قال الرئيس الأسبق للاستخبارات العامة السعودية الأمير تركي الفيصل إن إيجاد حل للأوضاع المتوترة في الخليج يحتاج إلى إجماع عالمي في مواجهة ايران، مشيرا الى ان ما جلب الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات في عام 2009 حول برنامجهم النووي كان العقوبات القاسية للغاية التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران، مضيفا: «هذا ما نحتاجه مرة أخرى. ويجب ألا نستبعد العقوبات العسكرية».
وأشار الأمير تركي الفيصل خلال حوار أجراه معه مدير تحرير صحيفة «دي فيلت» الألمانية، دانييل دولان بومر، إلى أن الإيرانيين لا يظهرون علانية ما يبطنون، فهدفهم النهائي هو استهداف دول الخليج.
وردا على سؤال بشأن اتجاه الرئيس الأميركي دونالد ترمب التفاوض مع إيران، قال الأمير تركي الفيصل إن ترامب سيفعل ذلك فقط بالشروط التي صاغها بما في ذلك الكشف الشامل عن البرنامج النووي الإيراني، ووقف برنامج الصواريخ وإنهاء الدعم للميليشيات في البلدان الأخرى، بينما في المقابل يريد الأوروبيون إجراء محادثات مع إيران بأي ثمن.
وأوضخ بالقول: «منذ البداية، كانت استراتيجية إيران تكمن في تضييق المفاوضات حول القضية النووية والرئيس الاميركي السابق باراك أوباما اقتنع بذلك منهم، لكن ألق نظرة على ما فعله الإيرانيون عندما حصلوا على الصفقة النووية في جيوبهم.
هل كانوا يجلسون في مكاتبهم ويقولون: عظيم، الآن يمكننا أخيرا بناء الطرق والمدارس لشعبنا؟ على الإطلاق، لقد دعموا الميليشيات وقتلوا الناس في أوروبا، ومن كل هذا، لا تمنعهم الصفقة النووية. باختصار، دونالد ترامب محق في ذلك».
وعن امكانية وجود منظمة للأمن والتعاون في الشرق الأوسط على غرار أوروبا، اجاب الأمير تركي الفيصل قائلا: عندما اجتمع مجلس التعاون الخليجي آخر مرة في قمة الكويت، تم توجيه خطاب إلى إيران يقترح اتفاقية مماثلة، بحيث لا تدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولا عدوان عسكريا، مع التعاون في مجال النفط والغاز، ولم يرد أي رد من إيران، حتى إنهم لم يقولوا من باب المجاملة إنهم سيبحثون في الأمر أو أي شيء من هذا القبيل.