حذر القيادي الثاني في التحالف الدولي ضد «داعش» في العراق وسورية الجنرال الأميركي أليكسوس غرينكويتش بأنه مازال من الممكن أن يعود التنظيم المتطرف إلى الصعود رغم إضعافه في حال انسحاب القوات الأميركية من العراق.
وأكد الجنرال غرينكيويتش، خلال مؤتمر صحافي في وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) اول من امس، أن داعش «مازال بالتأكيد يشكل خطرا» محذرا من أن «لديه القدرة على الظهور مجددا إن أزلنا الضغط عنه لوقت طويل».
لكنه أوضح أنه لا يرى تهديدا باستعادة التنظيم قوته بشكل آن، مضيفا «لكن كلما أزلنا الضغط عنه لوقت أطول، ازداد هذا الخطر».
وأشار الجنرال غرينكويتش إلى أن «داعش» كشف عن ضعفه الهيكلي من خلال عجزه عن استغلال التظاهرات الجارية في العراق منذ أكتوبر الماضي للمطالبة بإصلاحات سياسية.
وأوضح أن المشاركين في التحالف الدولي قاموا خلال الأشهر الماضية بتقييم وضع التنظيم بعدما خسر في مارس 2019 أراضي سيطرته في أجزاء من سورية والعراق، إثر معارك مع القوات المدعومة من التحالف استمرت سنوات.
وقال الجنرال الأميركي إن الهدف كان معرفة ما إذا كان التنظيم «ينتهج نوعا من استراتيجية تريث بانتظار فرصة يمكنه استغلالها، أم أنه خاضع فعلا للضغط ويفتقر إلى القدرات والإمكانات».
وتابع أن التظاهرات في العراق ساعدت التحالف على تطوير تقييمه واستنتج أن التنظيم «يعاني من نقص في القدرات والإمكانات أكثر مما هو يتريث استراتيجيا».
واتفق الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره العراقي برهم صالح خلال منتدى الاقتصاد العالمي في «دافوس» على ضرورة الحفاظ على دور عسكري أميركي في العراق، وفق ما أكد البيت الأبيض في بيان من دون كشف أي تفاصيل حول إطار هذا التعاون.
وعلق الجنرال غرينكويتش على ذلك مؤكدا أن الحكومة العراقية «لديها مصلحة بقدرنا» في أن يواصل التحالف الدولي الضغط على التنظيم.
في غضون ذلك، دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر أنصاره إلى المشاركة الواسعة في المظاهرات «المليونية» المطالبة بإخراج القوات الأميركية من العراق، والمقرر أن تنطلق اليوم في حي الكرادة ببغداد.
وقال الصدر، في تغريدة على حسابه على «تويتر» أمس، «لقد دقت ساعة الاستقلال والسيادة، فهل أنتم عاشقون للوطن؟».
وأضاف «يا عشاق الوطن، هبوا لنصرة المعشوق فهو يستصرخكم».
وكتب الصدر مخاطبا أنصاره «أبشروا بعراق مستقل يحكمه الصالحون، لا فساد فيه ولا غزاة، فهمم العشاق تزيل الطغاة».
وحددت الجهات الداعمة للمظاهرة ساحة الحسنين في حي الكرادة، قرب أحد مداخل المنطقة الخضراء، لتنظيم المظاهرة التي ستنطلق وسط إجراءات أمنية مشددة.
ومن المتوقع أن يبدأ إغلاق الطرق ونشر القوات في التقاطعات المرورية وتهيئة الشوارع القريبة من مكان التظاهرة لمرور المشاركين فيها، بعيدا عن تجمعات المتظاهرين الأخرى في ساحتي التحرير والسنك.
وفي السياق، قتل متظاهر شاب بالرصاص الحي في مدينة البصرة النفطية الجنوبية، بحسب ما قال مصدر أمني ولجنة حقوقية لوكالة «فرانس برس»، ليرتفع إلى 12 عدد قتلى الاحتجاجات خلال ثلاثة أيام.
وقال مصدر أمني إن شابا قتل بالرصاص في ساعة متأخرة من مساء أول من امس بيد مسلحين مجهولين، أثناء مغادرته ساحة التظاهر المركزية في مدينة البصرة.
وأشار المصدر إلى أن الشاب لم يكن يحمل أوراقا ثبوتية، وانتظرت الشرطة أحد أفراد عائلته لتحديد هويته، مضيفا أنه تم فتح تحقيق ضد «مهاجمين مجهولين».
وكانت هذه الليلة الثانية على التوالي التي يغتال فيها ناشط في البصرة، بعد مقتل الناشطة المدنية جنات ماذي (49 عاما) بهجوم مسلح.