- جنبلاط: فلنتحمل سوياًً مع السيد وبغض النظر عن كل الحسابات والخلافات إنقاذ الوضع وعدم الدخول في الفراغ.. وعون يطمئن المتظاهرين.. ووزير المال: الموافقة على الموازنة النهائية دون أي ضرائب جديدة
بيروت - عمر حبنجر
في اليوم الثالث من احتجاجات آلاف اللبنانيين تبلغ رئيس الحكومة سعد الحريري بحسب مصادر مطلعة من الدول العربية والغربية، خصوصا أعضاء مؤتمر سيدر، وكذلك من الرئيس ميشال عون ومن رؤساء الحكومة السابقين. إضافة إلى الثنائي الشيعي بأنه لا استقالة للحكومة، ولا إسقاط للعهد.
أما بالنسبة للعهد، أي رئاسة الجمهورية، التي تصاعدت الدعوات لرحيلها، من خلال شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» الذي تحول إلى لازمة في حناجر المحتجين المتظاهرين، فقد تصدى لها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته من مدينة بعلبك امس، بمناسبة اربعينية الامام الحسين، بقوله للقوى السياسية «التي تريد الآن خوض معركة إسقاط العهد، عم تضيعوا وقتكم، وهذا توقيت خاطئ، والعهد ما فيكم تسقطوه».
وتحدث نصرالله عن أخطار حقيقية تواجه البلد، مالية واقتصادية والأخطر منها الانفجار الشعبي الذي قد ينجم عن المعالجات الخاطئة. ونحن لسنا بلدا مفلسا وهناك خيارات لمنع الانهيار، غير الضرائب، وهناك افكار كثيرة.
وقال: نحن ضد استقالة الحكومة الحالية، لأنها اذا استقالت فسنحتاج إلى سنة لتشكيل حكومة جديدة. اما حكومة التكنوقراط فلن تتحمل اسبوعين.
وردا على مذكري حزب الله بوعد النزول الى الشارع من اجل مكافحة الفساد، الذي اعتبره بعض المحتجين جزءا منه، قال: حزب الله إذا نزل الى الشارع لا يستطيع الخروج منه إلا بتحقيق المطالب.. والضرائب المحكي عنها، لازالت مجرد افكار، وبوسعنا مواجهة الضرائب في مجلس النواب.
وقد تداولت وسائل الاتصال، تعميما منسوبا الى حزب الله، بطلب من الاخوة والأخوات الامتناع عن المشاركة بأي من الأعمال الاحتجاجية، خصوصا أن «القوات» والتقدمي يريدان استغلال ذلك لتصفية حسابات سياسية.
من جانبه، أعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن رئيس الحكومة سعد الحريري ارسل اليه الورقة الاقتصادية، وقال: نحن بصدد الإجابة وسنحضر ورقة معدلة ومضادة فيها العناوين الأساسية لوضع حد للانهيار.
وفي حديث لقناة «الجديد»، قال جنبلاط: «ما أقوله صعب وغير شعبي لكن الذهاب إلى الفراغ المطلق أيضا أصعب، وهنا أريد أن أذكر بما حصل عام 2005 عندما نادينا بإسقاط النظام ولم نستطع لظروف داخلية محضة، اليوم علينا ان نتفادى الفراغ والانهيار المالي، وهذا يتطلب حوارا طويلا وتفهما من الثوار الذين يعتصمون».
وعن كلام نصرالله، قال جنبلاط: «لا يستطيع السيد حسن، ولا أريد أن أدخل في سجال معه، أن يحملني كل ما وصلنا إليه لأننا سنقع في سجال طويل، فلنتحمل سويا مع السيد وبغض النظر عن كل الحسابات والخلافات إنقاذ الوضع وعدم الدخول في الفراغ».
هذا، وقد أقفلت الجامعات والمدارس والمصارف امس، بسبب قطع الطرق بين بيروت، والشمال، والجنوب، والبقاع في اكثر من بقعة، بالأتربة او بإطارات المطاط المشتعلة.
وكما حصل في بيروت وطرابلس، من تعرض لوسائل الإعلام المرئية، من جانب بعض المنخرطين بالتظاهرات، خصوصا اولئك الذين مارسوا التخريب والنهب وكان لمصوري قناة «الجديد» الحصة الأوفر.
كما تحولت بعض المصارف في بيروت الى «فشة خلق» للناقمين، وسرقت متاجر لبيع الألبسة الجاهزة ومثلها الأحذية، حيث جدد البعض أحذيتهم، تاركين القديم في المحل المسروق، بينما فتحت شهية بعض المتظاهرين في طرابلس لدى اكتشافهم ان محلات شهيرة للشوكولا، هي ملك وزير الاتصالات محمد شقير، الذي فجرت فكرته بفرض رسم 6 دولارات شهريا على استخدام الواتساب، هذه الانتفاضة الشعبية الاحتجاجية فتركوه قاعا صفصفا، علما ان المراجع القضائية امرت بإطلاق العشرات ممن اوقفوا اثناء التظاهرات الاحتجاجية بالتدرج.
