قال خبراء ومسؤولون غربيون إن عبور حاملة الطائرات الأميركية أبراهام لينكولن والمجموعة المرافقة لها مضيق هرمز، يشكل خطوة إضافية في جهود واشنطن لاستعراض قوتها أمام إيران، وتأكيد حضورها العسكري في الشرق الاوسط، وطمأنة حلفائها في المنطقة، رغم اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ان الانخراط في المنطقة كان «أسوأ قرار في تاريخ الولايات المتحدة».
يضاف ذلك الى سلسلة خطوات سابقة قامت بها واشنطن ومنها اجراء مناورات ضخمة وإنشاء التحالف البحري لحماية خطوط الملاحة من الاعتداءات الايرانية المستمرة منذ شهور، إلى جانب إعلان وزارة الدفاع الأميركية «الپنتاغون» انها بصدد إرسال آلاف الجنود إلى السعودية لحمايتها من التصرفات الإيرانية «المزعزعة للاستقرار»، للمرة الأولى منذ مغادرتها في 2003.
وقال اندرياكس كريغ الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في كينغز كولدج البريطانية إن «استعراض القوة هذا يوجه بالتأكيد رسالة حزم وقوة بعد أشهر من أعمال التصعيد الإيرانية التي أهانت الولايات المتحدة».
واعتبر الكسندر ماتريسكي الخبير في شؤون الدفاع «من المؤكد أن الولايات المتحدة لن تغادر الخليج. حتى في ظل إدارة ترامب». وأوضح «على الولايات المتحدة أن تحافظ على تهديد ملموس لإيران».
داخليا أعلن الحرس الثوري الإيراني امس، أنه تمت السيطرة على المظاهرات التي شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية احتجاجا على زيادة أسعار الوقود، واعتقال المحرضين عليها.
ونقلت قناة «العالم» الإيرانية عن المتحدث باسم الحرس الثوري العميد رمضان شريف القول: «الأحداث التي شهدتها بعض مدن البلاد بذريعة ارتفاع أسعار البنزين، تمت السيطرة عليها خلال ما بين 24 و 72 ساعة، بجهود قوات الشرطة والقوات الأمنية والقوات المسلحة، وتم اعتقال رؤوس الفتنة المحرضين على أعمال الشغب والفوضى».
واتهم شريف «الأعداء» بإثارة الشغب بعد «فشل العقوبات والضغوط الاقتصادية».
واستؤنفت خدمات الانترنت في جنوب إيران، بعد أن قطعتها السلطات لأيام على مستوى البلاد خلال الاحتجاجات، بحسب ما قالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية امس.
وقالت الوكالة: «أعيدت اتصالات الإنترنت إلى إقليم هرمزجان وكل تطبيقات التواصل الاجتماعي تعمل».
لكن شبكة «نتبلوكس» لمراقبة الإنترنت أكدت إن معدلات الوصول إلى الإنترنت في إيران لا تتعدى 8%.
في المقابل، شن ناشطون إيرانيون في الخارج حملة من أجل مناشدة موقع تويتر حرمان السياسيين من استعمال المنبر بهدف الترويج لرواياتهم.
من جهة أخرى، اتهم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالإنابة كورنيل فروتا ايران بعدم التعاون مع الوكالة في كشف ملابسات عثور المفتشين الدوليين على جزيئات اليورانيوم الطبيعية في موقع سري إيراني لم تعلن عنه طهران.
وقال فروتا في بيان استهل به اجتماع مجلس محافظي الوكالة بفيينا أمس ان الوكالة واصلت اتصالاتها مع الجانب الإيراني حول تلك الجزيئات لكننا لم نتلق أي معلومات ولا يزال الأمر حتى الآن دون حل.
وذكر انه قام بإجراء تحديثات على تقاريره السابقة، لاسيما تقريره الفصلي الأخير الذي قدمه إلى المجلس الذي تم فيه الكشف عن قيام إيران بتثبيت عدد من الأنواع الأكثر تطورا من أجهزة الطرد المركزي في مصنع تخصيب الوقود التجريبي في موقع نطنز ليس فقط لأغراض البحث والتطوير ولكن ايضا لتجميع اليورانيوم المخصب واستئناف عمليات تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو.