ارتفع عدد ضحايا الاشتباكات المتواصلة جراء اعتداءات الهندوس على المسلمين المناهضين لقانون الجنسية الجديد في العاصمة الهندية نيودلهي الى 34 قتيلا وأكثر من 200 مصاب، وفق ما أعلنت الشرطة امس.
ونقلت وكالة «برس ترست اوف انديا» الهندية عن سلطات مستشفى جورو تيج بهادور ان عدد القتلى ارتفع الى 34 شخصا حيث تم الإبلاغ عن 14 حالة وفاة امس.
وشهدت أجزاء من العاصمة ليل امس الاول، أعمال عنف فيما انتشرت عصابات في الشوارع الممتلئة بمخلفات أيام من أعمال العنف الدينية التي أوقعت الضحايا.
وقام الآلاف من عناصر شرطة مكافحة الشغب والعسكريين بدوريات في المناطق التي طالتها أعمال العنف في الأطراف الشمالية الشرقية للعاصمة البالغ عدد سكانها 20 مليون نسمة.
والاضطرابات أحدث حلقة في أعمال العنف المرتبطة بقانون رئيس الوزراء ناريندرا مودي حول الجنسية الذي يرى غالبية المسلمين انه منحاز ضدهم ويندرج في إطار الأجندة الهندوسية القومية والذي تسبب في تظاهرات واحتجاجات سقط فيها ضحايا، منذ ديسمبر.
ونجمت الوفيات الجديدة عن أعمال عنف وقعت يومي الاثنين والثلاثاء عندما اعتدى هندوس على مسلمين. وكانت الحصيلة السابقة تشير إلى سقوط 27 قتيلا.
وأحرقت منازل ومتاجر ومسجدان ومدرستان ومحل إطارات ومحطة وقود.
وقال المتحدث باسم شرطة نيودلهي مانديب رنداوا لوكالة فرانس برس «لم ترد تقارير عن أعمال عنف كبيرة من أي مكان في المناطق المتأثرة» ليل امس الأول. وأضاف «تلقينا بعض الاتصالات طلبا للمساعدة وهرعت قوة الشرطة على الفور».
وكانت أعمال العنف قد اندلعت ليل الأحد الماضي بعدما اعترضت مجموعات هندوسية على قيام مسلمين بتظاهرة احتجاج على قانون الجنسية.
وقام مثيرو شغب يحملون سيوفا وبنادق بإضرام النار في آلاف الممتلكات والسيارات. واشتكى الأهالي من أن الشرطة لم تتحرك لإيقاف العنف.
في المقابل، اتهمت الهند امس، المفوضية الأميركية للحريات الدينية بتسييس الاحتجاجات وأعمال العنف الجارية في «دلهي».
وقالت وزارة الشؤون الخارجية الهندية إن تصريحات المفوضية الأميركية غير دقيقة ومضللة، وبدا أنها تهدف إلى تسييس القضية، وذلك حسبما نقلت شبكة «إيه بي سي» الأميركية.
وكانت المفوضية الأميركية قد أعربت أمس الأول، عن قلقها العميق جراء العنف في الهند، ونقلت شهادات أكدت أن الشرطة لم تتدخل في هجمات ضد المسلمين وهو ما نفته الحكومة الهندية.
وأضافت الشبكة أن الاشتباكات العنيفة بين الهندوس والمسلمين أسوأ أعمال شغب طائفية في العاصمة منذ عقود وشهدت إشعال حرائق في محلات تجارية ومزارات إسلامية وسيارات، إلى جانب وقوع قتلى ومصابين.