اتهمت طهران الأوروبيين بالتضحية «بما تبقى» من الاتفاق النووي الإيراني و«بيعه» من أجل مصالحها الاقتصادية، منتقدا رضوخ بريطانيا وفرنسا وألمانيا لابتزاز الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي نعتته بـ«التلميذ المتنمر».
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بحسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس إن باريس ولندن وبرلين «باعت ما تبقى من (الاتفاق) لتجنب رسوم جمركية جديدة يفرضها ترامب».
وشارك ظريف على حسابه مقالا لصحيفة «واشنطن بوست»، جاء فيه أن «ترامب هدد سرا (العواصم الثلاث) بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات الأوروبية» في حال لم تفعل آلية فض النزاعات الواردة في الاتفاق حول النووي المبرم في فيينا عام 2015.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» نقلا عن مصادر أوروبية، إن أحد المصادر اعتبر «التهديد السري» الذي وجهته إدارة ترامب للأوروبيين بمنزلة «ابتزاز».
وتوجه جواد ظريف للأوروبيين بالقول حول آلية فض النزاع الخاصة بالاتفاق التي فعلتها العواصم الاوروبية الثلاث مؤخرا «أصدقائي، لا فائدة من ذلك. أنتم أثرتم فقط شهيته فحسب. أتذكرون التلميذ المتنمر في مدرستكم الثانوية» مضيفا «إن أردتم بيع نزاهتكم، افعلوا ذلك. لكن لا تتحدثوا عن مبادئ أخلاقية أو قانونية عظيمة».
وقد تؤدي آلية فض النزاعات إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران التي حذرت بالفعل من أن ذلك سيعني نهاية الاتفاق النووي.
من جهته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه لم تعد هناك قيود على إيران فيما يتعلق بمشروعها النووي.
ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن روحاني قوله في كلمة ألقاها امس: «ليس أمام إيران اليوم أي قيود في مشروعها النووي»، مضيفا:«إذا ما قرر الآخرون خفض التزاماتهم بشأن الاتفاق النووي فلن نقف مكتوفي الأيدي وسنواصل خفض التزاماتنا».
وأكد الرئيس الإيراني أنه يعمل «يوميا لمنع الحرب» فيما تشهد العلاقات بين طهران وواشنطن فترة جديدة من التوتر الشديد، وقال إن «الحكومة تعمل يوميا على منع مواجهة عسكرية أو الحرب» مؤكدا أن الحوار بين ايران والعالم صعب «لكنه ممكن».
في المقابل، قال بيتر ستانو المتحدث باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في مؤتمر صحافي امس ان «دعوة وزير الخارجية الايراني الى زيارة بروكسل من اجل مناقشة الملف النووي مازالت قائمة حتى بعد تفعيل آلية تسوية الخلافات».
وحول انتقادات طهران بعدم وفاء الاتحاد بالتزاماته تجاه الاتفاق النووي مع ايران، قال المتحدث ستانو ان «الاتحاد هو المنسق وليست لديه الامكانية او القوة او الحق في اتخاذ قرارات صريحة وتطبيقها.. اننا ببساطة نراقب ونحاول التوسط بين الاطراف».