تواصلت الاحتجاجات الشعبية في العراق امس، وسط تصاعد للأصوات الرافضة في ساحات الاعتصام لأنباء تشير الى احتمال ترشيح النائب محمد السوداني لمنصب رئيس الوزراء الجديد.
يأتي ذلك مع اقتراب انتهاء مهلة الـ 15 يوما التي يمكن بموجبها للرئيس العراقي برهم صالح دستوريا تكليف مرشحا لتشكيل الحكومة والتي تنتهي منتصف ليل الثلاثاء المقبل.
واعلن المتظاهرون في ساحة التحرير حيث معقل الاحتجاجات في بغداد عبر مكبرات الصوت رفضهم لتولي السوداني منصب رئيس الوزراء باعتباره لا ينسجم مع مطالب المحتجين بان يكون المرشح مستقلا ولا ينتمي للاحزاب السياسية.
كما رفعت لافتات وصور كبيرة في ساحة التحرير رافضة للسوداني واخرين من مرشحي الطبقة السياسية بسبب انتمائهم الحزبي.
وقال ناشطون في ساحة التحرير لـ «كونا» انهم يرفضون كل متحزب وكل الوجوه التي تمثل الطبقة السياسية الحالية وهذا ما دفعهم لرفض السوداني الذي سبق ان كان وزيرا لاكثر من دورة حكومية.
ومن جانبها قالت قناة (دجلة) الفضائية ان المحتجين في (الديوانية) جنوبي البلاد دعوا لمظاهرة حاشدة كبرى اليوم رفضا لما وصفوه بإعادة تدوير الوجوه السياسية والحزبية.
وفي محافظة البصرة ذكرت اذاعة (المربد) التي تبث من هناك ان المعتصمين في المحافظة يرفضون ما يثار حاليا حول احتمال ترشيح السوداني لرئاسة الحكومة الجديدة وانهم يطالبون بتغيير نظام الحكم في البلاد.
وفي (الناصرية) المجاورة ذكر صحافي وناشط مدني لـ«كونا» ان حالة من شبه الاجماع في صفوف المحتجين في ساحة الحبوبي حيث مركز الاحتجاجات هناك على رفض ترشيح السوداني.
ولفت الناشط العراقي الى وجود حالة من التنسيق بين ساحة الحبوبي في الناصرية وساحة التحرير في بغداد بخصوص مواصفات المرشح للمنصب والذي يشترط الجميع فيه الا يكون متحزبا.
في المقابل، قال النائب عن محافظة (نينوى) احمد الجبوري عبر حسابه في (تويتر) «ان ترشيح السوداني في هذه المرحلة هو اختيار موفق لانه سيكون اول رئيس وزراء لم يغادر العراق في زمن النظام السابق». واضاف الجبوري ان القضاء العراقي لم يوجه ضده «اي ملف فساد بالمطلق وهو قوي وسيفرض القانون وهيبة الدولة ولن يرضخ للكتل والاحزاب ولديه رؤية لادارة الدولة».
وفي السياق، طالب متظاهرون الرئيس العراقي بعدم تسمية أي مرشح لتشكيل الحكومة الجديدة تطرحة الاحزاب والقوى السياسية في البلاد.
وقال بيان صحافي تم توزيعه في ساحة التحرير ببغداد وتمت تلاوته عبر مكبرات الصوت: «نطالب الرئيس العراقي باسم كل العراقيين وساحات الاعتصامات في كل المحافظات المنتفضة بعدم تسمية أي مرشح تطرحه الاحزاب والقوى السياسية والانحياز إلى الشارع وسماع رأيهم بالمرشحين والأخذ بنظر الاعتبار المواصفات».
وأضح البيان «إننا نؤكد قدرتنا على ترشيح من نراه يلبي تطلعاتنا ويحقق امنياتنا ويكون مناسبا للمرحلة القادمة وينهض بواقعنا كما أننا أبلغنا ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة على أن يتم إطلاق اسم مرشحنا قريبا من وسط ساحات التظاهرات والاعتصامات».