أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الذي وقع في قاعدة بينساكولا الجوية التابعة لسلاح البحرية الأميركية في ولاية فلوريدا، ونفذه متدرب سعودي ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وأجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، اتصالا هاتفيا بالرئيس الأميركي دونالد ترامب قدم فيه تعازيه بضحايا الهجوم، وقال ترامب في تغريدتين نشرهما على حسابه في «تويتر»، أن الملك سلمان اتصل به هاتفيا «ليعبر عن تعازيه المخلصة وتعاطفه مع عائلات وأصدقاء المقاتلين الذين قتلوا وأصيبوا في الهجوم».
ونقل الرئيس الأميركي عن خادم الحرمين قوله إن: «الشعب السعودي غاضب بشدة من الأعمال الوحشية التي قام بها مطلق النار، وأن هذا الشخص لا يمثل بأي شكل من الأشكال مشاعر الشعب السعودي تجاه الشعب الأميركي».
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن خادم الحرمين عبر في اتصاله الهاتفي مع الرئيس ترامب «عن تلقيه ببالغ الحزن والأسى خبر إطلاق أحد الطلبة السعوديين النار في ولاية فلوريدا نتج عنه وفاة وإصابة عدد من المواطنين الأميركيين».
وأضافت ان الملك سلمان «قدم تعازيه وخالص مواساته لترامب ولأسر المتوفين وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل، كما أكد أن مرتكب هذه الجريمة الشنعاء لا يمثل الشعب السعودي الذي يكن للشعب الأميركي الاحترام والتقدير».
كما أكد خادم الحرمين الشريفين خلال الاتصال مع الرئيس الأميركي على وقوف المملكة إلى جانب الولايات المتحدة، وصدور توجيهاته للأجهزة الأمنية السعودية للتعاون مع الأجهزة الأميركية المعنية للوصول لكل المعلومات التي تساعد في كشف ملابسات هذا الحادث المؤسف.
وقدم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي خالص تعازيه لعائلات ضحايا إطلاق النار «المأساوي»، مؤكدا تضامنه مع الأصدقاء الأميركيين في هذا الوقت العصيب.
وأضاف في تغريدات على «تويتر»: «مثل العديد من الأفراد العسكريين السعوديين الآخرين، تدربت في قاعدة عسكرية أميركية، واستخدمنا هذا التدريب القيم للقتال جنبا إلى جنب مع حلفائنا الأميركيين ضد الإرهاب والتهديدات الأخرى».
من جانبه، وصف وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الحادث بـ «الجريمة البشعة»، وقال عبر حسابه في «تويتر»: «تعرب المملكة عن خالص تعازيها لأسر الضحايا وللشعب الأميركي.. إننا نحيي شجاعة أولئك الذين حيدوا التهديد وأنقذوا الأرواح».
كما قدم وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير عبر حسابه على «تويتر» المواساة والتعازي القلبية للشعب الأميركي، وتقدم بأحر التعازي لعائلات المتضررين من المأساة.
وفي سياق متصل، أدانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالمملكة حادث إطلاق النار في ولاية فلوريدا، وأكدت في بيان أوردته وكالة (واس) أن هذا الحادث يعد جريمة نكراء وعمل إجرامي مدان، مشيرة إلى أن الإسلام يقرر تعظيم حرمة الدم الإنساني، ويجرم سفك الدم الحرام وتخويف الآمنين وإيذاءهم. وشددت الهيئة على أن شعب المملكة سيظل بقيمه النبيلة جزءا من هذا العالم يساهم في بنائه، ويحافظ على منجزات الخير لصالح الإنسانية وسلامتها.
من جانبها، أكدت منظمة التعاون الإسلامي، التي تتخذ من مدينة جدة مقرا لها، أن مطلق النار على المتدربين في ولاية فلوريدا «لا يمثل القيم الإسلامية التي تميز الشعب السعودي».
وكان المتدرب السعودي قد وصف الولايات المتحدة بأنها «دولة شر» في منشور على الإنترنت سبق الهجوم، وفق ما أفادت تقارير. وذكر موقع مجموعة «سايت» الأميركية لمراقبة حركات العنف المسلح أن اسم مطلق النار هو محمد الشمراني، موردا انه نشر بيانا قصيرا على «تويتر» يقول فيه: «أنا ضد الشر، وأميركا عموما تحولت الى دولة شر». وأضاف بيان الشمراني: «أنا لست ضدكم لأنكم فقط من الأميركيين، أنا لا أكرهكم بسبب حرياتكم، أكرهكم لأنكم كل يوم تدعمون وتمولون وترتكبون جرائم ليس فقط ضد المسلمين بل كذلك ضد الإنسانية».
وذكرت شبكة «أيه بي سي» أن المحققين لايزالون يحاولون تحديد ما إذا كان مطلق النار هو بالفعل من كتب هذا المنشور.
وتم حذف الحساب على «تويتر» حيث ورد المنشور الذي ندد كذلك بالدعم الأميركي لإسرائيل وتضمن اقتباسا من زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن. وقالت شرطة فلوريدا ان مطلق النار كان أحد المتدربين السعوديين في قاعدة بينساكولا البحرية، وقد أطلق النار داخل صف في داخل القاعدة مما أسفر عن إصابة 8 أشخاص، بينهم عنصران في الشرطة واجها المهاجم واردياه قتيلا. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» ان المهاجم كان مسلحا بمسدس من طراز «غلوك» عيار 9 ملم اشتراه في الولايات المتحدة، وتضمن المسدس مخزن ذخيرة إضافي بينما كان في حوزة المهاجم ما بين 4 و6 مخازن أخرى. وتم اعتقال 6 سعوديين في أعقاب العملية، بينهم 3 شوهدوا وهم يصورون الهجوم بأكمله، بحسب ما أفادت «نيويورك تايمز»، نقلا عن شخص مطلع على التحقيقات الأولية.
في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أنه يفكر «في خطوات عدة لضمان أمن منشآتنا العسكرية وسلامة عناصرنا وعائلاتهم»، من دون تقديم تفاصيل.
وعلى خلفية الحادث، طالب السيناتور والحاكم السابق لفلوريدا ريك سكوت، بمراجعة برنامج تدريب الطيارين العسكريين الأجانب في الولايات المتحدة.