قال كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي لشؤون الخروج البريطاني، ميشيل بارنييه، إن التوصل إلى اتفاق مع بريطانيا بشأن التغييرات في اتفاق انسحاب لندن من التكتل «بريكست» يبدو «أكثر صعوبة».
وتسعى لندن وبروكسل من أجل التوصل إلى اتفاق حيث توشك المهلة المقررة لخروج بريطانيا من الكتلة الاوروبية على الانتهاء في 31 الجاري.
وتتجه الأنظار إلى قمة زعماء الاتحاد الأوروبي التي من المقرر أن تبدأ غدا وتستمر يومين.
وقال بارنييه في لوكسمبورغ امس قبيل إطلاعه وزراء الشؤون الأوروبية على وضع المفاوضات مع لندن: «لقد حان الوقت لتحويل النوايا الحسنة إلى نص قانوني»، مشيرا إلى أن التوصل إلى اتفاق مازال ممكنا، ولكن يجب أن يناسب أي اتفاق الجميع.
من ناحية أخرى، قال ستيفن باركلي، مفاوض بريطانيا لشؤون «بريكست» إن «المحادثات التفصيلية جارية، وما زالت الصفقة ممكنة للغاية»، إلى أن المفاوضات تحتاج إلى «مساحة لكي تستمر».
وقد أفادت وسائل الإعلام امس بأن لندن قدمت مقترحات جديدة تركز المقترحات على قضية الحدود الإيرلندية الشائكة، بحسب ما ذكرته محطة «آر.تي.إي» الإيرلندية.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية: «في إطار عملية المحادثات، هناك تقدم وتراجع بالطبع، وقد تم تبادل نصوص جديدة بين الجانبين مرارا ـ هذه هي المفاوضات».
ومن المتوقع أن يناقش وزراء الاتحاد الأوروبي في قمتهم المرتقبة فرص التوصل إلى اتفاق، أو الموافقة على تمديد الموعد النهائي لـ«بريكست».
وتتركز المحادثات الجارية بين لندن وبروكسل على نقطتين خلافيتين: طريقة تجنب العودة الى إعادة فرض حدود فعلية، بعد بريكست بين ايرلندا الشمالية المقاطعة البريطانية وجمهورية ايرلندا العضو في الاتحاد الاوروبي مع القيام بعمليات التفتيش الجمركية، وحق التصويت الممنوح لسلطات ايرلندا الشمالية بشأن اتفاق الخروج.
ويرفض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ما يطلق عليه «شبكة الأمان» التي تمنع وضع قيود حدودية طارئة بين إيرلندا العضو بالاتحاد الأوروبي وإيرلندا الشمالية، التي سوف تخرج من الاتحاد الأوروبي مع بقية المملكة المتحدة.
وتمثل الحدود المفتوحة أهمية لاتفاق السلام الذي أنهى عقودا من العنف.
ويحذر الاتحاد الاوروبي من انه لن يسمح لبريطانيا بتحويل ايرلندا الشمالية الى حلقة ضعيفة في السوق الموحدة للتكتل.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك «آمل في التوصل الى اتفاق لكن بالنسبة لهولندا فانه من المهم جدا الا يكون هناك منافسة غير عادلة من خارج الاتحاد الاوروبي عبر استخدام الحدود الايرلندية ـ الايرلندية الشمالية.
لقد اتخذت بريطانيا بعض التدابير لكنها ليست كافية لضمان تماسك السوق الموحدة».
وأعرب عن أمله في ان يتم اتخاذ اجراءات اضافية «في الساعات المقبلة».
من جهتها، قالت وزيرة الدولة الفرنسية المكلفة الشؤون الاوروبية اميلي دو مونشالين «نسعى الى اتفاق لكننا لا نريد اتفاقا بأي ثمن».
واضافت «نريد التأكد من انه لن يكون هناك بالغد منافسة غير عادلة لان دولة ما لم تفرض عمليات المراقبة اللازمة»، مشددة على أن «وحدة السوق الاوروبية هي نقطة لا يمكننا التفاوض حولها».