قالت إيران انها ستفكر في الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية إذا أحيل ملف برنامجها النووي إلى مجلس الأمن الدولي.
وأكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف امس ان تفعيل الدول الأوروبية لآلية تسوية الخلافات الواردة في الاتفاق النووي مؤخرا تفتقد «لأي أساس قانوني»، مشيرا إلى أنه في حال اتخذت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إجراءات إضافية «فسيتم النظر في انسحاب إيران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية».
واضاف ظريف «في حال عاد الأوروبيون إلى التزاماتهم، ستتوقف إيران كذلك عن التخلي عن التزاماتها، لكن إذا واصل الأوروبيون نهجهم (..) فلدينا خيارات مختلفة».
واكد ان «خطوات تقليص الالتزامات (بموجب الاتفاق النووي) انتهت، لكن إذا واصل الأوروبيون سلوكهم غير اللائق أو أحالوا ملف إيران إلى مجلس الأمن، فسننسحب من معاهدة منع الانتشار النووي».
وأشار إلى أن الرئيس حسن روحاني حذر وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي السابقة فيدريكا موغيريني من هذه التداعيات في ثلاث رسائل بعثها سنة 2018.
وتابع «ورد في رسالة الرئيس روحاني أنه في حال تمت إحالة هذه القضية إلى مجلس الأمن، فستجري مناقشة انسحاب إيران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، لكن يمكننا التفكير في (خيارات) أخرى قبل ذلك».
والخطوة الاوروبية التي اتخذت الاسبوع الماضي تتهم إيران بالفشل بالامتثال لبنود الاتفاق النووي الذي أبرم سنة 2015، وهو ما من شأنه دفع مجلس الأمن لإعادة فرض العقوبات الدولية على طهران.
في سياق متصل، نقلت وكالة «تسنيم» للأنباء عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سيد عباس موسوي قوله «إذا لم يتجاوب الأوروبيون، سنقوم بإجراء قوي ومختلف» مشيرا إلى أن «إيران عدلت من التزاماتها النووية في إطار الاتفاق النووي نظرا لعدم التزام الأطراف الأخرى بتعهداتها».
وأشار إلى أنه لا يتوقع أن «يقدم الأوروبيون على إحالة الاتفاق النووي إلى مجلس الأمن»، مؤكدا «إن فعلوا، فإننا مستعدون للرد».
وتابع موسوي «لم نغلق باب التفاوض مع الدول الأوروبية والكرة في ملعبها.. وقد قدمنا مقترحات للأوروبيين للخروج من الأزمة الراهنة في الاتفاق النووي، ونأمل أن لا يخضعوا للتنمر الأميركي».
على صعيد آخر، اصرت كندا على أن يتم «سريعا» إرسال الصندوقين الأسودين العائدين للطائرة الأوكرانية المنكوبة التي أسقطتها إيران «خطأ» في 8 الجاري إلى أوكرانيا أو فرنسا لتحليلهما.
وقال وزير الخارجية الكندي فرانسوا ـ فيليب شامبان انه اتصل لهذه الغاية بنظيره الإيراني، وأوضح «كررت موقف كندا بأن يتم إرسال الصندوقين الأسودين في أسرع وقت ممكن إما إلى أوكرانيا وإما إلى فرنسا» للكشف عليهما «في مكان توجد فيه الخبرة وتتم فيه (عملية الكشف) بطريقة شفافة».
وجاء كلام الوزير الكندي ردا على تصريح مدير مكتب التحقيقات في منظمة الطيران المدني الإيراني حسن رضايفار الذي أشار إلى أن إيران تعتزم الاحتفاظ بالصندوقين الأسودين، على الأقل في الوقت الحالي.
الى ذلك، مثل مترجم يعمل لصالح الجيش الألماني أمام المحكمة امس بتهمة نقل أسرار دولة «ذات طابع عسكري» إلى الاستخبارات الإيرانية.
وذكرت شبكة «ايه بي سي نيوز» الإخبارية الأميركية، أن المتهم البالغ من العمر 51 عاما ـ الذي تم تداول اسمه فقط باسم عبدالحميد.س ـ يحمل الجنسيتين الألمانية والأفغانية، وعمل لسنوات كمترجم ومستشار للجيش الألماني، وهو متهم بالخيانة وبانتهاك قوانين السرية في 18 حالة. ومن المقرر أن تستمر المحاكمة حتى 31 من مارس المقبل.