تتجه أنظار العالم اليوم إلى بريطانيا حيث تشهد تصويتا تاريخيا وحاسما في الانتخابات التشريعية المبكرة، التي ستحدد مصير البلاد لسنوات قادمة ومستقبل علاقتها مع الاتحاد الأوروبي.
ويبقى ملف خروج بريطانيا مــن الاتحاد المعــروف اختصـارا بـ «بريكست»، هو الملف الحاسم الذي يلعب دورا محوريا في تحديد توجهات واختيارات الناخبين اليوم أمام صناديق الاقتراع، ويعتبر محددا أساسيا لما ستسفر عنه نتائج السباق الانتخابي.
ويتطلع رئيس الوزراء بوريس جونسون إلى الحصول على الأغلبية المطلقة لحزبه المحافظين في البرلمان والتي ستكمنه من تنفيذ اتفاق «بريكست» في الموعد المحدد له في 31 يناير المقبل، مؤكدا أنه «سيقاتل من أجل كل صوت»، وشدد على أن تأثير هذه الانتخابات سيستمر «لعقود».
وفي المقابل، أكد زعيم حزب العمال جيرمي كوربن أنه في حالة فوزه في الانتخابات فإنه سيقوم بإعادة التفاوض على اتفاق الخروج مع بروكسل وسيطرحه في استفتاء ثان أمام المواطنين للاختيار بينه وبين البقاء داخل الاتحاد الأوروبي.
وكشفت آخر استطلاعات الرأي تقدم حزب المحافظين بزعامة جونسون على حزب العمال المعارض بفارق يتراوح بين 8 و15 نقطة، حيث بلغت نسبة التأييد للمحافظين نحو 43%، بينما تأرجحت ما بين 33 و36% لحزب العمال، ما يزيد من أهمية كل صوت في الانتخابات.
وحافظ المحافظون من يمين الوسط على تقدمهم بثبات في استطلاعات الرأي، لكن استطلاع معهد «يوغوف» عشية الانتخابات توقع أن يحصلوا على أغلبية بسيطة مع اقتراب الحسم.
وتوقع الاستطلاع أن يحصل المحافظون على 339 مقعدا (بزيادة 22 عن الانتخابات العامة الأخيرة في عام 2017)، على أن تحصل المعارضة العمالية على 231 (بانخفاض 31).
وتوقع الاستطلاع أن يحصل الحزب الوطني الاسكتلندي على 41 مقعدا، بزيادة 6 مقاعد، بينما يحصل الديموقراطيون الأحرار على 15 مقعدا، بزيادة 3 مقاعد. وحذر معهد يوغوف من أن العدد النهائي لمقاعد المحافظين يمكن أن يتراوح بين 311 و367.
وقال كريس كورتيس مدير الأبحاث السياسية في يوغوف إن «الهوامش ضيقة للغاية ونظرا لاحتمال حدوث تقلبات صغيرة في عدد صغير من المقاعد، ربما من خلال التصويت التكتيكي واستمرار الاتجاه الصعودي الأخير لحزب العمل، لا يمكننا حاليا استبعاد تشكيل برلمان معلق».