لوحت الرئاسة الفلسطينية بحل «السلطة» في الأراضي المحتلة كرد على الإعلان المرتقب، اليوم أو غدا، لخطة السلام الأميركية في الشرق الأوسط المعروفة باسم «صفقة القرن».
وصرح نبيل أبوردينة الناطق باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لإذاعة فلسطين الرسمية (وفا) امس بأن القيادة الفلسطينية ستعقد اجتماعات داخلية على كافة المستويات لبحث الموقف عند طرح صفقة القرن الأميركية، مشيرا إلى إنه سيتم بحث كل الخيارات بما فيها مصير ومستقبل السلطة على أن يكون أي قرار متخذ مدعوم عربيا ودوليا لرفض أي استهداف للحقوق الفلسطينية. وحذر أبوردينة أي جهة مع التعاطي مع الخطة الأميركية «لما تحمله من إلغاء لملفات القدس واللاجئين والحقوق الثابتة للفلسطينيين والانتباه للتداعيات الخطيرة التي ستحل على المنطقة بأسرها».
من جانبه، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن أي حل لا يستند إلى تجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية وحل قضايا الوضع النهائي وفق قرارات الشرعية الدولية، مرفوض جملة وتفصيلا.
وقال عريقات في تصريح أوردته وكالة (وفا) امس إن القيادة الفلسطينية ستتابع مع مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، لتحمل مسؤولياتها تجاه من يريد تدمير القانون الدولي والشرعية الدولية. وشدد على أن قضية فلسطين هي أساس الأمن والاستقرار الإقليمي بل الدولي، لافتا إلى أن ما يجري الآن هو العودة إلى وعد بلفور بوطن قومي لليهود في فلسطين والحفاظ على الحقوق المدنية والدينية للأقليات غير اليهودية.
من جهته، صرح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، بأنه لن يتم الاعتراف فلسطينيا بأي مشروع يستبعد الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحل ملفات اللاجئين والمستوطنات والحدود.
واعتبر مجدلاني في بيان أن الإعلان المرتقب عن «صفقة القرن» له وظيفة سياسية في هذا التوقيت، وهو خدمة رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقررة في مارس المقبل. وأضاف ان «الجديد في الموضوع هو محاولة لترسيم هذا المشروع التصفوي بصيغة تظهر كأن الوضع النهائي سيتم ترسيمه بمعزل عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني». ووجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا دعوة إلى نتنياهو وزعيم المعارضة بيني غانتس لزيارة واشنطن، غدا، من أجل اطلاعهما على «صفقة القرن».
بدوره، دعا عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» جمال محيسن، الشعب الفلسطيني إلى حراك جماهيري واسع في كل أماكن تواجدهم، لمواجهة الإجراءات «الصهيوـ أميركية» المتمثلة في «صفقة القرن».
في المقابل، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإعلان المرتقب لـ«صفقة القرن»، بأنه «فرص تاريخية لا ينبغي أن نفوتها».
وقال نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته امس: «نحن في أوج أحداث ديبلوماسية دراماتيكية جدا، ولكن ذروتها لاتزال أمامنا. سألتقي صديقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيطرح صفقة القرن. اعتقد أن فرصة مثل هذه تحدث مرة واحدة فقط على مر التاريخ ولا يجوز لنا أن نفوتها».
وأضاف: «أتحدث مع الرئيس ترامب ومع فريقه منذ ثلاث سنوات حول احتياجاتنا الأمنية والوطنية، كانت هناك عشرات المحادثات التي استمرت لمئات الساعات، ووجدت في جميع هذه المحادثات آذانا صاغية في البيت الأبيض لاحتياجات إسرائيل الحيوية».
من جهته، قال بيني غانتس زعيم حزب «أزرق- أبيض» إنه قبل دعوة للقاء الرئيس ترامب في واشنطن لبحث خطة للسلام في الشرق الأوسط.
وأضاف غانتس في تصريحات مسجلة امس الأول «هذه أوقات مصيرية بالنسبة لحدود إسرائيل وكيانها، وكذلك لنسيجها الديموقراطي». وتابع: «خطة السلام التي وضعها الرئيس ترامب سيذكرها التاريخ باعتبارها علامة فارقة ترسم الطريق للاعبين المختلفين في الشرق الأوسط للتقدم أخيرا نحو اتفاق تاريخي وإقليمي».
وفي السياق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن جيش الاحتلال يستعد لمواجهة التوترات التي من المتوقع أن يثيرها إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخطته للسلام في الشرق الأوسط. ووفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن القيادة المركزية نشرت ست كتائب في الضفة الغربية «لمنع حدوث هجمات إرهابية».
إلى ذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية في واشنطن بعض تفاصيل ما سيعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن «صفقة القرن».
ونقلت قناة «العربية» الإخبارية أمس عن هذه المصادر القول إن ما سيقوم به ترامب هو اعتراف الإدارة الأميركية بـ «الأمر الواقع» وبـ «ضم الأراضي للحاجة الأمنية لإسرائيل»، وفي المقابل، ستدعو الإدارة الأميركية إلى بدء مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
.. ويرد على مقترح إيراني بالتفاوض: لا.. شكراً!
عواصم - وكالات: قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات المفروضة على إيران من أجل التفاوض معها فيما بدا أنه رد على تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التي قال فيها ان طهران مستعدة لمفاوضات مع واشنطن حتى بعد مقتل قاسم سليماني.
وكتب ترامب في تغريدة بالإنجليزية ولاحقا بالفارسية «وزير الخارجية الإيراني يقول إن بلاده ترغب في التفاوض مع الولايات المتحدة لكنها تريد رفع العقوبات... لا شكرا!».
