شهدت بغداد وعدد من المحافظات العراقية الجنوبية إضرابا عاما أعاد الزخم إلى الحراك الاحتجاجي المتواصل منذ أسابيع للمطالبة بـ «إسقاط النظام»، وتدفق آلاف المحتجين مجددا إلى شوارع العاصمة والمدن المضربة.
وأصبحت الاعتصامات تكتيكا أسبوعيا متبعا في المظاهرات التي انطلقت في الأول من أكتوبر الماضي للمطالبة بمكافحة الفساد وتأمين فرص عمل وتغيير الطبقة السياسية الحاكمة.
وذكر ناشطون وموظفون ان العديد من الدوائر الحكومية في بغداد عطلت دوامها او داومت بشكل جزئي استجابة للاضراب الذي دعا له زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وعدد من النقابات في البلاد بهدف الضغط على الحكومة لتلبية مطالب المتظاهرين.
وأوضحوا ان ساحتي التحرير والخلاني معقل الاحتجاجات وسط العاصمة شهدتا توافد الآلاف من المواطنين بينهم اعداد كبيرة من طلبة المدارس والجامعات العراقية دون تسجيل اي اشتباكات او احتكاك مع القوات الامنية.
كما توقف العمل في غالبية مدن جنوب العراق من البصرة وصولا إلى الكوت والنجف والديوانية والحلة والناصرية، حيث أغلقت الدوائر الحكومية والمدراس، وفقا لوكالة «فرانس برس».
وأقدم المتظاهرون في مدينة البصرة، الغنية بالنفط، على حرق إطارات لقطع الطرق ومنع الموظفين من الوصول إلى عملهم.
وذكرت اذاعة «المربد» التي تبث هناك، ان موظفي الموانئ والشركات النفطية في الزبير المجاورة للبصرة لم يتمكنوا من الوصول الى مقرات عملهم بسبب قطع الطرق، مضيفة ان الطرق افتتحت في وقت لاحق وعادت الحركة الى وضعها الطبيعي في الوقت الذي توافد الآلاف من المحتجين الى ساحة الاعتصام بما فيهم طلبة الجامعات والمدارس.
وأعلنت الحكومات المحلية في محافظات بينها بابل وواسط وذي قار اعتبار يوم أمس عطلة رسمية «لدواع أمنية»، غير ان ذلك لم يمنع من توافد اعداد كبيرة من المحتجين الى ساحات التظاهر.
وفي مدينة الحلة، حيث أغلقت الدوائر والمدارس، خرج آلاف بينهم طلبة وموظفون حكوميون للاعتصام أمام مبنى مجلس المحافظة في وسط المدينة، وفقا لمراسل «فرانس برس».
وفي محافظة الديوانية جنوبي البلاد توقف الدوام الرسمي بشكل تام في المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات استجابة لدعوة الاضراب وفقا لما اورده التلفزيون الحكومي العراقي.
وذكر ناشطون وصحافيون لـ «كونا» ان ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية غصت بالمتظاهرين رغم هطول المطر وسوء الاحوال الجوية هناك.
ويصر المحتجون في العراق على مطالبهم بإقالة الحكومة وتعديل الدستور، وهو الامر الذي ترفضه السلطات العراقية حتى الآن وتحاول امتصاص غضب الجماهير.