أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن طهران أنذرت واشنطن قبل الهجوم الصاروخي على قاعدتين عسكريتين في العراق مؤخرا وقال: وجّهنا رسالة لأميركا عبر السويسريين ليلة الهجوم الصاروخي مفادها أنه دفاع عن النفس.
واعتبر وزير الخارجية الإيراني، في كلمة ألقاها خلال مشاركته في مؤتمر أمني بنيودلهي وبثها التلفزيون الرسمي الإيراني، أن الاتفاق الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية في 2015 «من أفضل الاتفاقات».
وعلى عكس ما نادى به عدة مسؤولين إيرانيين خلال الأيام الماضية التي تلت مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وتهديداتهم المتواصلة بالثأر عبر طرد القوات الأميركية ليس من العراق فقط بل من المنطقة بأثرها، قال ظريف ان بلاده لم تطلب طرد القوات الأميركية من العراق، في حين شدد الرئيس حسن روحاني على وجوب رحيل هذه القوات.
وأكد الرئيس الإيراني خلال اجتماع الحكومة الإيرانية ضرورة أن تعمل شعوب المنطقة على طرد القوات الأميركية منها، محملا الولايات المتحدة المسؤولية عن التوترات الحالية في المنطقة، محذرا من أن التوترات الحالية لا تصب في صالح أحد، وقال «اليوم جنود أميركا في خطر وغدا جنود أوروبا».
وفي الشأن النووي، قال روحاني استعداد طهران للعودة للامتثال للاتفاق إذا ما فعلت الدول الأوروبية الأطراف به الأمر نفسه، وحث الاتحاد الأوروبي على تجنب اتخاذ أي «خطوة خاطئة» فيما يتعلق بالاتفاق النووي.
وقال الرئيس الايراني «إذا اتخذتم (أي دول الاتحاد الأوروبي) خطوة خاطئة، فسيكون لها تأثير ضار عليكم.. ينبغي عليكم أن تتصرفوا بشكل صحيح».
وذكر روحاني أن تنفيذ الاتفاق النووي، على النحو المنصوص عليه ـ وليس تفعيل آلية فض النزاع ـ هو المسار الصحيح، مضيفا أنه حينما يحدث هذا، ستعود إيران تماما وبشكل كامل إلى الاتفاق، معلنا رفض اقتراح لإبرام اتفاق جديد أطلق عليه اسم «اتفاق ترامب» قائلا انه عرض «غريب»، منتقدا ترامب وواصفا اياه بأنه «دائم النكوص عن تعهداته».
جاء ذلك بعد تفعيل الدول الاوروبية الاطراف في الاتفاق النووي، فرنسا وبريطانيا والمانيا، آلية تسوية الخلافات الخاصة به للضغط على طهران للعودة للالتزام بتعهداتها النووية، ودعوة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أن يبدل الاتفاق النووي باتفاقه الخاص لضمان ألا تحصل إيران على سلاح نووي.
وكتب الرئيس الاميركي على تويتر امس أنه يتفق مع جونسون على ضرورة إلغاء الاتفاق النووي واستبداله بـ «اتفاق ترامب».
بدوره، أكد وزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين نجاح العقوبات الاقتصادية على إيران، قائلا: «لا شك أن العقوبات على إيران ناجعة وناجحة».
وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أنه ستتم إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران سريعا نظرا لتفعيل فرنسا وبريطانيا وألمانيا رسميا لآلية تهدف للمساعدة في فرض الاتفاق النووي مع إيران.