دخل اتفاق هش للتهدئة حيز التنفيذ في قطاع غزة أمس بعد يومين من المواجهات بين إسرائيل وفصائل فلسطينية في مقدمتها حركة «الجهاد الإسلامي»، أسفرت عن استشهاد 34 فلسطينيا على الأقل وجرح أكثر من 100 آخرين.
وتضمن اتفاق التهدئة الجديد موافقة الاحتلال على شروط حركة الجهاد الإسلامي واهمها وقف سياسة الاغتيالات.
وذكر مسؤول كبير في «الجهاد الإسلامي» أن وقفا لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في غزة، وقال إنه «تم التوصل إلى اتفاق تهدئة بعدما وافقت الحركة على مقترح مصري بهذا الشأن وبعدما أبلغنا بموافقة الاحتلال الإسرائيلي على التهدئة».
من جهته، أوضح مسؤول مصري رسمي أن الاتفاق يتضمن «موافقة إسرائيل على وقف الاغتيالات».
كما ينص على «الحفاظ على سلمية مسيرات العودة» التي ينظمها الفلسطينيون كل يوم جمعة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة منذ مارس 2018 للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع وبحق العودة للاجئين الفلسطينيين الى الأراضي التي هجروا منها منذ العام 1948.
وبعد نحو نصف الساعة من بدء التهدئة، أطلق صاروخ من غزة باتجاه إسرائيل كما ذكر شهود عيان، لكن مصدرا في حركة الجهاد الإسلامي قال: «أحيانا يحتاج ضبط الميدان إلى بعض الوقت»، مؤكدا أن «الجميع ملتزمون بالتهدئة طالما التزم بها الاحتلال».
وقبل بدء وقف إطلاق النار، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل القيادي في «الجهاد الإسلامي»، رسمي أبوملحوس خلال غارة نفذها طيرانه مساء امس الاول، فيما نفت الحركة أن يكون «ملحوس» قياديا فيها.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي على حسابه على «تويتر»، إن الغارة نفذت على منطقة دير البلح قبل سريان وقف إطلاق النار.
لكن الناطق باسم حركة «الجهاد الإسلامي» داوود شهاب نفى صحة التصريحات الإسرائيلية، قائلا إن «رسمي أبوملحوس ليس قائدا ولا عضوا بارزا في الحركة».
وأوضح ان أبوملحوس «معروف في منطقته كشخص محسوب على الجهاد الإسلامي، لكنه ليس قائدا».
وذكر جيران وأقارب لعائلة أبوملحوس أن رسمي كان ضابط شرطة عسكرية في السلطة الفلسطينية.
من جهتها، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن مقتل 8 أفراد من عائلة (أبوملحوس) بعد استهداف منزلهم في غارة ليلا، بينهم 5 أطفال.
وذكرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة أن ثلث إجمالي عدد الشهداء والمصابين في جولة التوتر الأخيرة مع إسرائيل هم من الأطفال والنساء.
وقالت في بيان صحافي امس إن عدد الشهداء في التصعيد الإسرائيلي الأخير ارتفع إلى 34 بينهم 8 أطفال و3 سيدات، فيما بلغت حصيلة المصابين 111 مصابا بينهم 46 طفلا و20 سيدة.