قدم محاميا الرئيس الأميركي دونالد ترامب حججهما الدفاعية قبل بدء المحاكمة الرامية إلى عزله غدا في مجلس الشيوخ، معتبرين أنها غير دستورية وخطيرة.
وهذه أول مرة يقدم فيها فريق المحامين حججه المبنية على تلك التي قدمها ترامب والجمهوريون منذ سبتمبر الماضي.
وفي أول «رد» خطي على محضر الاتهام الذي أعده مجلس النواب بأصوات الديموقراطيين فقط، قال محاميا ترامب إن الأمر يتعلق بـ«هجوم خطير على حق الأميركيين في اختيار رئيسهم بحرية».
وأضاف المحاميان جاي سيكولو وبات سيبولوني «إنها محاولة وقحة وغير قانونية لقلب نتائج (انتخابات) 2016 والتدخل في نتائج 2020 قبل أشهر من تنظيمها».
ويفيد محضر الاتهام بأن ترامب مارس ضغوطا على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عندما اشترط أن يعلن عن تحقيقات مع نجل جو بايدن قبل دعوته إلى البيت الأبيض وتسليم مساعدة عسكرية مهمة لكييف. وترامب متهم بأنه قام بعد ذلك بعرقلة التحقيق الذي كان يجريه مجلس النواب ورفضه كل تعاون حكومي.
وقال محاميا ترامب إن «نص الاتهام غير دستوري ويجب أن يرد ولا يتضمن أي جريمة أو انتهاك للقانون»، واشارا إلى أن ترامب التقى الرئيس الأوكراني في الأمم المتحدة في سبتمبرالماضي وأنه تم السماح بتسليم المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، ما يثبت عدم وجود أي مقايضة مع كييف، رغم أن مبلغا داخل الإدارة الأميركية كان حينها تسبب بإطلاق إجراءات العزل.
وأفاد مصدر مقرب من فريق الدفاع عن ترامب في اتصال مع الصحافيين بأن المادتين تشكلان خرقا للدستور لأنهما «ناجمتان عن إجراءات باطلة حرمت بشكل صارخ الرئيس من أي حقوق تتعلق بمحاكمة عادلة».
وكانت الرئاسة الأميركية أعلنت أن بات سيبولوني محامي البيت الأبيض سيقود فريق الدفاع، وسيساعده جاي سيكولو المحامي الشخصي لدونالد ترامب.
واعلن المعسكر الرئاسي أن محاميين آخرين سينضمان إلى الفريق وهما كين ستار الذي كان طرفا محوريا في قضية عزل الرئيس السابق بيل كلينتون في التسعينيات، إلى جانب آلان ديرشويتز الذي كان أحد محامي أو جي سيمبسون.
في الوقت نفسه، قدم الأعضاء الديموقراطيون في مجلس النواب أيضا حججهم إلى مجلس الشيوخ حيث كرروا العناصر الرئيسية التي وردت في محضر الاتهام الذي صوتوا عليه في نهاية الأسبوع الماضي، وهم يرون أن سلوك دونالد ترامب كان «أسوأ كابوس» لواضعي الدستور الأميركي، ودعوا مجلس الشيوخ بصفة رسمية إلى عزله من اجل «إزالة التهديد الذي يشكله للأمن القومي لأميركا».
من جهة اخرى، شاركت آلاف النساء في مسيرة ضد الرئيس ترامب تنظم سنويا، وأكدن معارضتهن المستمرة لسيد البيت الأبيض على الرغم من تراجع نسبة المشاركة مقارنة بالأعوام الماضية.
وأعربت مشاركات في المسيرة عن تخوفهن من فوز ترامب بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المقررة في نوفمبر من العام الحالي.
وفي عام 2017 وغداة تنصيب ترامب شارك أكثر من ثلاثة ملايين شخص في تظاهرات ضده في مختلف أنحاء البلاد، إلا أن أعداد المحتجين في تراجع منذ ذاك العام.
وتجمع بضعة آلاف امس الاول في واشنطن فيما نظمت تظاهرات محدودة في نيويورك ومناطق أخرى. واعتمر عدد من المشاركات قبعات زهرية، في إشارة لمعارضة تعليقات ترامب المهينة للنساء.
الى ذلك، أحيا الرئيس الأميركي الذكرى الستين لتوقيع المعاهدة الأمنية بين الولايات المتحدة واليابان بدعوة إلى تحالف أقوى وأعمق بين البلدين رغم انتقاده للاتفاقية ذاتها قبل ستة أشهر.
وقال ترامب في بيان «مع تغير أجواء الأمن وبروز تحديات جديدة، من المهم أن يزيد تحالفنا قوة وعمقا» مضيفا «أثق بأن إسهامات اليابان في أمننا المشترك ستظل تزيد في الشهور والسنين المقبلة وسيظل التحالف يزدهر».
كان ترامب قال في مؤتمر صحافي باليابان في يونيو الماضي إن المعاهدة الموقعة قبل ستة عقود وتعد حجر الزاوية لسياسة الدفاع اليابانية «جائرة» وينبغي تغييرها مما يكرر رأيا عبر عنه كثيرا وهو أن اليابان تستفيد من جانب واحد فيما يتعلق بالدفاع.