تظاهر جزائريون بوسط العاصمة تعبيرا عن رفضهم رئيس الجمهورية المنتخب عبدالمجيد تبون، الذي مد يده للحراك الرافض لنتائج الانتخابات، التي اتسمت بنسبة مقاطعة قياسية. ودعا تبون في مؤتمر صحافي مساء امس الأول، الحراك الشعبي لحوار «جاد من أجل الجزائر والجزائر فقط»، مؤكدا أنه «حان وقت العمل لتكريس كل الالتزامات التي أطلقها بعيدا عن التهميش والإقصاء والانتقام». وقال تبون: «أنا مستعد للحوار مع الحراك مباشرة أو ممثلين عنه، أؤكد للجميع أنه لن يكون هناك استمرار للعهدة الخامسة والتصرفات السابقة». وتابع «مستعد أيضا للحوار مع الطبقة السياسية وحتى مع المرشحين الأربعة الذين نافسوني على منصب الرئيس، أو أي طرف آخر من أجل إطفاء الفتنة ووضع حد للفرقة».
ومضى قائلا «أكن محبة ومودة كبيرتين لسكان منطقة القبائل لأنني أعرف الكثير منهم وأنا متشوق كثيرا لزيارة مدينتي تيزي وزو وبجاية إن شاء الله تيسر الأمور لذلك.. الجزائر تسع لكل الجزائريين دون اقصاء. تأكدوا أنني لن أنفرد بالقرارات». وأوضح تبون، أنه يتعين على الشعب الجزائري أن يشعر في الأشهر الأولى بالصدق في الالتزامات عبر الذهاب بسرعة نحو تغيير عميق للدستور الذي سيطرح للاستفتاء الشعبي والذي من شأنه أن يؤسس للجمهورية الجزائرية الجديدة.
كما تمنى أن يوفق في تشكيل الحكومة الجديدة التي ستكون «مفاجأة سارة» للجزائريين، إذ كشف أنها ستضم وجوها جديدة من الجنسين تتراوح أعمارهم ما بين 26 و27 عاما، مشيرا إلى أنه لن يتسرع في الدعوة إلى انتخابات تشريعية ومحلية مبكرة.
ووعد تبون بتعديل الدستور في الأشهر الأولى من ولايته الرئاسية «حتى يشعر الشعب بالصدق»، حيث سيعرضه للاستفتاء، بدلا من تمريره عبر تصويت البرلمان، كما فعل بوتفليقة في كل التعديلات التي أجراها، كما التزم بإعادة النظر في قانون الانتخابات «لفصل السياسة نهائيا عن المال» و«استرجاع نزاهة الدولة ومصداقيتها لدى الشعب». وكان نفس الحراك رفض مبادرة أولى للرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة قبل استقالته بتنظيم حوار شامل لإعادة النظر في الدستور الذي يمنح رئيس الجمهورية صلاحيات واسعة.
ووعد تبون بتشكيل حكومة يغلب عليها الشباب «الذين صوتوا لي» وبأن «ينحاز دائما لهم بالعمل على إدماجهم في الحياة السياسية قبل تسليمهم المشعل».
ويعد تبون أول رئيس من خارج صفوف جيش التحرير الوطني الذي قاد حرب الاستقلال ضد المستعمر الفرنسي (1954-1962).
واتسم الاقتراع الرئاسي بمقاطعة قياسية من الحراك الشعبي الذي دفع بوتفليقة للاستقالة في أبريل بعد 20 عاما في الحكم. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 39.83%، أي ما يقارب عشرة ملايين ناخب من أصل أكثر من 24 مليونا مسجلين في القوائم الانتخابية.
وهي أدنى نسبة مشاركة في كل الانتخابات الرئاسية في تاريخ الجزائر.
وردد المتظاهرون «الله أكبر، الانتخاب مزور» و«الله أكبر نحن لم نصوت ورئيسكم لن يحكمنا». وقاربت اعداد المتظاهرين الذين احتشدوا في مناطق مختلفة بأنحاء العاصمة عدد من تجمعوا خلال التظاهرات السابقة ضد الانتخابات الرئاسية، بحسب «فرانس برس».
وحمل البعض لافتات كتب عليها «ولايتك يا تبون ولدت ميتة» و«رئيسكم لا يمثلني». كما سخر مدونون من «رئيس الكوكايين» في إشارة الى اتهام نجل تبون في قضية تهريب 700 كلغ من الكوكايين ما زالت قيد التحقيق القضائي.