أكدت إيران أن صاروخين أطلقا في اتجاه طائرة الركاب الأوكرانية من طراز بوينغ 737 التي أسقطت في وقت سابق من الشهر الجاري قرب العاصمة طهران.
وأفادت منظمة الطيران المدني الإيرانية في ثاني تقاريرها الأولية عن الكارثة والذي نشرته على موقعها الإلكتروني في وقت متأخر من مساء امس الاول بأن «المحققين اكتشفوا أن صاروخين من طراز تور-إم1 أطلقا باتجاه الطائرة المنكوبة» موضحا أن التحقيق لايزال جاريا لتقييم تأثيرهما.
ويؤكد ذلك ما أورده تقرير معلومات نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» مؤخرا تضمن تسجيلا مصورا أظهر ما بدا أنهما صاروخان تم إطلاقهما باتجاه الطائرة.
وصمم الاتحاد السوفييتي صواريخ أرض-جو من طراز «تور-إم1» قصيرة المدى لاستهداف الطائرات أو صواريخ «كروز».
وأشار تقرير منظمة الطيران المدني الإيرانية من جانب آخر الى أن «قراءة بيانات الصندوقين الأسودين متعذرة في إيران» نظرا إلى أن الطائرة تعد «من الأحدث في العالم»، مشيرا إلى «تضرر الصندوقين الأسودين بسبب الحادث والنيران»، مضيفا أن «الذاكرة الرئيسية لكل من الجهازين موجودة إلا ان ضررا قد لحق بالقطع الرئيسية فيهما».
وقال التقرير إن «إيران قدمت طلبا لمختبرات التحقيق في الحوادث الجوية في كل من فرنسا واميركا لإعلامها وتزويدها بالأجهزة اللازمة لفك شيفرة الصندوقين إلا ان انهما لم تردا على هذا الطلب. لكنهما أعلنتا قائمة بالأجهزة اللازمة، حيث تم وضعها تحت تصرف المسؤولين للعمل على شرائها».
وأشارت الى أنها أرسلت قائمة بالأجهزة التي تحتاجها إيران إلى كل من المجلس الوطني الأميركي لسلامة النقل ومكتب تحقيقات سلامة الطيران المدني في فرنسا (بي.إي.إيه).
ويشير هدا الطلب الى عدم استعداد طهران لتسليم الصندوقين، مما يزيد الإحباط العالمي إزاء إمكانية إرسالهما إلى الخارج لتحليل بياناتهما.
وأكدت كندا، التي فقدت 57 من رعاياها في الحادث، مرارا أن فرنسا هي التي ينبغي أن تتعامل مع مسجل بيانات الرحلة ومسجل الأصوات لأنها إحدى الدول القليلة القادرة على تحليل المعلومات.
كما دعت أوكرانيا إيران مرارا إلى إعادة الصندوقين الأسودين لطائرة الخطوط الدولية الأوكرانية، وهي أميركية الصنع ومن طراز بوينغ 737.
وسيزيد أي تأخير آخر في إرسال الصندوقين للخارج من الضغوط الدولية على إيران التي قال جيشها إنه أسقط الطائرة دون قصد.
من جانب آخر، أعلن المكتب الإعلامي للرئاسة الأوكرانية، أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، ووزير الطرق وبناء المدن الايراني محمد إسلامي بحثا سبل إرسال الصندوقين الأسودين إلى كييف لفك شفرتهما، وأن تعيد طهران كل حطام الطائرة.
وشدد زيلينسكي - حسبما نقلت وكالة أنباء (يوكرينفورم) الأوكرانية - امس على أن أوكرانيا لديها الوسائل التقنية اللازمة ومتخصصون ذوو خبرة للقيام بفك الشفرة بطريقة سليمة.
واتفق زيلينسكي وإسلامي، على إعادة كل حطام الطائرة لأوكرانيا، كما أثارا مسألة تعويض الأسر المتضررة من الحادث وتأسيس فريق تحقيق مشترك.