وفي اليوم الثالث للاحتــجاجــات، نشــــط المتظاهرون مجددا، في كل المدن، من بيروت الى طرابلس فالنبطية وصور، التي شهدت احتكاكات عنيفة بين حركة «امل» ومناصري الحراك المدني، وامتدت الحركات الاحتجاجية حيث ملأ عشرات الآلاف من المتظاهرين شوارع لبنان ووجهوا غضبهم نحو النخبة السياسية التي يلقون عليها بمسؤولية دفع الاقتصاد صوب الهاوية.
وأغلق محتجون في جنوب وشرق وشمال البلاد الطرق وأحرقوا إطارات سيارات ونظموا مسيرات في الشوارع، وفي وسط العاصمة بيروت امتزج الغضب بأجواء احتفالية وشارك محتجون من كل الأعمار في المظاهرات ولوحوا بعلم بلادهم وهم يهتفون بشعارات الثورة أمام متاجر راقية ومصارف تحطمت واجهاتها في أعمال شغب شهدتها المنطقة الليلة قبل الماضية.
وفي غضون ذلك، أمضى مئات الآلاف من اللبنانيين ليلهم معتصمين في ساحات العاصمة بيروت وطرابلس وذوق مصبح وجل الديب، اضافة الى النبطية وصور، قاطعين الطرق الدولية بين المحافظات والعاصمة.
وقدرت وكالة رويترز أعداد اللبنانيين المعتصمين في الشوارع بنحو مليون و200 الف مواطن.
وفي سياق التهدئة، أكد الرئيس اللبناني، ميشال عون، أن هناك حلا مطمئنا للأزمة في البلاد، وكتب حساب الرئاسة اللبنانية على تويتر في تغريدة «سيكون هناك حل مطمئن للأزمة». وقال الرئيس اللبناني ميشال عون على تويتر «سيكون هناك حل مطمئن للأزمة».
من جانبه، قال وزير المال اللبناني علي حسن خليل امس بعد لقاء مع رئيس الوزراء رفيق الحريري إنهما اتفقا على موازنة نهائية لا تتضمن أي ضرائب أو رسوم إضافية وذلك في محاولة لتهدئة احتجاجات واسعة النطاق.
إلى ذلك، نفت وزارة الداخلية، بصورة قاطعة، صحة الأنباء التي تم تداولها حول تقديم وزيرة الداخلية ريا الحسن لاستقالتها من منصبهــا.
وأكدت وزارة الداخلية اللبنانية - في بيان - أن هذه الأنباء التي تداولتها بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، غير صحيحة، داعية جميع وسائل الإعلام إلى توخي الدقة في نقل المعلومات قبل بثها تفاديا للوقوع في المغالطات.
قيادة الجيش تؤكد تضامنها مع مطالب المتظاهرين
أكدت قيادة الجيش اللبناني امس تضامنها مع المطالب المحقة للمتظاهرين، داعية إلى التعبير عن الرأي بشكل سلمي.
وقالت مديرية التوجيه، في بيان أصدرته امس وبثته (الوكالة الوطنية للاعلام) اللبنانية: «تدعو قيادة الجيش جميع المواطنين المتظاهرين والمطالبين بحقوقهم المرتبطة مباشرة بمعيشتهم وكرامتهم إلى التعبير في شكل سلمي وعدم السماح بالتعدي على الأملاك العامة والخاصة».
وأضافت: «وإذ تؤكد قيادة الجيش تضامنها الكامل مع مطالبهم المحقة، تدعوهم إلى التجاوب مع القوى الأمنية لتسهيل أمور المواطنين».
«أمل» تنحاز لمطالب المتظاهرين.. وترفض مظاهر حمل السلاح في «صور»
بيروت - زينة طبّارة
أكدت حركة أمل برئاسة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، رفضها الكامل للمظاهر المسلحة التي انتشرت في شوارع مدينة صور.. مشددة على أنها بصدد إجراء تحقيق لتحديد المسؤوليات واتخاذ التدابير اللازمة.
ودعت حركة أمل - في بيان امس - الأجهزة الأمنية المختصة إلى ممارسة دورها في حماية المواطنين بمن فيهم المتظاهرون، مشيرة إلى انحيازها لمطالب الناس والتحركات الشعبية في ظل ما يعانيه اللبنانيون، وتمسك الحركة بالحريات وضمان حرية التعبير والتظاهر، ورفضها قيام البعض بـ «التطاول» على رئيسها نبيه بري.
وكان أشخاص مدججون بالأسلحة النارية الآلية قد انتشروا في أرجاء مدينة صور في وقت سابق، ووقعت صدامات بينهم وبين المتظاهرين والمحتجين في المدينة، استخدمت فيها الأسلحة وإطلاق الرصاص.
اقرأ ايضاً: