أعلنت بريطانيا أنها بدأت اتصالات واسعة مع شركائها الغربيين ودول شرق أوسطية من أجل تخفيف حدة «التوتر ومنع التصعيد» في المنطقة، وذلك عقب مقتل قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومنيك راب في تصريح صحافي امس انه أجرى اتصالات مع الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس وزرائه عادل عبدالمهدي.
ولفت راب الى أنه سيقوم بزيارات خارجية للقاء نظرائه الفرنسي والألماني والكندي قبل الوصول الى واشنطن الخميس المقبل لإجراء محادثات مع نظيره الأميركي مايك بومبيو.
وشدد في هذا المجال على «ضرورة صياغة موقف دولي موحد يمنع انزلاق الأمور الى الأسوأ»، معتبرا «أن نشوب نزاع جديد في المنطقة لن يصب في مصلحة أي طرف».
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية البريطاني أن بلاده ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها ورعاياها في الشرق الأوسط.
بدوره، ذكر وزير الدفاع البريطاني، بن والاس أن بلاده تعتزم إرسال سفينتين حربيتين لحماية سفنها في مضيق هرمز، وسط حالة التوتر مع إيران.
وأضاف والاس أن بلاده ستنشر الفرقاطة «إتش.إم.إس مونتروس» والمدمرة «إتش.إم.إس ديفندر» في المضيق، وهو طريق شحن رئيسي مهم استراتيجيا في منطقة الخليج.
وكشفت وسائل إعلام بريطانية عن مرابطة غواصة تابعة للبحرية الملكية وتعمل بالطاقة النووية، متأهبة لاستهداف إيران بصواريخ «توماهوك»، في حال نشوب حرب في المنطقة.
ونقلت صحيفة «ذي صن» عن مصدر عسكري قوله إن القوات البريطانية لن تكون السباقة في توجيه الضربات: «لكن يتم اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية، وهذا يعتمد على الكيفية التي سترد بها إيران على مقتل سليماني».
وأضاف: «إذا ما تدهورت الأمور بسرعة، فإن المملكة المتحدة ستقف جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة»، مؤكدا أن البحرية البريطانية تمتلك أكثر الغواصات تطورا وفتكا، «كما أن إحدى هذه الغواصات موجودة في نطاق إيران».
وأفادت «ذي صن» بأن السفن الحربية البريطانية ستستمر في مراقبة السفن التجارية العابرة لمضيق هرمز.
يذكر أن آخر مرة استخدمت فيها بحرية بريطانيا صواريخ «توماهوك» ضد أهداف برية كانت في عام 2011 لضرب منشآت عسكرية تابعة للقذافي في ليبيا.
وفي الغضون، دعا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إيران إلى تجنب المزيد من التصعيد وضبط النفس في أعقاب مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية ببغداد.
وقال مكتب بوريل في بيان امس إن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي بين المسؤول الأوروبي ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف جرى خلاله تناول التطورات الأخيرة في العراق والحاجة إلى تخفيف حدة التوتر في المنطقة بالإضافة إلى بحث الاتفاق النووي الإيراني.
ولفت البيان الى أن بوريل دعا ظريف الى زيارة بروكسل لمواصلة المحادثات حول هذه القضايا، وأعرب عن قلقه العميق إزاء الزيادة الأخيرة للمواجهات العنيفة في العراق بما في ذلك مقتل سليماني داعيا طهران إلى «ضبط النفس والنظر بعناية في أي رد فعل لتجنب المزيد من التصعيد الذي يضر المنطقة بأسرها وشعوبها».
كما أعلن استعداده للمشاركة الكاملة في وقف التصعيد، مؤكدا «أن الحل السياسي.. في نهاية المطاف هو السبيل الوحيد للمضي قدما وان الاتحاد الأوروبي مستعد لدعمه».
من جهة أخرى، ذكر البيان أن الجانبين بحثا كذلك أهمية المحافظة على خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) «التي لاتزال تشكل حجر الزاوية في البنية العالمية لمنع الانتشار النووي وأداة فاعلة في أمن المنطقة والعالم».
وأكد بوريل في هذا المجال عزمه على الاستمرار بلعب دوره بالكامل كمنسق والحفاظ على وحدة المشاركين الباقين في الاتفاق لدعمه وتنفيذه بالكامل من قبل جميع الأطراف.