دعا مكتب رجل الدين العراقي زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لتظاهرة مليونية في مدينة النجف، جنوبي العراق، ردا على استهداف مقر اقامته في المدينة بطائرة مسيرة، بعد ليلة دامية ادت الى مقتل اكثر من 19 متظاهرا وإصابة نحو 100 آخرين، بحسب ما اكد مصدر في التيار.
وقال مصدر في مكتب الصدر امس، «التيار الصدري يحشد أنصاره لتظاهرة مليونية في النجف»، مؤكدا «تعرض مقر مقتدى الصدر لقصف بطائرة مسيرة». ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن المصدر، رده على سؤال حول ما إذا كانت الدعوة للمليونية ردا على استهداف المقر، «نعم بالتأكيد».
وكانت مصادر أفادت بأن المكتب الذي يقع في منطقة الحنانة بمدينة النجف تعرض لهجومين، الأول بطائرة مسيرة، والثاني بإطلاق الرصاص من مسلحين كانوا في سيارتين.
وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الطائرة استهدفت المكتب أولا، ولكن دون سقوط ضحايا، مشيرة إلى أن الاستهداف الثاني تم عندما اقتربت سيارتان «بيك آب» من مقر المكتب وأطلق المسلحون من داخلهما النار باتجاهه.
ووفق المصادر، أطلقت عناصر من السيارتين رشقة رصاص حي، وردت قوة حماية المقر بالمثل، قبل أن يلوذ منفذو الهجوم بالفرار.
وذكرت المصادر أن منطقة الحنانة شهدت استنفارا كثيفا من سرايا السلام ومن اتباع الصدر، لافتة إلى أن ما جرى جاء ردا على خلفية التدخل بحماية المتظاهرين في السنك.
من جهته، قال صالح محمد العراقي المقرب من مقتدى الصدر في بيان صحافي ان الحنانة تعرضت امس، «إلى قصف من طائرة مسيرة، وذلك ردا على الأوامر التي صدرت من مقتدى الصدر لاتباعه من (القبعات الزرق) بحماية الثوار في بغداد والنجف».
وقبل ذلك شهدت العاصمة العراقية ليلة دامية إذ شن مسلحون مجهولون هجوما على المتظاهرين في بغداد سيطروا لفترة وجيزة على مبنى يحتله المحتجون منذ أسابيع قرب جسر السنك، ما أسفر عن مقتل 19 شخصا على الأقل وإصابة نحو 100 بجروح.
وعاد المحتجون العراقيون امس الى ساحة الخلاني وسط بغداد. وقال ناشطون وشهود عيان لـ «كونا» انهم تمركزوا في ساحة الخلاني ومرآب السنك وشارع الرشيد المؤدي الى مقتربات جسر السنك.
وبين الشهود وبينهم مسعفون طبيون ان المسلحين الذين اقتحموا الساحة مساء امس الاول، انسحبوا منها صباح امس، بعد ان تسببوا في «مجزرة».
بدوره، قال قائد عمليات بغداد الفريق الركن قيس المحمداوي في بيان ان قطعات عمليات بغداد نزلت إلى (الخلاني) وحماية المتظاهرين السلميين في الساحة.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للمتظاهرين بعد عودتهم الى ساحة الخلاني وجسر السنك وسط اجواء امنية هادئة.
كما تداول آخرون مقاطع فيديو للضحايا وهم ينقلون الى ساحة التحرير والى مستشفى الجملة العصبية القريب واخرى للقتلى وقد ظهرت على اجسادهم آثار الرصاص الحي في مناطق الرأس والصدر والبطن.
وتوالت ردود الافعال من جهات سياسية عراقية منددة بحادث الاقتحام اذ حذر رئيس ائتلاف الوطنية اياد علاوي في بيان من استمرار ما وصفه بـ«الانتهاكات والاعتداءات التي تنفذها عصابات خارجة عن القانون بحق المتظاهرين السلميين».
وأكد ان «المجازر التي ترتكب بحق المتظاهرين السلميين لن تعفي المسؤولين الامنيين من المساءلة ولن تسقط بالتقادم»، مبينا ان «الحراك السلمي الذي يشهده العراق اضحى تهديدا حقيقيا لمغانم ومكاسب محلية من جهات مستفيدة وغير معلومة وكذلك فشل الاجهزة الامنية في ايقافها».
بدوره، قال رئيس الكتلة النيابية لكتلة النصر النيابية عدنان الزرفي في تدوينة «ان ما يحدث من مجزرة في بغداد بحق الشعب الثائر هو تطبيق لتهديدات ما بعد الاستقالة التي لوح بها رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي يوما ما».
ورأى الزرفي ان تجريد القوات الامنية من سلاحها بمنزلة اعطاء الضوء الاخضر للخارجين عن القانون لقتل المتظاهرين العزل.
من جانبه، أعرب تيار الحكمة المدعوم من رجل الدين عمار الحكيم في بيان عن ادانته ورفضه الكاملين لكل اشكال العنف والاعتداء والفوضى، مستنكرا المساس بالمتظاهرين السلميين وكل ما يصدر عن «الجماعات المسلحة من اعتداء وترهيب تمارسه جهات خارج اطار الدولة والقانون».
ودعا الاجهزة الامنية الى تحمل مسؤولياتها وواجباتها في حماية الساحات والمتظاهرين السلميين، كما جدد دعوته لجميع المعنيين والموجودين في الساحات من المتظاهرين بمختلف عناوينهم للالتزام بحفظ النظام ونبذ العنف.
من جهته، قال النائب عن تحالف (سائرون) سلام الشمري في بيان ان ما حدث امس «من اعتداءات على المتظاهرين السلميين وسط بغداد يتطلب تفسيرا سريعا من الحكومة وأجهزتها الأمنية».
وأضاف ان ما قام به المسلحون من اعتداءات على المتظاهرين السلميين العزل «امر خطير ويكشف بشكل واضح وجود جهات خاسرة ان استمر تحقيق الحراك السلمي نتائج إيجابية».