اتهمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران أمس بتجاوز عدة قيود حددها الاتفاق النووي الموقع مع الدول الكبرى عام 2015.
وقالت الوكالة، في تقرير نقلته «رويترز» أمس، ان هذه الخروقات منها ما يتعلق بمستوى تخصيب اليورانيوم ومخزون اليورانيوم المخصب والتخصيب بأجهزة طرد مركزي متطورة غير معلن عنها.
وأكد التقرير أن الوكاة رصدت «جزيئات يورانيوم» في موقع غير معلن في ايران.
وأضاف ان طهران «لاتزال تخصب اليورانيوم حتى مستوى نقاء 4.5% وهو ما يتجاوز 3.67%» المسموح بها وفقا للاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي.
وكشفت الوكالة أن «مخزون إيران من اليورانيوم المنخفض التخصيب بلغ 372.3 كلغ حتى 3 نوفمبر مقابل 241.6 في أغسطس، ولا يزال فوق معدل 202.8 كلغ المحدد في الاتفاق».واشارت إلى أن مخزون إيران من الماء الثقيل 128.9 طنا حتى 28 أكتوبر مقابل 125.5 في أغسطس، وهو أقل من 130 طنا بحسب الاتفاق.
وبخصوص اجهزة الطرد المركزي، اشار التقرير إلى أن «إيران ركبت سلستين تضم كلا منها 164 جهازا للطرد المركزي طرازي آي آر-2 إم وآي آر-4 وتخصب اليورانيوم فيها»، كما أنها «ركبت سلسلة أخرى تضم 164 جهازا للطرد المركزي طراز آي آر-6».
واتهم طهران بتركيب «أجهزة طرد مركزي متطورة لم ترد في الاتفاق النووي ومنها آي آر-8 بي وآي آر-9 وآي آر-إس وآي آر-6 إس إم أو».
من جهة اخرى، ناقض وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنقنة امس، ما اعلنه الرئيس حسن روحاني حول اكتشاف حقل نفطي يحتوي على 53 مليار برميل، مشيرا إلى أنه لن يضيف إلى الاحتياطي النفطي الايراني المعروف سوى 22 مليار برميل.
وقال نمدار زنقنة في تصريح صحافي إنه استنادا إلى مواصفات الحقل النفطي و«التقنيات التي في متناولنا في الوقت الحاضر»، فإن «كمية (النفط) القابلة للاستخراج (من الحقل الجديد) تبلغ 2.2 مليار برميل».
وأوضح الوزير أن مبلغ 53 مليار برميل الذي أعلنه روحاني يوازي مجمل الاحتياطي المكتشف في هذه المنطقة، حيث سبق أن اكتشفت إيران خمسة حقول يبلغ مجمل احتياطاتها النفطية «31 مليار برميل نفط».
وكان روحاني أعلن أن الشركة الوطنية للنفط «اكتشفت حقلا يحتوي على 53 مليار برميل» بين مدينتي أميدية وبستان في محافظة خوزستان بجنوب غرب إيران.
من جهة اخرى، أعلن الرئيس الايراني، ان حظر الأسلحة المفروض على بلاده منذ عدة أعوام سيرفع العام المقبل وفقا للاتفاق النووي وسيكون بإمكانها شراء وتصدير الاسلحة.
ونقلت وكالة الانباء الايرانية (ارنا) عن روحاني القول ان «الحظر على الأسلحة سيرفع العام المقبل وليعلم الشعب الإيراني أن مع استمرار الاتفاق النووي فإننا سنحقق هدفا سياسيا ودفاعيا وأمنيا كبيرا في العام المقبل».
وأوضح انه «سيتم حسب الاتفاق النووي والقرار (2231) الصادر عن مجلس الامن الدولي رفع الحظر التسليحي المفروض على ايران منذ عدة أعوام، وان هذا يمثل احدى النتائج المهمة للاتفاق النووي وبدونه يمكننا الخروج منه اليوم لكننا لن نحظى في تلك الحالة بهذه الثمرة التي تنتظرنا العام المقبل».
من جهته، حذر وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس امس، من مغبة استمرار طهران في تخصيب اليورانيوم، مؤكدا ان الاتحاد الاوروبي مستعد للجوء الى جميع الآليات التي يتضمنها الاتفاق النووي الايراني.
جاء ذلك في تصريح ادلى به ماس للصحافيين قبل عقد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي امس، والذي بحث الاوضاع الامنية في كل من منطقة الخليج العربي واليمن والعراق ولبنان اضافة الى الاتفاق النووي الايراني.
وقال ماس «نريد الابقاء على الاتفاق النووي الايراني ولكن في النهاية يتعين على ايران العودة الى التزاماتها واحترام تلك الالتزامات وإلا فإننا مستعدون لاستخدام جميع الآليات المتاحة في الاتفاق».
وأضاف «نلحظ القلق المتنامي حيال قرار طهران الاستمرار في تخصيب اليورانيوم».