أنه من الضروري الحصول على أدلة وتحديد المذنبين مؤكدا أن هناك من يقف وراء هذا العمل».
وفي رده على سؤال حول اذا ما كانت روسيا تعرف من قام بالهجوم، قال «نحن لا نعرف من قام به»، لافتا الى «انه لا علاقة لإيران بهذا».
وأكد الرئيس الروسي أن أعمالا مثل الاستيلاء على الناقلات والهجمات على البنية التحتية النفطية سيعمل على توحيدنا في «أوپيك بلاس» لأن هدفنا هو استقرار الوضع في أسواق الطاقة العالمية ولكن كمهمة فنية يجب تقليل حجم المخزونات في العالم إلى مستوى معقول بحيث لا تضغط هذه المخزونات على السعر.
وحول اتفاقية البرنامج النووي الايراني، قال بوتين «ان هناك ما يسمى خطة العمل الشاملة المشتركة وان إيران اتخذت على عاتقها التزامات معينة الا ان هناك تناقضات بين إيران وإسرائيل وإيران والولايات المتحدة»، مبينا انه ينطلق من الحاجة إلى السعي لحل هذه التناقضات والبحث عن طرق للخروج من هذه الأوضاع المعقدة.
واضاف انه يجب الوفاء بالالتزامات تجاه إيران، مشيرا الى ان عدم الالتزام دفع ايران الى التصرف بشكل مختلف.وحول ما يسمى بـ «صفقة القرن»، قال الرئيس بوتين «نحن ندعم أي صفقة تؤدي إلى السلام ولكن علينا أن نفهم ماهيتها فتفاصيل هذه المقترحات لاتزال مبهمة والولايات المتحدة لم تقدمها بعد للرأي العام سواء العالمي أو الأميركي الداخلي أو الشرق أوسطي أو الفلسطيني».
وفي موضوع العلاقات الروسية ـ الأميركية، اوضح الرئيس الروسي علمه بتأييد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتطبيع العلاقات خلال حملته الانتخابية السابقة «وللأسف لم يحدث ذلك» بعد، مشيرا الى ان «ما يحدث في الحياة السياسية الداخلية للولايات المتحدة والأجندة السياسية الداخلية لا تسمح للرئيس الحالي باتخاذ خطوات لتحسين العلاقات الروسية الأميركية بشكل جذري».
الرئيس الروسي: لا نريد حرب تسلح جديدة
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا نود أن «تحدث حرب تسلح حيث سيؤثر هذا على روسيا في الحد الأدنى لأن لدينا أنواعا واعدة من الأسلحة التي تعتبر حصرية بالمطلق وليس لها مثيل لدى أحد في العالم فنحن قد قطعنا شوطا كبيرا في طريقنا والآن نحن نفكر في الآفاق القادمة ونعمل بهدوء».
وحول توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، قال الرئيس الروسي «بالطبع نشعر بهذا التهديد بالرغم من التطمينات من الحلف الا أنه حلف عسكري وبالطبع عندما تقترب البنى التحتية لحلف عسكري من حدودنا فهذا لا يولد لدينا أي سرور».