تزايدت وتيرة اغتيال الناشطين السياسيين في العراق على وقع الاحتجاجات المناهضة للحكومة، حيث عثر ليل امس الاول، على جثة الناشط علي اللامي المناهض للحكومة في بغداد مصابا بـ 3 رصاصات في رأسه، بحسب ما أفادت مصادر طبية وأمنية أمس، ليصبح ثالث ناشط يقتل خلال أقل من 10 أيام في العراق.
ويبدو أن حملة التخويف والخطف وقتل المتظاهرين تتصاعد في البلاد التي تشهد منذ الأول من أكتوبر الماضي موجة احتجاجات لـ «إسقاط النظام»، وعثر على جثة اللامي، في حي الشعب في بغداد، حيث كان يسكن في منزل شقيقته لبضعة أيام للمشاركة في تظاهرات ساحة التحرير المركزية بوسط العاصمة، بحسب ما قال صديقه تيسير العتابي لـ «فرانس برس».
وأفاد نشطاء عراقيون بأنهم يعيشون حالة من الخوف والترقب الدائم بعد توالي أنباء اغتيال زملائهم، وآخرهم الناشط علي اللامي، بحسب «روسيا اليوم».
وأكد بهاء علي، وهو أحد المحتجين في ساحة التحرير، أنه لم يعد إلى منزله منذ أسبوعين، مضيفا: «لم أتمكن من الخروج من ساحة التحرير. زوجتي لاحظت وجود سيارتين تراقبان المنزل ليومين متتاليين. نحن نعيش رعبا كبيرا ولا أحد يحمينا».
وتابع علي الذي يواظب على حضور الاحتجاجات: «الخطر الذي يحيط بنا كبير جدا، ولا نمتلك سوى وحدتنا للدفاع عن أنفسنا. نحن نعتقد أن الحكومة متواطئة مع هذه الجماعات لقتلنا».
وصرح نشطاء في المجتمع المدني العراقي بأن «الجماعات المسلحة تقوم بعمليات اختطاف ممنهجة لقتل الاحتجاجات، وكل ذلك يحصل أمام أعين الحكومة العراقية التي لم تفعل أي شيء لتخليصنا من هذا الخطر». ميدانيا، وفي ساحة التحرير وبحسب (كونا) شوهدت امس المزيد من خيم المعتصمين وقد نصبت لإيواء المحتجين ولمبيتهم ليلا فيما نصب آخرون سرادق لتقديم الطعام بالمجان او لغسيل الملابس فضلا عن تلك المخصصة لتقديم الخدمات الطبية للمحتجين.
ويبدو ان الحياة التجارية قد عادت لتنشط من جديد في الأسواق المحيطة بالساحة، حيث افتتحت المحال التجارية هناك أبوابها دون ان يؤثر ذلك على الأجواء الاحتجاجية التي يشعر بها الزائر عبر الأغاني الوطنية والأهازيج الشعبية والتلويح بالإعلام العراقية وتعليق اللافتات المطالبة بالتغيير.
ولاتزال جسور الجمهورية المؤدية الى ساحة التحرير والسنك المؤدي الى ساحة الخلاني والاحرار المؤدي الى ساحة الوثبة مغلقة بالكتل الاسمنتية وعلى الجانب الآخر منها تنتشر القوات الأمنية.
وبالنسبة الى ساحات الاعتصام في الناصرية والسماوة والعمارة والكوت والديوانية والنجف وكربلاء والبصرة تعتبر وسط حالة من الإضراب شبه التام في الجامعات والمؤسسات الحكومية وفقا لمحطات تلفزة محلية.
جاء ذلك قبل ان يعقد مجلس النواب العراقي جلسته للتصويت على قانون الانتخابات الجديد والذي يفترض انه ينهي هيمنة الأحزاب الكبيرة على المقاعد النيابية استجابة لمطالب المتظاهرين.