حذرت منظمة الصحة العالمية من ان فرص احتواء فيروس كورونا المتحور «كوفيد- 19» على مستوى العالم، تتضاءل وسط ارتفاع معدلات الاصابة والوفيات في بؤر جديدة خارج الصين.
فقد اعلنت السلطات الصحية الايرانية امس، ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) الى 28 حالة خمس منها أسفرت عن وفاة أصحابها. ما يجعل إيران صاحبة أكبر عدد من الوفيات بعد الصين.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية الايرانية (ارنا) عن رئيس مركز المعلومات بوزارة الصحة الايرانية كيانوش جهانبور القول إنه تم اجراء فحوصات طبية على 785 حالة مشتبه بإصابتها بالفيروس، حيث تم التأكد من اصابة 10 حالات منها بالفيروس أمس ووفاة احدها ما رفع مجموع المصابين في البلاد إلى 28 شخصا والوفيات الى 5.
وحث المسؤول الصحي الإيراني السكان على عدم السفر إلى المدن التي ظهر فيها الفيروس خاصة مدينة (قم) والالتزام بالتوصيات والإرشادات الصحية.
ودفعت هذه التطورات السلطات الى اغلاق المدارس والجامعات بدءا من اليوم ويستمر ليومين في مدينة قم حيث توفي شخصان، ولمدة أسبوع في أراك، بحسب التلفزيون الرسمي.
وعلى اثر ذلك، أصدرت السلطات السعودية امس، قرارا بتعليق سفر المقيمين إلى إيران وذلك في إطار الإجراءات الصحية للوقاية من الفيروس.
وذكرت المديرية العامة للجوازات السعودية في بيان انه في إطار تنفيذ الإجراءات الصحية المعتمدة في المملكة للوقاية من الفيروس وبناء على مقتضيات المحافظة على الصحة العامة «فقد تقرر تعليق سفر المقيمين إلى إيران».
وأضاف البيان أن «المديرية العامة للجوازات تؤكد استمرار قرار منع المواطنين من السفر إلى إيران ومنع دخول المسافرين من غير السعوديين ممن سبق له الوجود في إيران إلا بعد انقضاء فترة تتجاوز الحد الأعلى من مدة حضانة الفيروس (أي بعد 14 يوما من خروجه من إيران)».
كما أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية امس، تشخيص حالتين جديدتين مصابتين بالفيروس وهما لزائر إيراني وزوجته ليرتفع بذلك اجمالي عدد الإصابات المسجلة بالدولة إلى 13 حالة.
وذكرت الوزارة في بيان نشرته وكالة أنباء الإمارات (وام) ان الزائر الإيراني (70 عاما) حالته غير مستقرة ويتلقى الرعاية في العناية المركزة، مؤكدة انها تفحص جميع المخالطين للحالات المكتشفة لضمان عدم تفشي المرض وضمانا لسلامة المجتمع.
اوروبيا، سجلت إيطاليا اول حالتي وفاة بين مواطني بلد أوروبي نتيجة الفيروس، ما أجبر السلطات على عزل حوالي عشر بلدات في شمال البلاد لاحتواء الوباء وطمأنة السكان القلقين.
والضحيتان هما لمسن في الثامنة والسبعين من عمره من سكان قرية صغيرة في فينيتو، وهي منطقة مجاورة للومبارديا التي شهدت حالة الوفاة الأولى لامرأة عمرها 75 عاما، أعلنت امس الاول.
في الحالتين، أدخلت الضحيتان المستشفى قبل حوالي عشرة أيام نتيجة التهابات، لكن اكتشفت اصابتهما بفيروس كورونا المستجد.
وفي الاجمالي، سجلت في إيطاليا حوالي 40 إصابة بينها 32 على الأقل في لومبارديا في محيط مسكن في كودونيا التي تبعد 60 كلم عن ميلانو، و7 حالات في فينيتو، تضاف إليها ثلاث حالات في روما، وفق تلفزيون سكاي إيطاليا.
وفي أغلب البلدات المعنية، أغلقت الحانات والمطاعم والمدارس والكنائس وقاعات الرياضة وحوالي 40 ملعبا.
ومس الاجراء أيضا المكتبات والبلديات ومتاجر عدة، وطاول الالغاء حتى مسيرات الكرنفال.
ودعي 50 ألف شخص للبقاء في منازلهم قدر الإمكان وتجنب الأماكن المغلقة المكتظة.
وفي الصين مصدر الوباء، أعلنت اللجنة الوطنية للصحة امس، أنها تلقت تقارير بتسجيل 397 حالة إصابة مؤكدة جديدة بالفيروس، و109 وفيات يوم أمس الاول، ما يرفع العدد الإجمالي للحالات المؤكدة في شتى أنحاء البلاد إلى 2348 وفاة و76394 إصابة مؤكدة.
وأضافت اللجنة في تقريرها اليومي أنه من بين الوفيات، 106 وفيات تم تسجيلها في مقاطعة هوباي، وواحدة في مقاطعة خبي، وواحدة في شنغهاي، وواحدة في منطقة شينجيانغ، متابعة أنه تم تسجيل 1361 حالة جديدة يشتبه بإصابتها بالفيروس امس الاول، فيما تم تعقب 618915 شخصا نتيجة علاقتهم الوثيقة بمرضى مصابين، ولا يزال 113564 شخصا منهم تحت الملاحظة الطبية.
وتم تسجيل 68 حالة إصابة مؤكدة، بينها حالتا وفاة في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، و10 حالات إصابة مؤكدة في منطقة ماكاو الإدارية الخاصة، و26 حالة إصابة مؤكدة في تايوان، بينها حالة وفاة واحدة، بينما غادر المستشفيات 6 مرضى في هونغ كونغ، و6 آخرون في ماكاو، واثنان في تايوان المستشفيات.
الى ذلك، أعربت منظمة الصحة العالمية، امس، عن قلقها البالغ من تسجيل إصابات بالفيروس لأشخاص لم يسافروا إلى الصين ولم يختلطوا بمرضى.
وقال أمين عام المنظمة تيدروس أدهانوم في تصريح أردته قناة (روسيا اليوم) الإخبارية إن «المنظمة تخشى تفشي كورونا بالدول ذات الأنظمة الصحية الضعيفة»، معربة عن قلقها من تزايد حالات الإصابة بكورونا في إيران.
وأشار إلى تعيين المنظمة 4 مبعوثين، وذلك ضمن جهودها لمواجهة فيروس كورونا حول العالم، مؤكدا مواصلة البعثة المشتركة التي تقودها المنظمة في الصين عملها في مدينة ووهان التي ظهر بها كورونا لأول مرة.
وفي السياق، حذرت المنظمة من أن أنظمة الصحة في افريقيا غير مجهزة جيدا لمواجهة فيروس كورونا المستجد إذا سجلت اصابات في القارة.
وخلال اجتماع لوزراء صحة دول الاتحاد الافريقي في أديس أبابا دعا المدير العام للمنظمة الدول الافريقية إلى «تشكيل جبهة موحدة لتكون أكثر صلابة» لمكافحة الفيروس.
وأعلن في اتصال عبر الفيديو من جنيف «مصدر قلقنا الرئيسي لايزال احتمال تفشي فيروس كوفيد-19 في الدول التي أنظمتها الصحية ضعيفة».
وتم إحصاء أكثر من 200 حالة مشبوهة في البلدان الافريقية ولكن تبين أن معظمها سلبي كما ذكرت مديرة المكتب الاقليمي لأفريقيا في منظمة الصحة ماتشيديسو ريبيكا مويتي.