بعث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون «مكرها» أمس برسالة الى بروكسل يطلب فيها ارجاء موعد عملية خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، وذلك بعد اقرار مجلس العموم تعديلا يلزمه بالتفاوض حول تمديد جديد لمهلة الخروج.
لكن جونسون الذي تعهد بـ«بريكست» في الموعد المحدد في 31 الجاري، رفض توقيع الرسالة التي بعث بها الى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك وتضمنت طلب التمديد.
ورغم خضوع جونسون وارساله الطلب لكونه مجبرا على ذلك وفق القانون، فإنه بعث برسالة أخرى «موقعة» تظهر بوضوح انه لا يريد إرجاء «بريكست» الى ما بعد نهاية اكتوبر الجاري.
وتراجع رئيس الوزراء البريطاني عن موقفه الذي اعلنه امس الأول وجدد خلاله رفضه أي تأجيل لموعد الطلاق مع بروكسل، حيث قال ردا على تصويت البرلمان على تعديل يلزمه بطلب تمديد مهلة الخروج: «لن أتفاوض مع الاتحاد الأوروبي على تأجيل (موعد بريكست) والقانون لا يلزمني بذلك».
ووجد الأوروبيون أنفسهم امس أمام ثلاث رسائل من لندن، تطلب الرسالة الأولى التي لم يوقعها جونسون، إرجاء موعد «بريكست» ثلاثة أشهر، اما الرسالة الثانية التي وقعها رئيس الوزراء البريطاني يؤكد فيها أنه لا يريد التأجيل، أما الرسالة الثالثة التي أرسلها السفير البريطاني لدى الاتحاد الأوروبي تيم بارو، فتشير إلى أن الإرجاء لم يطلب إلا امتثالا للقانون.
وقال مايكل غوف أقرب مساعدي جونسون في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز» امس إنه على الرغم من طلب التمديد «سنخرج في 31 الجاري..نملك الوسائل والمهارة لتحقيق ذلك»، مضيفا «نعرف أن الاتحاد الأوروبي يريد أن نخرج ولدينا اتفاق يسمح بتحقيق ذلك».
في المقابل، توعدت المعارضة البريطانية بوضع رئيس وزراء البلاد، بوريس جونسون، أمام مسؤوليته، بسبب الرسائل الغامضة التي أرسلها لرئيس المجلس الأوروبي بشأن مواعيد «بريكست».
وقال زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين في خطاب ألقاه مساء أمس الاول أمام أنصاره: «سنستخدم كل الوسائل الممكنة لتحدي أعمال الحكومة، كما سنتحدى نواياه (بوريس جونسون) لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (دون أي اتفاق)».
من جهته، وصف أحد قادة الجناح اليساري لحزب العمال، جون ماكدونال، الرسائل التي وجهها جونسون لتوسك بأنها رد الفعل المتغطرس ورد فعل «المراهقة» على أعمال البرلمان.
وكتب ماكدونال على صفحته في توتير: «يعترض جونسون كرئيس للوزراء على قرارات البرلمان والمحاكم.
ورفضه - رفض المراهقة - لتوقيع الرسالة (الدعوة إلى تأجيل مواعيد بريكست) يؤكد شبهاتنا أن جونسون المتميز بغطرسته يرى أنه فوق القانون وفوق المسؤولية».
من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك عبر تويتر «طلب تمديد المهلة وصل.
ابدأ استشارة قادة الاتحاد الأوروبي حول كيـفـيـة الرد».
وفي سياق متصل، مهدت الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي امس الطريق أمام البرلمان الأوروبي للمصادقة على الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي مع لندن، إلا أنها لم تتخذ قرارا بشأن طلب التأجيل.
وقالت مصادر ديبلوماسية، طلبت عدم ذكر أسمائها، إن سفراء الاتحاد الأوروبي أطلقوا رسميا عملية المصادقة على الاتفاق، وذلك خلال اجتماع قصير مع كبير مفاوضي ملف خروج بريطانيا من الاتحاد ميشيل بارنييه.
وذكر مصدر ديبلوماسي أنه تم اطلاع السفراء على طلب التأجيل الذي تم تقديمه من جانب لندن، ولفت إلى أن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك سيجري على مدار الأيام القادمة مشاورات مع قادة دول الاتحاد الأوروبي بشأن الطلب، مع الأخذ في الاعتبار «التطورات في الجانب البريطاني».