سيطر محتجون عراقيون امس، على ساحة الخلاني الاستراتيجية وجزء من جسر السنك المؤدي إلى المنطقة الخضراء، التي تضم البرلمان والعديد من السفارات الأجنبية في وقت لاتزال قوات الأمن منتشرة على جزء من الجسر لمنع المتظاهرين من دخول المنطقة الخضراء.
كما سيطر المتظاهرون أيضا على مبنى مرتفع يطل على الجسر ليبسطوا بذلك سيطرتهم على منطقة جديدة بوسط العاصمة بغداد بعد ان لقي ما لا يقل عن 3 أشخاص مصرعهم جراء انفجار في ساحة ببغداد امس الاول.
في الوقت ذاته، واصل المحتجون غلق ميناء ام قصر في محافظة البصرة لليوم الثاني على التوالي فيما أرغم آخرون القوات الأمنية على فتح ساحة الخلاني المجاورة لساحة التحرير ببغداد بعد ان كانت مغلقة بالكتل الخرسانية وذلك في اليوم الـ 23 للاحتجاجات في البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية ان المحتجين منعوا الشاحنات من الدخول الى ميناء ام قصر والذي يعد واحدا من أكبر منافذ العراق التجارية، مبينة ان السلطات المحلية هناك أجرت مفاوضات معهم لإعادة افتتاحه.
وأضافت ان محتجين آخرين أغلقوا بوابة حقل مجنون النفطي في البصرة والذي يعد واحدا من أكبر الحقول النفطية جنوبي العراق، مؤكدة ان القوات الأمنية أجرت كذلك مفاوضات معهم لفتح الطريق الى الحقل.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية صورا للمحتجين وهم في ساحة الخلاني بينما تتمركز الشرطة خلف سواتر خرسانية على جسر السنك.
من جانبها، قالت قيادة عمليات بغداد في بيان انها فتحت الطريق الذي يربط ساحة الطيران بساحة الخلاني، ودعت القيادة المتظاهرين في ساحة التحرير وامتداداتها الى المحافظة لسلمية التظاهر في مناطق التظاهر بمناطق الخلاني والسنك والمحافظة على الأموال العامة والخاصة.
وقال متظاهر بفخر لـ«فرانس برس» إن «القوات الأمنية انسحبت الى خلف الخط الثاني من الجدران الخرسانية على جسر السنك».
بدورها، قالت امرأة طاعنة بالسن أتت من مدينة البصرة في جنوب البلاد للانضمام إلى التظاهرات متوجهة إلى رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي «خسرتوا كل العراق، ليس نحن فحسب».
وأضافت وهي تشير إلى المنطقة الخضراء «اطلع بره، لا مكان لك هنا. إن شاء الله سنكون الليلة في الخضراء».
وتسلق العشرات من المتظاهرين جدران مرآب كبير للسيارات يطل على نهر دجلة إلى جانب جسر السنك، ورفعوا لافتات مساندة للتظاهرات.
من جانبها، أعربت مفوضية حقوق الانسان العراقية امس، عن إدانتها لاستمرار ما وصفتها بالاعتقالات العشوائية والتي طالت 66 متظاهرا في بغداد اطلق سراح سبعة منهم لاحقا واعتقال 20 متظاهرا في البصرة أفرج عن 7 منهم لاحقا فضلا عن اعتقال 37 متظاهرا في ذي قار افرج عن 21 منهم لاحقا.
وأشارت المفوضية الى اختطاف عدد من الناشطين في الاحتجاجات الحالية مطالبة القوات الأمنية بتوفير الحماية اللازمة للناشطين والمتظاهرين والمواطنين كافة والبحث والتحري عن الجهات التي تقوم بعمليات الخطف وإلقاء القبض عليهم وإحالتهم للقضاء.
من جهة أخرى، أعلنت هيئة المنافذ الحدودية في العراق أن حركة المسافرين من العراق إلى إيران توقفت عبر منفذ الشلامجة الحدودي، بطلب من الجانب الإيراني على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها إيران.
وقال بيان لهيئة المنافذ الحدودية في العراق إن منفذ الشلامجة الحدودي يعمل بصورة طبيعية أمام حركة التبادل التجاري فقط، أما حركة المسافرين فقد تم توقفها من العراق باتجاه إيران بناء على طلب الجانب الإيراني بسبب الاحتجاجات. وأوضح ان «جميع المسافرين الذين يريدون الدخول إلى العراق من العراقيين يدخلون بصورة طبيعية وبدون أي تأخير».
وكان شهود عيان أفادوا بأن أعدادا كبيرة من المتظاهرين أغلقت منفذ الشلامجة.
وقال الشهود لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مجاميع كبيرة من المتظاهرين تمكنوا من السيطرة على الشارع الرئيسي المؤدي إلى منفذ الشلامحة الحدودي، وإيقاف حركة الشاحنات وحافلات نقل المسافرين بين العراق وإيران.
ويعد منفذ الشلامجة أكبر المنافذ الحدودية بين العراق وإيران، ويشهد تدفقا كبيرا للشاحنات وحركة المسافرين بين البلدين.