دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس نظراءه بالاتحاد الأوروبي لاجتماع أزمة لبحث التوتر بالشرق الأوسط عقب مقتل القائد السابق لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وقرار برلمان العراق بإنهاء وجود القوات الأجنبية على أراضيه.
واقترح ماس على مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد، خوسيب بوريل، أن يعقد الاجتماع الأحد المقبل، قائلا ان برلين ستتحدث إلى الحكومة العراقية بعد تأييد البرلمان العراقي توصية رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي بضرورة رحيل كل القوات الأجنبية من البلاد.
وأضاف: «ما يهمنا هو ألا يقع استقرار ووحدة العراق ضحية للتصعيد الأخير ونحن مستعدون لمواصلة دعمنا، إذا وجدت الرغبة في ذلك وسمح الوضع».
وتابع: «نبحث ذلك بشكل مكثف مع شركائنا في حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي والتحالف المناهض لتنظيم «داعش» وفوق كل ذلك مع العراق».
وفي الوقت ذاته، اعتبر ماس أن تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات على العراق في حال أجبرت القوات الأميركية على مغادرة الأراضي العراقية، «لا تساعد كثيرا».
وقال ماس لإذاعة «دويتشلاند فونك» أمس: «لا أعتقد أنه يمكن إقناع العراق عبر تهديدات، إنما من خلال حجج «إنهاء تواجد» القوات الأجنبية في البلاد عبر المباشرة بـ «إلغاء طلب المساعدة» المقدم إلى المجتمع الدولي لقتال تنظيم داعش».
وعلى الصعيد ذاته، قالت وزارة الخارجية الهولندية في بيان امس انها «تدرس قرار البرلمان العراقي بإنهاء وجود القوات الأجنبية في العراق». وأوضحت الوزارة ان هولندا تشارك في مهمة تدريبية شمال العراق، مشيرا الى انه يوجد حوالي 60 جنديا هولنديا هناك.
على صعيد آخر، قالت كيليان كونواي مستشارة البيت الأبيض إن الرئيس ترامب واثق من استطاعته التفاوض على اتفاق نووي جديد مع إيران، وذلك بعد يوم من إعلان طهران سعيها لتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم في 2015 بدرجة أكبر.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان ترامب يعتقد أن لايزال بإمكانه التفاوض مجددا على اتفاق جديد، قالت كونواي للصحافيين في البيت الأبيض: «قال إنه منفتح على ذلك. إذا أرادت إيران أن تبدأ في التصرف كبلد عادي... قطعا (سيفعل)».
وفي سياق متصل، حضت موسكو الأطراف الموقعة للاتفاق النووي الإيراني على إبقائه «أولوية» داعية الشركاء الأوروبيين إلى الوفاء بالتزاماتهم لضمان بقاء إيران في الاتفاق.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان امس إن «الحفاظ على الاتفاقات الواسعة وضمان تطبيقها المستدام يجب أن يبقى أولوية بالنسبة لجميع الشركاء»، وذلك في أعقاب قرار طهران خفض التزاماتها بموجب اتفاق عام 2015.
بدوره، أعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه إزاء قرار إيران بالتخلي عن جميع التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في تدوينة على (تويتر): «نأسف بشدة لإعلان إيران الأخير»، مشددا على ان «التنفيذ الكامل للاتفاق النووي من قبل الجميع أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى، وذلك من أجل الاستقرار الإقليمي والأمن العالمي».
وأكد بوريل انه سيستمر في العمل مع جميع أعضاء الاتفاق في المستقبل، مضيفا: «سنعتمد على الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من البرنامج النووي الإيراني».
بدوره، قال المتحدث باسم المسؤول الأوروبي بيتر سبانو خلال مؤتمر صحافي امس ان «هناك الكثير من الأنشطة الجارية من حيث إيجاد طرق يمكن أن يسهم من خلالها الاتحاد الأوروبي في عدم تصعيد الموقف بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية ببغداد.
وذكر ان بوريل «منخرط الى حد كبير في الاتصال مع جميع الشركاء المعنيين بشأن كيفية عدم تصعيد الموقف وذلك لكون التصعيد شيء لا يمكن لأحد تحمله ولا يخدم مصلحة أحد».