استيقظت بوليفيا أمس، على شغور في السلطة غداة إعلان الرئيس إيفو موراليس استقالته من منصبه، بعد موجة احتجاجات استمرت 3 أسابيع على إعادة انتخابه المثيرة للجدل، وذلك بعد أن خسر دعم قوات الجيش والشرطة الذين أعلنا الحياد، ما أطلق احتفالات عارمة في العاصمة لاباز وفتح الباب أمام فوضى عارمة عمت البلاد.
واتبع استقالة موراليس إعلان مجموعة من الوزراء استقالتهم، ما أثار تساؤلات عمن بات مسؤولا عن البلاد، خصوصا مع استقالة نائب الرئيس ألفارو غارسيا لينيرا، الذي اعتبر أن «الانقلاب تم».
وبموجب الدستور، تنتقل السلطة إلى رئيس مجلس الشيوخ ورئيس مجلس النواب على التوالي، لكنهما استقالا أيضا.
ما دفع النائبة المعارضة جانين آنيز للإعلان عن استعدادها تولي الرئاسة المؤقتة للبلاد.
كما لجأ 20 نائبا ومسؤولا حكوميا كبيرا لمقر إقامة سفير المكسيك التي أعلنت أنها ستمنح اللجوء لموراليس.
وكتب موراليس لاحقا على تويتر أن هناك مذكرة توقيف صدرت بحقه، لكن قائد الشرطة فلاديمير يوري كالديرون أفاد التلفزيون المحلي بأن الأمر غير صحيح. وأضاف الرئيس المستقيل ان «مجموعات عنيفة» هاجمت منزله.
وأعلنت الشرطة توقيف رئيسة المحكمة الانتخابية ماريا أوجينيا شوكي التي يتهمها المحتجون بالانحياز لموراليس.
وقال موراليس في خطاب متلفز «أستقيل من منصبي كرئيس، لست مضطرا للهرب، لم أسرق أي شيء».
وتابع: «خطيئتي أنني من السكان الأصليين. إنني من مزارعي الكوكا». وأضاف: «الحياة لا تنتهي هنا. الصراع مستمر».
وقال: «أنا أستقيل حتى لا يستمروا في ركل إخواننا»، في إشارة إلى المتظاهرين المؤيدين للحكومة الذين اشتبكوا مرارا مع المحتجين المعارضين.
وفور إعلان الاستقالة، شهدت العاصمة لاباز اشتباكات عنيفة، فأضرمت عصابات النيران في مبان في هجمات انتقامية.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية: «إن فراغ السلطة ترك الشوارع في حالة من الفوضى، حيث رفضت الشرطة الاشتباك مع المتظاهرين لساعات إذ تم إضرام النيران في الشوارع ونهب المحال ووقعت اشتباكات عنيفة».
وفي المقابل، هللت الحشود ابتهاجا بالاستقالة في مدينة سانتا كروز بشرق البلاد، وأظهر تسجيل فيديو آخر جرى تداوله على نطاق واسع أشخاصا داخل منزل موراليس مع كتابات على الجدران بعد أن سافر جوا إلى مكان آخر داخل البلاد.
بدوره، علق المعارض كارلوس ميسا الذي خسر الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية السابقة على استقالة الرئيس بالقول: «لقد أعطينا درسا للعالم. غدا ستكون بوليفيا بلدا جديدا».
ومع استمرار الغموض السياسي في بوليفيا، توالت ردود الفعل المنددة بما وصفته «انقلابا» ودعت كولومبيا لاجتماع عاجل للمجلس الدائم لمنظمة الدول الأميركية للنظر في حلول للأزمة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن ما جرى في بوليفيا «انقلاب مدبر» وأضافت: «ما يثير قلقنا العميق، أنه خلال الأزمة السياسية الداخلية في بوليفيا، جوبه استعداد الحكومة للبحث عن حلول بناءة على أساس الحوار، بتطور الأحداث وفق انقلاب أعد له مسبقا».
وفي السياق، قال وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إبرارد إن بلاده ستمنح حق اللجوء لموراليس إذا طلب ذلك في مؤشر على الدور المتنامي الذي تلعبه المكسيك بين الحكومات ذات التوجه اليساري في أميركا اللاتينية.
ودافعت حكومة المكسيك، بقيادة الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، بقوة عن موراليس، وكتب أوبرادور على تويتر قائلا: «نقدر الموقف المسؤول لرئيس بوليفيا، إيفو موراليس، الذي فضل الاستقالة على تعريض شعبه لأعمال عنف»، مضيفا أن الحكومة المكسيكية ستوضح موقفها بتفصيل أكبر.
من جانبه، أدان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو «بشكل قاطع» «الانقلاب» في بوليفيا، ودعا لحشد الحركات السياسية والاجتماعية «للمطالبة بالحفاظ على حياة المواطنين البوليفيين الأصليين ضحايا العنصرية».
وأبلغ سفير فنزويلا في بوليفيا وكالة الأنباء الرسمية في بلاده أن محتجين ملثمين استولوا على سفارة فنزويلا في لاباز.
وأعربت كوبا عن دعمها لموراليس ونددت «بشدة» بـ «الانقلاب في بوليفيا».
من جهته، وصف الرئيس الأرجنتيني المنتخب ألبرتو فرنانديز الوضع الذي أدى إلى استقالة موراليس بأنه «انقلاب» وقع نتيجة «للأعمال المشتركة للمدنيين العنيفين وأفراد الشرطة وسلبية الجيش».