انهت الاحتجــاجـات الشعبية الواسعة في العراق في موجتها الثانية يومها الـ46 امس، وسط مؤشرات تنذر بتعقيد المشهد مع ازدياد حالات اغتيال الناشطين وقصف معسكرات الجيش العراقي. وقال شهود عيان وناشطون لـ «كونا» إن ساحة التحرير معقل المحتجين في بغداد لا تزال تستقبل المحتجين من أحياء العاصمة وحتى من المحافظات المجاورة في إصرار واضح على ديمومة الضغط الجماهيري لتلبية المطالب.
ولفت الشهود الى أن المحتجين وجدوا كذلك في ساحة (الخلاني) عند مقتربات جسر السنك وقرب ساحة (الوثبة) عند مقتربات جسر الأحرار حيث حصلت مناوشات امس الاول بين المحتجين والشرطة دون وقوع اصابات.
كما نقلت محطات تلفزة واذاعات محلية عراقية اخبارا وصورا لتواصل الاحتجاجات في الناصرية والبصرة وواسط والمثنى والديوانية وميسان وكربلاء والنجف دون تسجيل حالات اشتباك او صدامات مع قوات الشرطة في تلك المحافظات.ويأتي كل ذلك وسط بروز تطورات جديدة تنذر بتعقيد المشهد ومنها تصاعد عمليات اغتيال واختطاف الناشطين في بغداد ومحافظات اخرى والتي كان اخرها اغتيال الناشط المدني فاهم الطائي من قبل مسلحين مجهولين امس الاول.
من جانبه، قال مصدر امني لـ«كونا» امس ان مسلحين ملثمين قتلا فاهم الطائي بمسدس كاتم للصوت في منطقة البارودي وسط كربلاء حين عودته من ساحة الاعتصام متوجها الى منزله.
وفي محافظة (ميسان) نجا الناشط المدني باسم الزبيدي من محاولة اغتيال مشابهة حيث اطلق مجهولون الرصاص عليه من دراجة نارية فأصابوه بمناطق متفرقة من جسده دون ان يتمكنوا من قتله وفقا لما اوردته قناة الشرقية الفضائية العراقية.
كما نقلت القناة مناشدات لذوي عشرة ناشطين اختطفوا اثناء عودتهم من ساحة التحرير في بغداد الى مدينة كربلاء قبل ايام وهم يطالبون القوات الامنية بالكشف عن مصير ابنائهم.
في المقابل، عقد محافظ كربلاء نصيف الخطابي اجتماعا امنيا طارئا مع قادة الاجهزة الامنية بعد ساعات من اغتيال الناشط فاهم الطائي وذلك لبحث الاعتداءات التي طالت الناشطين من ابناء المحافظة. وقال الخطابي في بيان امس، انه وجه الاجهزة الامنية المختصة بتشكيل فريق عمل بشكل عاجل وسريع من اجل القبض على الارهابيين وتقديمهم للعدالة وتكثيف الاجراءات الامنية من اجل حماية المواطنين والمتظاهرين على حد سواء.
ولم يقتصر الأمر في المشهد العراقي على اغتيال الناشطين واقتحام ساحات التظاهر بل ان عمليات القصف الصاروخي لمعسكرات الجيش العراقي دخلت مؤخرا كعامل جديد مزعزع للامن في البلاد.
واعلنت خلية الاعلام الامني امس، ان معسكرا للجيش العراقي قرب مطار بغداد الدولي تعرض للقصف باربعة صواريخ (كاتيوشا) ما تسبب باصابة ستة جنود بجراح متباينة. من جهته، اختصر زعيم القائمة الوطنية العراقية اياد علاوي المشهد في تصريح ادلى به الى محطة تلفزة محلية قائلا ان «العراق اليوم اشبه بباخرة تحترق وعلينا انقاذها وايصالها الى شاطئ السلام». ودعا الحكومة المستقيلة الى «حماية الشعب واذا فشلت بذلك كما هي الان فانها ستحاسب»، معربا عن ثقته بان المحاكم الجنائية الدولية ستفتح ابوابها لمحاكمة المسؤولين العراقيين المتورطين بقتل المتظاهرين في ساحة الخلاني.
من جهة اخرى، نفت هيئة المنافذ الحدودية في العراق امس، دخول أية قوات أميركية إلى محافظة الأنبار. وقال مدير العلاقات بالهيئة علاء الدين القيسي في بيان أوردته قناة (السومرية نيوز): «إن الأنباء التي أشارت إلى دخول قوات أميركية إلى العراق عبر منافذنا الغربية (طريبيل - الوليد - القائم) عارية تماما عن الصحة». وأضاف أن جميع المنافذ تعمل بصورة طبيعية، داعيا بعض القنوات الفضائية والإعلامية إلى توخي دقة المعلومة في النشر عبر المواقع لتجنب تضليل الرأي العام.
في غضون ذلك، أعلنت هيئة النزاهة في العراق، امس، صدور أوامر بالقبض على 9 وزراء، و12 نائبا، و11 محافظا، خلال شهر نوفمبر الماضي.
وقالت دائرة تحقيقات هيئة النزاهة، في بيان لها، إنه تم «صدور أوامر باستقدام 9 وزراء ومن بدرجتهم، بينهم وزيران حاليان وخمسة سابقون، إضافة إلى وزيرين أسبقين»، مبينة أن «الأوامر شملت كذلك 12 عضوا في مجلس النواب، من ضمنهم 10 أعضاء في الدورة الحالية، فضلا عن وكيل وزير حالي و3 وكلاء سابقين و2 أسبقين»، وذلك حسب موقع «السومرية نيوز» العراقي.
وأشار البيان إلى «صدور أوامر قبض واستقدام بحق محافظ حالي و11 محافظا سابقا، و118 عضو مجلس محافظة حاليا، و26 عضوا سابقا و11 عضوا أسبق»، لافتة إلى «شمول 32 مديرا عاما بتلك الأوامر، منهم 19 مديرا عاما حاليا في وزارات النفط والكهرباء والتربية والصحة والصناعة وديوان الوقف السني، و11 مديرا سابقا في مجلس الوزراء وأمانة بغداد ووزارات التعليم العالي والصحة والبلديات والأشغال العامة والنقل والصناعة، إضافة إلى مديرين عامين أسبقين في الصحة والنقل».