أظهرت نتائج رسمية أولية أمس تقدم مرشحين محافظين مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني في انتخابات مجلس الشوري (البرلمان) الإيراني التي أجريت أمس الاول، حيث تصدر هؤلاء سباق الانتخابات بالعاصمة طهران وبلدات وقرى في أنحاء أخرى من البلاد بعد تصويت لصالح المحافظين المتشددين ونسبة مشاركة انتخابية ربما تقل عن 50%.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية إن قائمة من المرشحين المرتبطين بالحرس الثوري تتقدم السباق الانتخابي في العاصمة، وذكرت وكالة «فارس» للأنباء شبه الرسمية نقلا عن الهيئة العليا للانتخابات تقدم محمد باقر قاليباف عن دائرة طهران ومرشحي قائمة «المبدئيين»، مشيرة الى أنه شارك في العاصمة 1.9 مليون ناخب من أصل 9 ملايين 644 ألفا و981 شخصا يحق لهم التصويت.
وذكرت الوكالة ان 183 مقعدا من مقاعد مجلس الشورى البالغ عددها 290 مقعدا فرزت بالفعل حتى عصر امس وأعلنت فوز 135 مرشحا محافظا. وقدر العدد الإجمالي للمقاعد التي منحتها للإصلاحيين بـ 20 مقعدا والمستقلين بـ 28.
وأظهرت النتائج فوز 14 مرشحا ممن كانوا في حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، فيما ستخوض 3 دوائر انتخابية على الأقل جولة إعادة، لأن المرشحين فيها لم يحصلوا على 20% من الأصوات.
وسيؤكد هذا الاكتساح الواضح للمحافظين أفول نجم الإصلاحيين الذين أضعفهم قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران وقوى عالمية في 2015 وإعادة فرض عقوبات في خطوة عرقلت إعادة التقارب مع الغرب.
وقد تساعد مثل هذه النتيجة الحرس الثوري، صاحب الحضور القوي في حياة الإيرانيين اليومية، على زيادة نفوذه الضخم بالفعل في الشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
كما قد تعزز المكاسب الكبيرة في انتخابات البرلمان فرص المحافظين في انتخابات الرئاسة التي تجرى العام المقبل.
ولن يكون للانتخابات البرلمانية تأثير كبير على السياسات الخارجية والنووية التي يحددها خامنئي. وتواجه الأحزاب الكبيرة المؤيدة للإصلاح إما الحظر أو الحل منذ 2009.
وأقيمت انتخابات البرلمان في دورتها الحادية عشرة، بالتزامن مع إجراء الانتخابات النصفية للدورة الخامسة لـ «مجلس خبراء القيادة» الذي يتولى مهمة تعيين القائد في محافظات طهران وخراسان الشمالية وخرسان الرضوية وفارس وقم.
وجرت الانتخابات في 55 ألف مركز اقتراع في إطار 208 دوائر انتخابية في مختلف أنحاء البلاد.
وبلغ عدد الذين يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات نحو 58 مليونا، من ضمنهم ما يقرب من 3 ملايين لأول مرة بعد بلوغهم السن القانونية للتصويت وهي 18 عاما.
وتم تمديد فترة الاقتراع التي كانت حتى الساعة السادسة مساء، عدة مرات، للساعة الثامنة ومن ثم للساعة العاشرة، وكذلك تم التمديد للساعة الحادية عشرة وأخيرا للساعة 11.5 وبعضها للساعة 12 مساء. وتنافس 7148 مرشحا للفوز بمقاعد البرلمان البالغ عددها 290 مقعدا.
وفي السياق، أكد المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي، أن الإعلان عن صحة الانتخابات سيتم بعد تدقيق التقارير والنتائج.
وتوقع كدخدائي أن تبلغ نسبة المشاركة في الانتخابات نحو 50%، مضيفا أن الأمة الإيرانية خيبت آمال أعدائها بالتصويت بأعداد كبيرة.
وكانت نسبة المشاركة 62% في الانتخابات البرلمانية في 2016 بينما بلغت 66% في انتخابات 2012.
بدوره، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للانتخابات سيد إسماعيل موسوي، إن الاقتراع في انتخابات مجلس الشورى وخبراء القيادة انتهى عند الساعة 12 ليلا، وان عملية فرز الأصوات قد بدأت منذ الساعة 12 ليلا امس الاول، مشيرا إلى اتضاح النتائج في بعض المحافظات.