أعلن نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن انه لن يدلي بشهادته خلال المحاكمة التي يجريها حاليا مجلس الشيوخ للرئيس دونالد ترامب مقابل ان يقبل الجمهوريون طلب الديموقراطيين باستدعاء موظفين كبار في ادارة ترامب، مثل كبير موظفي البيت الابيض بالوكالة ميك ميلفايني، للإدلاء بشهاداتهم.
وقال بايدن، خلال تجمع انتخابي في ولاية أيوا عقد مساء اول من امس ردا على سؤال لأحد الحاضرين حول امكانية تقديم شهادته، «السبب في انني لن أقوم بهذا الاتفاق (الإدلاء بالشهادة مقابل ادلاء ميلفايني بشهادته) هو ان هذه قضية دستورية»، مضيفا: «لن نحول المحاكمة الى مهزلة أو مسرح سياسي».
بدوره، أبدى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء جامايكا أندرو هولنس في العاصمة الجامايكية كينغستون استعداده لتقديم شهادته خلال المحاكمة التي بدأت يوم الثلاثاء الماضي.
وقال بومبيو «كما قلت من قبل فإنني إذا كنت ملزما قانونيا بالإدلاء بشهادتي فسأكون سعيدا بالإدلاء بها».
في سياق متصل، كشف استطلاع للرأي نشره مركز «بيو» للابحاث الأميركي ان اغلبية بسيطة من الاميركيين ترى ان نتيجة المحاكمة يجب ان تكون عزل الرئيس.
وحسب توضيحات منشورة على موقع المركز فإن «نصف البالغين الاميركيين تقريبا (51%) يقولون ان نتيجة محاكمة مجلس الشيوخ يجب ان تكون اقالة ترامب من منصبه في حين تقول نسبة 46% ان النتيجة يجب ان تؤدي الى بقاء ترامب في منصبه».
وفي الجلسة الافتتاحية للمحاكمة اول من أمس دعا الديموقراطيون الجمهوريين من أعضاء مجلس الشيوخ إلى التحلي بـ «الشجاعة» الكافية «للبحث عن الحقيقة» في عزل الرئيس.
وقال النائب آدم شيف الذي يقود فريق الادعاء، مخاطبا أعضاء مجلس الشيوخ الذين يتولون دور المحلفين في المحاكمة «يجدر بكم أن ترغبوا في انكشاف الحقيقة».
وعرض شيف بمساعدة فريقه المؤلف من ستة أعضاء التهمتين اللتين وجههما مجلس النواب لترامب باستغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس.
وبعد يوم أول ماراثوني حدد إطار وإجراءات هذه المحاكمة التاريخية، استمع أعضاء مجلس الشيوخ بصمت مطلق على مدى تسع ساعات للمدعين يستعيدون وقائع القضية. واستشهد الادعاء بمقاطع عديدة من إفادات أدلى بها أعضاء في الإدارة الأميركية أمام اللجنة البرلمانية في مجلس النواب في نوفمبر الماضي. وقال شيف موجها كلامه إلى الأعضاء الجمهوريين الـ 53 الموحدين حتى الآن في دعمهم لترامب: «لقد جازفوا بكل ما لديهم، بمسارهم المهني. أعرف أن ما نطلبه منكم يمكن أن يعرض مساركم أنتم أيضا للخطر، لكن إن كانوا تحلوا بالشجاعة فذلك بإمكاننا نحن أيضا».
ودعاهم إلى «البحث عن الحقيقة كاملة حول مدى هذا الفساد، لأنني أعتبر أن من حق الشعب أن يعرف». وستخصص مرافعات الادعاء اليوم للسلوك الذي أدى إلى توجيه الاتهام للرئيس، وتبدأ مرافعات الدفاع اعتبارا من الغد وتخصص لها المهلة ذاتها.
وبعد عرض حجج الادعاء والدفاع ستخصص 16 ساعة لأعضاء مجلس الشيوخ لطرح أسئلتهم خطيا. ويتحتم عليهم طوال المحاكمة لزوم مقاعدهم والبقاء صامتين دون استشارة هواتفهم ولا حواسيبهم.
ومن المرتقب إجراء عملية تصويت أولى في نهاية الأسبوع المقبل يقرر فيها مجلس الشيوخ إن كان يوافق على استدعاء شهود جدد، وهو ما يطالب به الديموقراطيون.
ويمكن بعد ذلك لأعضاء مجلس الشيوخ الانتقال إلى التصويت على الاتهامين الموجهين إلى ترامب. ويفرض الدستور الحصول على غالبية الثلثين لعزل رئيس، وهي عتبة من المستبعد في الوقت الحاضر بلوغها.