تواصلت الاحتجاجات الشعبية ضد رموز السلطة العراقية والنفوذ الإيراني أمس التي فرضت حالة من الشلل على المؤسسات الحكومية، تزامنا مع تسريب مئات التقارير الاستخبارية التي تظهر توغل التأثير الإيراني في مفاصل كثيرة من حياة العراقيين.
التقارير الاستخباراتية كشفتها صحيفة «نيويورك تايمز» وموقع «ذي إنترسبت» الإلكتروني، وتكشف بشكل خاص الدور الفريد للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري.
وتؤكد إحدى الوثائق «العلاقة الخاصة» التي يتمتع بها رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي بطهران.
ووفقا لصحيفة «نيويورك تايمز»، تمكنت طهران من حصد المزيد من المكاسب والنفوذ بعد انسحاب القوات الأميركية عام 2011.
وتظهر وثائق كيف جندت إيران عملاء عراقيين كانوا يعملون لصالح الاستخبارات الأميركية «سي اي ايه»، كما تشير إلى أن إيران استغلت الوضع المادي لهؤلاء العملاء الذين تركوا من دون عمل أو مال، وكانوا مستعدين لإبلاغ إيران بكل ما لديهم من معلومات بشأن خطط الاستخبارات الأميركية في العراق.
وقالت الصحيفة والموقع الأميركيين إنهما تحققا مما يقارب 700 صفحة من تقارير كتبت في عامي 2014 و2015 من قبل وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية، وأرسلت إلى «ذي إنترسبت» من قبل شخص رفض الكشف عن نفسه.
إلى ذلك، غصت ساحة التحرير وسط بغداد بالآلاف من المحتجين وبينهم إعداد كبيرة من طلبة الجامعات والمدارس التي أغلقت أبوابها استجابة لدعوات الإضراب العام أمس.
ووصف الناشطون الساحة في هذه الأيام بالمدينة الصغيرة المتكاملة الخدمات اذ يقوم المحتجون انفسهم بأعمال تنظيف الشوارع وطباعة المنشورات وإعداد الطعام المجاني للمعتصمين.
وبينوا ان الساحة تلقت كميات كبيرة من الأغطية والفرش قدمها متبرعون لتوزيعها على المعتصمين داخل الخيم في الساحة وفي بناية المطعم المطل عليها وذلك لإعانتهم على تجاوز ساعات الليل قارس البرودة.
وفي محافظة ذي قار جنوبي البلاد قال مصدر طبي ان 5 متظاهرين أصيبوا في اشتباكات بين القوات الأمنية ومحتجين في قضاء الرفاعي شمالي المحافظة.
وفي الناصرية كبرى مدن المحافظة قال ناشطون ان المتظاهرين توافدوا على ساحة الحبوبي للانضمام الى المعتصمين هناك فيما أغلقت جميع الكليات ومعظم المدارس أبوابها فضلا عن تعطيل الدوائر الحكومية للأسبوع الثاني على التوالي.
أما في البصرة جنوبا فقام المحتجون هناك ولليوم الثاني على التوالي بقطع الطرق بالإطارات المحترقة لتعطيل الدوام الرسمي.
وأغلقوا مجددا مدخل ميناء ام قصر الرئيسي في العراق.
وقال مصدران بالميناء إن المئات سدوا مدخل الميناء القريب من البصرة ومنعوا الموظفين والشاحنات من دخوله مما أدى لتراجع العمليات بنسبة 50%.