اتسع نطاق الاحتجاجات على رفع اسعار الوقود في إيران خلال يومها الثالث لتمتد الى 75 مدينة في انحاء البلاد، فيما سقط اول شرطي قتيلا خلال اشتباكات مع محتجين في مدينة كرمنشاه، بينما اعتقل نحو 1000 متظاهر، في وقت طالب نواب باستجواب الرئيس حسن روحاني على خلفية الاحداث المتصاعدة.
وتقدم 60 نائبا في البرلمان بطلب استجواب لروحاني، متهمين اياه بـ«عدم الكفاءة في إدارة البلاد وممارسة التفرقة وتنفيذه سياسات اقتصادية مكررة».
ومن بين أسباب طلب الاستجواب، قرار رفع أسعار البنزين من دون الرجوع إلى البرلمان.
وطالب النواب خلال اجتماع علني لمجلس الشورى امس بالإشراف على أسعار السلع بعد ارتفاع أسعار البنزين.
وفي وقت لاحق، أعلن روحاني ان الدولة «لن تسمح بانفلات الأمن في المجتمع» في مواجهة اعمال الشغب، وبرر مجددا قرار رفع اسعار الوقود، موضحا خلال اجتماع في مجلس الوزراء انه لم يكن امام الدولة حل آخر لمساعدة «العائلات ذات الدخل المتوسط والمحدود التي تعاني جراء الوضع الاقتصادي الناتج من العقوبات» الاميركية المفروضة على طهران.
وفي وقت سابق أمس أكد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، انه يدعم قرار رؤساء السلطات الثلاث فيما يتعلق برفع أسعار الوقود، محذرا من استغلال «أعداء الثورة» للاحتجاجات التي تواصلت لليوم الثالث على التوالي وازداد اتساعها لتعم نحو 75 مدينة إيرانية.
وقال خامنئي أمس تعليقا على قرار رفع أسعار الوقود بنسبة 50؟%: «لست خبيرا في هذا المجال، لكني كنت قد أعلنت سابقا أنني أدعم القرارات التي يتخذها الاجتماع المشترك لرؤساء السلطات الثلاث»، في إشارة إلى السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.
وأضاف: «رؤساء السلطات الثلاث اتخذوا قرارا مبنيا على رؤية مدروسة وبالطبع يجب تطبيقه، ولا شك أن بعض شرائح الشعب ستمتعض وتتضرر ويساورها القلق من قرار رفع أسعار الوقود، لكن من يقومون بأعمال التخريب وإحراق الممتلكات من الأشرار وليسوا من أبناء الشعب».
وتابع: «لطالما دعم أعداء الثورة أعمال التخريب والشغب (في إيران)، وها هم يفعلون ذلك الآن أيضا»، داعيا المواطنين إلى «الابتعاد عن المخربين».
وألقى خامنئي باللوم على «مثيري الشغب» لتدميرهم الممتلكات العامة، وقال إن «كل مراكز الاستكبار العالمي ضدنا تهلل» للاضطرابات، مشيرا بذلك إلى عائلة بهلوي التي طردتها الثورة الإيرانية من السلطة عام 1979، وحركة «مجاهدي خلق» المعارضة في المنفى، والتي تعتبرها طهران منظمة «إرهابية».
وبعد خطاب خامنئي تراجع مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني عن إجراء لإلغاء قرار زيادة أسعار البنزين، حسب وكالة الأنباء الطلابية «ايسنا».
من جهته، حذر المتحدث باسم الشرطة الإيرانية أحمد نوريان من أن قوات الأمن «لن تتردد في مواجهة الذين يزعزعون السلام والأمن وستحدد قادة هذه المجموعات وستحشد القوات وتواجههم».
ودعا نوريان في تصريحات نشرتها وكالة «ايسنا» المواطنين، إلى كشف «الانتهازيين والمرتزقة» ومساعدة الشرطة في الحفاظ على السلام.
وأعلنت وزارة الاستخبارات في بيان بثته الوكالة نفسها انها حددت هوية قادة الاحتجاجات، وأكدت أن «العناصر الأساسية في أعمال الشغب خلال الأيام الماضية تم تحديدهم وجار اتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهم، وسيتم إعلان نتائجها للشعب».
في غضون ذلك، اعتقل نحو ١٠٠٠ متظاهر، فيما قتل اكثر من ٣٦ بينهم شرطي.
وتوفي الشرطي إيراج جواهري متأثرا بجروحه غداة مواجهة مع مسلحين في مدينة كرمانشاه امس الأول، وفق ما أفاد قائد شرطة المنطقة علي أكبر جاويدان في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الايرانية الرسمية «إرنا».