تشهد كندا غدا انتخابات تشريعية نتائجها غير محسومة يتنافس خلالها جاستن ترودو وخصمه المحافظ أندرو شير، بعد أن اختتما امس الاول، حملة اتسمت بتوتر وهجمات ودعوات لتصويت استراتيجي، على أمل تجنب حكومة أقلية توقعتها استطلاعات الرأي.
وخلال الأسبوع الأخير من الحملة قبل الانتخابات، والتي ستحدد من سيكون خلف رئيس الحكومة المنتهية ولايته، استعاض المرشحون عن الإعلانات الانتخابية بدعوات إلى تصويت «مفيد».
ولا يزال الحزب الليبرالي بزعامة جاستن ترودو والحزب المحافظ بزعامة أندرو شير يتنافسان مع أكثر من 30% بقليل من نوايا التصويت لكل منهما. وهذه النسب غير كافية كي يفوز أحدهما بالغالبية المطلقة في مجلس النوب الذي يضم 338 نائبا.
ويأتي الحزب الديموقراطي الجديد (يسار) في المرتبة الثالثة. وقد تقدم بشكل كبير في استطلاعات الرأي (18%) لاسيما بفضل أداء زعيمه جاغميت سينغ في المناظرات، وقد يتمكن من جذب الجناح اليساري من ناخبي ترودو. ويمكن أن يفرض الحزب نفوذه في المستقبل في حال تشكيل حكومة أقلية.
وهذا الاحتمال تحديدا يثير قلق أندرو شير. فقد أشار الزعيم المحافظ إلى التهديد الذي يشكله ائتلاف حكومي بين الليبراليين والحزب الديموقراطي الجديد قد يسمح لترودو بالبقاء في السلطة، وذلك حتى لو لم يحصل حزبه على أكبر عدد من المقاعد.
وقال شير «لدى الكنديين ما يثير القلق». وقارن بين «ائتلاف بين الليبراليين والحزب الديموقراطي الجديد سيخلق عجزا ضخما ويرفع الضرائب، وبين حكومة أكثرية محافظة ستدعم قطاع الطاقة وتحقق توازنا في الميزانية بشكل مسؤول وتخفض الضرائب».
ولتبرير كلامه، قدم أرقاما لزيادة الضرائب يزعم أن خصومه يريدون فرضها لكنها ليست موجودة في برنامج الحزب الليبرالي.
وصرح ترودو «هذه التصريحات خاطئة تماما. من المؤسف أن المحافظين لا يكفون عن اختلاق أمور ضدنا». ونفى زعيم الحزب الديموقراطي الجديد الذي يستبعد أي تحالف مع المحافظين، هذه المعلومات أيضا. وقال سينغ «شير يختلق أمورا لأنه يائس».
وكان رئيس الوزراء المنتهية ولايته اتهم خصومه المحافظين بـ«القيام بواحدة من أقذر الحملات» في تاريخ البلاد عبر نشر الأخبار المضللة خصوصا عبر الانترنت. ومنذ بضعة أيام، أرغم ترودو على ارتداء سترة مضادة للرصاص في أحد التجمعات الانتخابية بعد تلقيه تهديدات.
ويواجه ترودو احتجاجات قسم من الناخبين الذين أوصلوه إلى السلطة عام 2015 بسبب تأميم الحكومة الفيدرالية خط أنابيب «ترانس ماونتنز» الذي يعتبر البعض أنه يتعارض مع خطاب ترودو المؤيد للبيئة.