أعادت السلطات العراقية أمس فتح ساحات وشوارع في العاصمة بغداد ومدن جنوبية، بعد عمليات كر وفر بين قوات الأمن والمتظاهرين أسفرت عن مقتل وإصابة محتجين، وذلك غداة تظاهرة كبيرة دعا إليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للمطالبة بخروج القوات الأميركية من البلاد، قبل أن يصدر أوامر لأنصاره للانسحاب من ساحات التظاهر، وهو ما اعتبرته اللجنة التنسيقية العليا للتظاهرات بمنزلة «غدر وخيانة».
وداهمت قوات الأمن أمس ساحة التحرير، مقر الاعتصام الرئيسي في بغداد، وأطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين حيث وقعت اشتباكات بين المحتجين والشرطة أدت إلى إصابة العشرات.
ووقعت الاشتباكات بعد أن شرعت السلطات في إزالة حواجز خرسانية قرب ساحة التحرير وعلى جسر رئيسي واحد على الأقل على نهر دجلة في بغداد.
ووقعت مصادمات في ساحة الخلاني وسط بغداد بين متظاهرين والقوات الامنية من جهاز مكافحة الشغب عند محاولتهم اعادة فتح ساحة الخلاني وإزالة الحواجز الاسمنتية، حيث استخدمت الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وفي مدينة البصرة، قالت مصادر أمنية إن قوات الأمن داهمت أيضا مقر الاعتصام الرئيسي خلال ليل امس الاول وانتشرت بكثافة لمنع المحتجين من الاحتشاد هناك مجددا وتم اعتقال 16 متظاهرا. وبدأت مداهمات قوات الأمن بعد ساعات فقط من إعلان مقتدى الصدر إنهاء أي مشاركة لأنصاره في المظاهرات المناهضة للحكومة. وانسحب أنصار الصدر أيضا من ساحتي الاعتصام في كربلاء والنجف ورفعوا خيامهم وغادروا.
ونظم أنصار الصدر مسيرة أمس الأول للمطالبة بطرد القوات الأميركية من البلاد في تحرك منفصل عن الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وتفرق المشاركون في المسيرة بعد عدة ساعات رغم أن مراقبين توقعوا أن تتحول إلى العنف.
وكتب الصدر على «تويتر» في وقت متأخر مساء أمس الأول «سأحاول ألا أتدخل بشأنهم (المحتجين) لا بالسلب ولا بالإيجاب حتى يراعوا مصير العراق».
وفي البصرة، ناشد المحتجون الصدر إعادة النظر فيما وصفوه بأنه سحب لدعم المظاهرات الشعبية، ودعوا في رسالة جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى دعم من أنصار الصدر الذين يخشى المحتجون التعرض من دونهم لهجمات من قوات الأمن.
في غضون ذلك، هاجمت اللجنة التنسيقية للتظاهرات في العراق موقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بسحب أنصاره من ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات ووصفته بـ«الخزي والخيانة».
وذكر بيان للجنة المركزية العليا لتنسيقيات الاحتجاجات امس ان «مقتدى يغدر بالأحرار»، مضيفا: «لم نخرج بفتوى دينية، ولم نخرج بتغريدة صدرية، فلا يراهن مقتدى وأنصاره على نفاد صبرنا ونهاية ثورتنا».
وأضاف: «نحن باقون في الساحات حتى تحقيق أهداف الثورة، ولن نخذل دماء الشهداء ولن يكونوا ورقة على طاولة المتاجرة السياسية كما فعل الصدر». وتابع: «ما فعله الصدر هو خزي وخيانة للثوار وسيكون ثمنه رئاسة الحكومة القادمة كما وعدته إيران».
وكان الصدر قد أعطى الأوامر لأنصاره بمغادرة ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات مما سهل على القوات العراقية اقتحام ساحات التظاهر وإحراق خيم الاعتصام وتفريق المتظاهرين واعتقال عدد منهم.
إلى ذلك، اعتبر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، أن شعوب الشرق الأوسط، وبينهم العراقيون، مشمئزون من أميركا التي ارتكبت جرائم في العراق.
وقال خامنئي في تغريدة نشرها مساء أمس الأول تعليقا على التظاهرات الحاشدة في بغداد ومدن أخرى مطالبة بخروج القوات الأميركية من العراق.: «شعوب بلدان هذه المنطقة مشمئزة من أميركا، لقد ارتكبتم جرائم في العراق».