أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية مباحثات رسمية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقصر الوطن في أبوظبي أمس.
وتعد هذه ثاني زيارة يقوم بها الرئيس الروسي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 2007.
وقالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية «وام» في بيان إن الشيخ محمد بن زايد رحب في بداية المباحثات بضيف البلاد الكبير والوفد المرافق، متمنيا أن تحقق زيارته الى دولة الإمارات العربية المتحدة أهدافها المرجوة في دعم العلاقات الإماراتية - الروسية ودفعها إلى الأمام في المجالات المختلفة بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.
وأكد ولي عهد أبوظبي في كلمة له خلال المباحثات الرسمية أن العلاقات بين الإمارات وروسيا في تطور مستمر.
وأضاف «نتطلع إلى تعزيز العلاقات بين الإمارات وروسيا في جميع المجالات التي تخدم الدولتين، ونرحب ونثمن الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية».
وأكد الشيخ محمد بن زايد أن العلاقات الإماراتية ـ الروسية متجذرة ومتنامية وتقوم على الثقة والاحترام المتبادل وتستند إلى إرث ثري من التعاون والتواصل والزيارات المتبادلة والمصالح المشتركة وهناك حرص كبير من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على تطوير هذه العلاقات وتقويتها واستثمار ما يتوافر لها من مقومات وإمكانات كثيرة ومتنوعة للنمو والازدهار في المجالات المختلفة.
ولفت إلى أن إعلان الشراكة الاستراتيجية الذي وقعه البلدان خلال العام الماضي كان بمنزلة نقلة نوعية في مسار العلاقات الإماراتية ـ الروسية، وأنه يعبر عن توافر إرادة سياسية مشتركة للارتقاء بهذه العلاقات ودفعها إلى آفاق أرحب، كما يمثل هذا الإعلان إطارا أساسيا للعمل المشترك من أجل مستقبل أكثر ازدهارا للعلاقات بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
وأثنى ولي عهد ابو ظبي على التعاون الإماراتي ـ الروسي المثمر في مجال الفضاء الذي تكلل برحلة أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية فضلا عن التعاون في مجالات الطاقة والعلوم والتكنولوجيا وغيرها.
واكد ان هناك العديد من العوامل الاستراتيجية المشتركة بين الإمارات وروسيا، ما يسهم في دعم علاقاتهما وتعميقها وتعظيم مردوداتها، مشيرا إلى أن البلدين طرفان أساسيان في العمل على استقرار وتوازن سوق الطاقة العالمي، ويتفقان حول ضرورة التصدي لخطر التطرف والإرهاب والقوى التي تقف وراءه وتدعمه، كما يعملان من أجل تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وشدد على أن أمن منطقة الخليج العربي يمثل مصلحة دولية وليست إقليمية فقط، مؤكدا أن الإمارات حريصة على ضمان امدادات النفط من المنطقة إلى العالم، وحرية الملاحة في الممرات الملاحية الدولية فيها.
من جهته، قال الرئيس بوتين إن روسيا والإمارات تنسقان فيما بينهما بشأن القضايا الرئيسية المطروحة على الساحة الإقليمية والدولية، وخاصة في سورية وليبيا واليمن والوضع في الخليج.
ونقلت وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية عن بوتين قوله خلال جلسة المباحثات إن «العلاقات الروسية ـ الإماراتية تتطور بنجاح وبطريقة ودية وبناءة.. حيث تتوسع العلاقات في المجالات الثقافية والاقتصادية والإنسانية، ويتم الحفاظ على التنسيق الوثيق بشأن القضايا الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال العالمي والإقليمي، وقبل كل شيء، في سورية وليبيا واليمن والوضع في الخليج».
واكد عزم موسكو على مواصلة ترسيخ وتعزيز التعاون الاستثماري والاقتصادي مع أبوظبي، ودعم الإمارات في مجال الفضاء بما فيه حقل ملاحة الأقمار الصناعية.
وعقب مباحثاتهما الرسمية، شهد الشيخ محمد بن زايد والرئيس بوتين، توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين شملت المجالات الاقتصادية والاستثمارية والبيئية، حيث تستهدف تطوير الشراكة الإستراتيجية بين الجانبين وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات.
ووقع الجانبان مذكرة تعاون في مجال استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، واتفاق إطاري بين شركتي «غازبروم نفط» و«بترول أبوظبي الوطنية» للتعاون الاستراتيجي، واتفاقية امتياز بين شركتي «لوك أويل» و«بترول أبوظبي الوطنية» لحقل «غشا».
كما تم توقيع اتفاقية بين الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة وشركة «مبادلة» للاستثمار، للتعاون في تنفيذ المشروعات الوطنية، بما فيها مشاريع الذكاء الاصطناعي، ومذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة الروسية ووزارة الطاقة والصناعة الإماراتية للتعاون في مجال الطاقة، اضافة الى اتفاق تعاون بين الصندوق الروسي.
وكان ولي عهد ابوظبي في مقدمة مستقبلي الرئيس بوتين لدى وصوله، قبل ان يتوجها إلى قصر الوطن حيث جرت مراسم استقبال رسمية للرئيس الروسي، ورافق موكبه ثلة من الفرسان على صهوات الخيول العربية الأصيلة في ساحة القصر.
وحلق فريق «فرسان الإمارات» الوطني للاستعراضات الجوية في سماء القصر الوطن مشكلا لوحة بعلم روسيا، فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بزيارة الرئيس بوتين، كما قدمت فرقة الفنون الشعبية عروضها الفلكلورية وأهازيجها التراثية المتنوعة.
ورحب الشيخ محمد بن زايد على «تويتر»، باللغات العربية والروسية والإنجليزية بزيارة بوتين، وغرد قائلا «أرحب بفخامة الرئيس فلاديمير بوتين ضيفا عزيزا على الإمارات وشعبها.. زيارة تاريخية تجسد قوة العلاقات الإماراتية - الروسية.. ماضون معا نحو تعزيزها على المستويات كافة لمصلحة بلدينا الصديقين».
الرئيس الروسي: سيّاحنا بالإمارات أنفقوا ما يعادل حجم التبادل التجاري الثنائي
أبوظبي ـ وكالات: أشاد الرئيس الروسي بتطور العلاقات الاستراتيجية بين موسكو وأبوظبي في مختلف القطاعات ومن بينها السياحة، وقال ان تدفق السياح الروس على الإمارات نما العام الماضي بنسبة 23%.
وأضاف بوتين أن السياح الروس انفقوا في الإمارات، التي تعد وجهة مفضلة لهم، نحو 1.3 مليار دولار وهو رقم قريب من حجم التبادل التجاري بين البلدين، والذي بلغ العام الماضي نحو 1.7 مليار دولار، بحسبما نقل عنه موقع «روسيا اليوم».