تدفق الآلاف من العراقيين الى ساحة التحرير، تلبية لدعوات بمظاهرة مليونية تخللها استنفار امني شديد واستنكار لتصريحات زعيم ميليشيا «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، وصف فيها الاحتجاجات بـ«الحدث الخبيث».
وأفاد شهود عيان بأن ساحة التحرير التي تحمل مكانة رمزية ببغداد، شهدت توافدا كبيرا من جانب المتظاهرين القادمين من المحافظات لدعم مطالب المتظاهرين والمعتصمين، وذلك بالتزامن مع إحياء البلاد ذكرى النصر على تنظيم داعش.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بدأ المتظاهرون بالقدوم من المحافظات منذ مساء امس الاول، حاملين أعلام العراق، ومرددين شعارات تجدد العهد للمطالبة بحقوق المتظاهرين والقصاص من المتورطين بقتل المتظاهرين.
وأكد المتظاهرون أن «المظاهرات كانت وستبقى سلمية وأن الدعايات التي تبثها وسائل الإعلام الحكومية والحزبية وجيوش مواقع التواصل الاجتماعي الممولة من الأحزاب حول نية المتظاهرين اقتحام المنطقة الخضراء، أمر غير حقيقي وأن المنطقة الخضراء سقطت منذ اليوم الأول للمظاهرات بعد قيام الحكومة بقتل المتظاهرين».
وأوضح محمد إقبال أحد ناشطي الاحتجاجات في بغداد أن ساحة التحرير غصت بآلاف المحتجين، في أكبر مظاهرة ضد الفاسدين وقتلة المتظاهرين في بغداد والمحافظات.
وشهدت شوارع بغداد منذ الليلة قبل الماضية إجراءات أمنية مشددة في الشوارع والساحات وفي محيط المنطقة الخضراء الحكومية والبنوك والمتاجر. وقد قررت الحكومة تعطيل الدوام الرسمي ليوم امس.
وتأتي هذه المظاهرات الكبرى، على وقع انتقادات حادة لتحذير الخزعلي مما وصفه بـ«مخططات لأجهزة مخابرات لنقل الفوضى من المحافظات الى بغداد». واضاف في تصريحات تداولتها مواقع التواصل ان لديه معلومات عن تخطيط لأن تتحول مظاهرات 10/12 احداث فوضى في العاصمة وايقاع اكبر عدد من القتلى وسرقة المصرف المركزي بيد أن الجيش العراقي تعهد بحماية المتظاهرين وساحات الاعتصام.
وقال رئيس اركان الجيش العراقي الفريق اول الركن عثمان الغانمي في بيان ان الجيش والقوات الامنية العراقية متواجدة لحماية المتظاهرين لحين تحقيق مطالبهم المشروعة والتي كفلها الدستور العراقي.
ونوه بما وصفه التلاحم الكبير بين المتظاهرين المطالبين بحقوقهم من جهة وقوات الجيش العراقي الذين يقدمون لهم الحماية دون حملهم للسلاح من جهة اخرى، مؤكدا ان ذلك سيفوت الفرصة ويقطع الطريق امام من يحرض على العنف وحرق الممتلكات الخاصة والعامة.
من جهتها، قالت مفوضية حقوق الانسان العراقية في بيان ان تحذيرات اللجان التنسيقية للمظاهرات بعدم التوجه للعنف والالتزام بالسلمية هي دليل على وعي المتظاهرين وحرصهم على الحفاظ على النظام العام في البلاد.
وقررت المفوضية تعليق جميع مظاهر الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الانسان اليوم وتوشيح شعار المفوضية باللون الاسود حدادا على ارواح ضحايا المظاهرات في العراق.
وبينت ان البلاد تعرضت لانتهاكات جسيمة للحقوق والحريات الدستورية مع انطلاق الاحتجاجات الشعبية الاخيرة على مدار الشهرين الماضيين في بغداد وعدد من المحافظات الوسطى والجنوبية.
سياسيا، دعا الرئيس العراقي برهم صالح الكتل السياسية إلى التعاون من أجل تسمية مرشح لتشكيل الحكومة الجديدة.
وقال صالح، في بيان صحافي أمس بمناسبة ذكرى الانتصار على تنظيم داعش: «أدعو الكتل السياسية لنتعاون جميعا من أجل تسمية من نرتضيه ونتفق عليه لتكليفه برئاسة مجلس الوزراء وتشكيل حكومة جديدة ضمن المدد والسياقات الدستورية».