ورد ظريف على تغريدة ترامب امس قائلا: «سيكون من الأفضل لدونالد ترامب أن يبني بياناته وقراراته المتعلقة بالسياسة الخارجية على الحقائق وليس على عناوين أخبار فوكس نيوز أو ما يقوله مترجموه باللغة الفارسية».
على صعيد آخر، قال محامو الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مرافعاتهم الأولى أمام الكونغرس إنه «لم يرتكب أي خطأ»، محذرين من محاولة المساس بنتائج صناديق الاقتراع، وذلك بعد انتهاء مرافعة الديموقراطيين المطالبين بعزله.
وقال بات تشيبولونيه محامي البيت الأبيض الذي تحدث أولا خلال جلسة مقتضبة عقدت استثنائيا «سترون أن الرئيس لم يرتكب أي خطأ». وأمام أعضاء هيمن عليهم الصمت، أوضح تشيبولونيه إن الديموقراطيين يطلبون من مجلس الشيوخ «إسقاط نتائج الانتخابات الأخيرة»، مضيفا: «يطلبون منكم (عزل الرئيس) بلا أي دليل (...) يطلبون منكم تمزيق بطاقات الاقتراع في جميع أنحاء هذا البلد» واعدا بإنهاء الجزء الثاني من هذه المحاكمة التاريخية بـ «فعالية وسرعة» كي يتمكن الأميركيون من التركيز على الاستحقاق الرئاسي المقرر في 3 نوفمبر المقبل.
وبعيد انتهاء الجلسة، كتب ترامب في تغريدة: «كل شخص شريف شاهد المحاكمة في مجلس الشيوخ يمكنه أن يرى إلى أي درجة تم التعامل معي بإجحاف».
كما سارع مؤيدو ترامب إلى الدفاع عنه، حيث كتب النائب الجمهوري جيم جوردان في تغريدة «ساعتا حقيقة تدحضان 20 ساعة من التكهنات والشائعات»، في إشارة إلى مرافعات الديموقراطيين. وقال السيناتور الجمهوري ريك سكوت إن الديمقراطيين قدموا معلومات مفبركة ضد ترامب، مشيرا إلى أن الرئيس لم يقم بعرقلة العدالة أو أي خرق للدستور، لافتا إلى أن هدف الديمقراطيين مساعدة جون بايدن للترشح للرئاسة. ويواصل فريق الدفاع عن ترامب تقديم حججه اليوم وغدا، قبل أن يفتح مجلس الشيوخ باب الأسئلة، ومن ثم يصوت على خيار الاستماع إلى شهود.
وفي سياق ذي صلة، كشف تسجيل فيديو نشرته وسائل إعلام أميركية أن ترامب طلب إقالة سفيرة الولايات المتحدة لدى أوكرانيا ماري يوفانوفيتش، الشخصية الرئيسية في المحاكمة الجارية لعزل الرئيس.
وتم تسجيل اللقطات خلال عشاء لمتبرعين في إطار الحملة الانتخابية في ابريل 2018 في أحد الفنادق وكشفه لوسائل الإعلام المحامي والمتهم ليف بارناس شريك رودي جولياني المحامي الشخصي لترامب. وأصدر ترامب الأمر بطرد السفيرة يوفانوفيتش بعد أن أبلغه بارناس بأنها تشكل عائقا، وقال إنها تحدثت عن الرئيس باستخفاف.
ويقول ترامب في التسجيل: «تخلصوا منها!»، مخاطبا على ما يبدو إلى أحد مساعديه على مائدة عشاء. ويضيف: «أخرجها غدا. لا يهمني. أخرجها غدا، أخرجها. هل توافق؟ افعل ذلك».
أبرز 10 نقاط في «الصفقة»
عواصم ـ وكالات: نشرت هيئة البث الإسرائيلية ما قالت إنه النقاط الرئيسية التي ستتضمنها «صفقة القرن»، وهي:
1 ـ ضم 30% من أراضي الضفة الغربية لإسرائيل.
2 ـ ضم المستوطنات الكبرى بالضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية.
3 ـ إخلاء المستوطنات غير القانونية بالضفة الغربية.
4 ـ تبادل أراض بين الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، بدلا من تلك التي يتم ضمها بالضفة المحتلة.
5 ـ دولة فلسطينية منزوعة السلاح على مساحة 70% من أراضي الضفة.
6 ـ حرية العمل العسكري الإسرائيلي في الدولة الفلسطينية.
7 ـ إبقاء المناطق المقدسة بالقدس تحت السيادة الإسرائيلية.
8 ـ نقل بعض الأحياء الفلسطينية بالقدس للسيادة الفلسطينية.
9 ـ الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل.
10 ـ نزع سلاح قطاع غزة.
أبرز بنود «صفقة القرن» المرتقبة.. والمقرر إعلانها اليوم أو غداً
- سيادة إسرائيلية كاملة على القدس بما في ذلك البلدة القديمة مع وجود فلسطيني رمزي.
- خضوع جميع المستوطنات في الضفة الغربية لسيطرة إسرائيل فضلا عن أراضي المنطقة «ج».
- «تبادل محدود» لأراض في الضفة والنقب بما يضمن مزيداً من السيادة الإسرائيلية عما هو عليه الآن.
- احتمال لاستيعاب «محدود» للاجئين فلسطينيين في إسرائيل.. مع عدم صرف أي تعويضات للاجئين.
- سيطرة أمنية إسرائيلية تامة على غور الأردن.