لم تفلح جميع الاجراءات المشددة التي تتخذها معظم دول العالم، في وقف تمدد فيروس كورونا «كوفيد -19» خارج بؤره الأساسية ولا في التقليل من عدد ضحاياه.
فقد انضمت سويسرا والنمسا وكرواتيا، الى الدول الموبوءة ما يزيد المخاوف مما هو أسوأ في القارة الأوروبية المفتوحة الحدود، فيما يواصل الفيروس تفشيه بسرعات قياسية في كل من ايران وكوريا الجنوبية.
ففي ايران، دعا كيانوش جهانبور المتحدث باسم وزارة الصحة المواطنين للبقاء في منازلهم بعد ارتفاع عدد حالات الوفاة والإصابات الجديدة.
وقال للتلفزيون «سيكون الوضع أكثر أمانا ببقاء الناس في منازلهم» معلنا ظهور 34 حالة إصابة مؤكدة جديدة في 24 ساعة فقط منها 16 حالة في مدينة قم، ليبلغ إجمالي عدد حالات الإصابة في مختلف أرجاء إيران 95 حالة.
بينما أعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية أنه تم تسجيل ثلاث وفيات جديدة، ما يرفع إجمالي عدد الوفيات في إيران جراء المرض إلى 15.
ولم يوفر الفيروس حتى المسؤولين اذ تأكدت اصابة نائب وزير الصحة الإيراني إيراج حريرجي، وفق ما أفاد مسؤول في الوزارة أمس.
وقال مستشار وزير الصحة الإعلامي علي رضا وهاب زاده في تغريدة إن «اختبار كورونا المستجد الذي أجري لحريرجي، نائب وزير الصحة الذي كان في الصفوف الأمامية في مكافحة فيروس كورونا، جاء بنتيجة إيجابية» لجهة الإصابة.
علما أن حريرجي كان يعاني من سعال متكرر بينما تصبب عرقا خلال مؤتمر صحافي مشترك أمس الأول مع المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي.
كما قال عضو بمجلس الشورى الإيراني يمثل طهران إن الاختبارات أثبتت اصابته بفيروس كورونا المستجد.
وكتب محمود صادقي على تويتر «اختبارات كورونا الخاصة بي، جاءت إيجابية... ليس لدي أمل كبير في الاستمرار في الحياة في هذا العالم».
وفي نفس الرسالة دعا صادقي، رئيس السلطة القضائية في إيران إلى الافراج عن السجناء السياسيين لمنع اصابتهم بالمرض والسماح لهم بقضاء فترة تفشي هذا المرض مع أسرهم. في اشارة غير مباشرة الى تفشي المرض في السجون.
من جهته، طلب أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، من المدعي العام فتح تحقيق بشأن أعداد الوفيات الحقيقية في مدينة «قم» وإعلان النتيجة للشعب، وذلك بعد ان اتهم النائب أحمد أمير آبادي فراهاني الحكومة بالكذب وأن حالات الوفيات في قم وحدها أكثر من 50 حالة.
وفي أوروبا، أعلن رئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش تسجيل أول حالة إصابة في البلاد، فيما أكدت السلطات النمساوية رصد مصابين اثنين بالفيروس في مقاطعة تيرول غرب البلاد.
وأكد وزير الصحة الكرواتي، فيلي بيروس، أن المريض عاد من مدينة ميلانو، عاصمة مقاطعة لومبارديا الإيطالية، حيث مكث هناك في الفترة 19-21 فبراير.
وفي النمسا، أوضحت سلطات مقاطعة تيرول أن أول المصابين بالفيروس في البلاد هما إيطاليان، ورجحت أنهما أصيبا أثناء سفرهما إلى لومبارديا.
كما أعلنت وزارة الدولة للشؤون الصحية في سويسرا ظهور اول حالة إصابة على اراضيها.
وقالت في بيان ان حالة الإصابة سجلت في مقاطعة (تيتشينو) جنوبي البلاد والمتاخمة لشمال إيطاليا.
وتشير تقديرات إلى أن قرابة 68 ألف شخص يتنقلون يوميا بين سويسرا وإيطاليا عبر الحدود للدراسة او العمل لكن السلطات السويسرية لم تتخذ حتى الآن قرارا بإغلاق حدودها مع إيطاليا او حظر الأنشطة الجماعية.
وتعزز هذه الأرقام تحول إيطاليا إلى أسوأ بؤرة لنشر المرض خارج آسيا، فقد أعلنت روما تسجيل 54 حالة إصابة جديدة ليرتفع الإجمالي إلى 283 حالة مع ظهور أول اصابات في جنوب البلاد.
وقال رئيس هيئة الحماية المدنية الايطالية أنجيلو بوريللي في مؤتمر صحافي يومي إن اجمالي أعداد الاصابات المؤكدة بالعدوى وفق أحدث البيانات ارتفع من 229 الى 283 حالة، موضحا أنه يشمل الوفيات السبع المسجلة وأول مريض يشفى بالإضافة إلى السائحين الصينيين أول من اكتشفت اصابتهما في إيطاليا.
وقد وسع الفيروس انتشاره جنوبا، حيث سجلت اصابات في توسكانا وصقلية، بينما أفاد جهاز الدفاع المدني الايطالي عن تزايد في عدد المصابين، ما دفع الحكومة الايطالية الى عقد محادثات طارئة في روما بمشاركة الدول المجاورة.
وأعلنت منطقة توسكانا عن تسجيل أول اصابتين، احداهما في مدينة فلورنسا السياحية، في حين سجلت إصابة في صقلية لسائحة من منطقة لومبارديا التي سجلت اصابة 212 شخصا.
وفي اسبانيا، اعلن التلفزيون الرسمي إصابة سائح إيطالي لتكون تلك الحالة الثالثة التي تسجل في البلاد.
وفي كوريا الجنوبية، وصف الرئيس مون جاي-إن، انتشار كورونا في البلاد بالأمر «الخطير للغاية» في وقت ارتفع عدد الإصابات في هذا البلد ليبلغ نحو ألف.
وأعلن المركز الكوري الجنوبي لمراقبة الأمراض والوقاية منها أمس عن 144 إصابة جديدة ما يرفع عدد الإصابات الاجمالي إلى 977 بينهم عشر وفيات.
وباتت كوريا الجنوبية ثاني أكبر بؤرة للوباء بعد الصين.