اغتالت إسرائيل بهاء أبوالعطا القائد العسكري البارز في «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية في ضربة موجهة نادرة بقطاع غزة، واستهدفت قياديا آخر للحركة في دمشق هو عضو مكتبها السياسي أكرم العجوري، لكنه نجا من القصف، الامر الذي استتبع تصعيدا على جانبي الحدود وسط مخاوف من «حرب مفتوحة» بين الجانبين.
وقال اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس المتحدث باسم جيش الاحتلال «نفذنا الهجوم على أبو العطا لأنه لم يكن هناك خيار آخر».
وأضاف «أريد أن أؤكد على أننا لا نتطلع لمزيد من التصعيد للوضع».
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القيادي ابو العطا بأنه «المحرض الإرهابي الأبرز في غزة».
وأضاف: «كل الإرهابيين يفكرون بنفس الطريقة. يعتقدون أن بإمكانهم إلحاق الضرر بالمدنيين ثم الاختباء وسط المدنيين، وقد أثبتنا أن بإمكاننا توجيه ضربات بدقة جراحية».
وحذر نتنياهو في مؤتمر صحافي، في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب من أن جولة العنف في غزة «ربما تستمر لبعض الوقت»، لافتا ان «إسرائيل ليست مهتمة بأي تصعيد».
وزعمت إسرائيل ان أبو العطا مسؤول عن هجمات صاروخية استهدفت مهرجانا موسيقيا في مدينة سديروت في أغسطس الماضي، وعن هجمات صاروخية مطلع نوفمبر الجاري.
ووصف الجيش الإسرائيلي في بيان أبو العطا بـ«القنبلة الموقوتة».
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي في بيان استشهاد بهاء أبو العطا (41 عاما) في منطقة الشجاعية في شرق مدينة غزة، وقالت إن زوجته أسماء أبو العطا (39 عاما) استشهدت أيضا في الضربة.
وقال خالد البطش القيادي بحركة الحركة في جنازة أبو العطا في غزة أمس «إسرائيل نفذت هجومين منظمين متزامنين في إعلان جديد عن حرب مفتوحة».
وأضاف «لا خيار أمامنا سوى المواجهة ولا حسابات ستمنع الجهاد من مواصلة الرد على جريمة اغتيال بهاء أبو العطا ومحاولة اغتيال أكرم العجوري».
وتوعد بأن نتنياهو «سيدفع ثمنا غاليا لجريمته» في غزة ودمشق.
وردا على الاعـــتـــداء الاسرائيلي، أطلق نشطاء فلسطينيون عشرات الصواريخ على إسرائيل مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في مدن وصلت شمالا إلى تل أبيب ومما دفع عدة بلديات إلى إغلاق المدارس.
وقال جيش الاحتلال إن منظومة القبة الحديدية الدفاعية اعترضت 30 صاروخا بينما سقط 20 أخرى في اراضي غير مأهولة، فيما قدرت وسائل اعلام عدد الصواريخ التي امطرت بها «الجهاد الاسلامي» المدن الاسرائيلية بما يفوق الـ 100 صاروخ، بينما أبلغت مستشفيات إسرائيلية عن إصابة عدد من المدنيين.
ووجهت الهيئة المنظمة للقطاع المصرفي في إسرائيل البنوك في المنطقة الواقعة على مرمى الصواريخ بالعمل وفقا لإجراءات الطوارئ بالطاقم الضروري فقط.
وتسبب التصعيد بين الجانبين باستشهاد 4 فلسطينيين على الاقل وإصابة 18 آخرين بجروح مختلفة، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة. وأغلقت المدارس في كل من قطاع غزة وفي أجزاء من إسرائيل، بينها في تل أبيب.
وطلب الجيش من الموظفين «غير الأساسيين» في تل أبيب ووسط إسرائيل البقاء في منازلهم، وكذلك المقيمون في المنطقة الحدودية مع غزة، كما حظر التجمعات العامة.
من جهتها، قالت حركة حماس إن إسرائيل «تتحمل كل التبعات والنتائج المترتبة على هذا التصعيد والاستهداف الخطير» وتعهدت بألا يمر اغتيال أبو العطا «دون عقاب».
ودانت الرئاسة الفلسطينية الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، وحملت الحكومة الاسرائيلية «المسؤولية الكاملة وتبعات تدهور الأوضاع في القطاع»، وفي أخطر تصعيد منذ شهور، قالت وسائل إعلام سورية رسمية إن إسرائيل نفذت هجوما صاروخيا استهدف منزل مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي في دمشق مما أدى إلى مقتل شخصين أحدهما ابنه.
واوضحت «الجهاد الإسلامي» أن المنزل المستهدف في هجوم دمشق هو منزل عضو المكتب السياسي للحركة أكرم العجوري.
وفي سياق متصل، قالت وسائل الإعلام السورية إن هجوم دمشق نفذ باستخدام عدة صواريخ أسقط الجيش السوري أحدها فوق «داريا» القريبة من العاصمة.
وذكرت أن ستة أشخاص أصيبوا في الهجوم، ووصفت الهدف بأنه منزل مدنيين في حي المزة بغرب العاصمة حيث يوجد العديد من السفارات الأجنبية. ونقلت وكالة أنباء «سانا» السورية الرسمية عن مصدر عسكري قوله «فجر امس قامت طائرات حربية إسرائيلية من فوق الجليل المحتل بإطلاق ثلاثة صواريخ باتجاه مدينة دمشق».