انتخب رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف، زعيم تحالف «أزرق أبيض» بيني غانتس رئيسا للكنيست، وذلك في إطار صفقة مع حزب «الليكود» بقيادة بنيامين نتنياهو في خطوة تفسح المجال للاخير تشكيل الحكومة الجديدة.
وصوت لصالح غانتس 74 عضوا في الكنيست، مقابل 18 صوتا ضده وامتناع 28 عن التصويت. وفي أول كلمة له بعد انتخابه، قال غانتس إن «الديموقراطية انتصرت»، مضيفا ان انتخابه جاء «من أجل توحيد الناس»، حسب تعبيره.
وهنأ نفتالي بينيت وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس على قيامه بـ «خطوة شجاعة بالانضمام لحكومة برئاسة نتنياهو».
وتسببت خطوة غانتس بالانقسام في تحالف «أزرق أبيض»، وواجه غانتس انتقادات من قبل شركائه السابقين في التحالف، الذين اتهموه بـ «تقسيم «أزرق أبيض» من أجل دخول حكومة نتنياهو»، حسب تعبير زعيم حزب «هناك مستقبل» يائر لابيد.
وكان نتنياهو قد دعا مرارا إلى تشكيل حكومة وحدة لمواجهة أزمة فيروس كورونا، بينما تعثرت جهود بيني غانتس لتشكيل حكومة جديدة دون الدخول في حكومة واحدة مع نتنياهو، الأمر الذي كان قد تعهد به غانتس قبل وبعد الانتخابات الأخيرة التي جرت في 2 مارس.
ويمكن أن تمهد تلك الخطوة الطريق أمام «اتفاق لتبادل» منصب رئاسة الحكومة بين غانتس ونتنياهو.
وتجري محادثات بشأن تشكيل حكومة وحدة بين الحزبين بعد الانتخابات غير الحاسمة التي جرت في الثاني من مارس وفي أعقاب تفشي وباء كورونا.
جاء ذلك بعد ان تقدم غانتس بطلب رسمي الى الكنيست لتولي رئاسته خلفا ليولي ادلشتاين الذي قدم استقالته امس الاول مذعنا للمحكمة العليا والتي اعتبر انها تتدخل في اعمال البرلمان.
وقال الكنيست على موقعه الالكتروني إن «المرشح الوحيد لهذا المنصب هو بيني غانتس» لخلافة حليف نتنياهو يولي إدلشتاين، الذي استقال من منصبه تحت الضغوط امس الأول.
وقال مصدر لم يود الكشف عن اسمه من ائتلاف غانتس «أزرق ابيض» لوكالة فرانس برس، إن «قبوله بموقع رئاسة الكنيست جزء من الجهود المبذولة لتشكيل حكومة طوارئ مع الليكود».
جاء ذلك بعد ان رتبت المحكمة العليا في إسرائيل لإجراء تصويت في الكنيست امس لاختيار رئيس له، وذلك في النزاع بينها وبين إدلشتاين الأمر الذي يمثل خطوة قد تهدد سيطرة نتنياهو على أعنة السلطة في البلاد.
وفيما وصفته المحكمة بتحد غير مسبوق لسلطتها من جانب مسؤول عمومي، عصي يولي إدلشتاين الرئيس الحالي للكنيست أمر المحكمة بإجراء اقتراع على من يشغل هذا المنصب.
وخولت المحكمة عامير بيريتس النائب المخضرم وأحد خصوم نتنياهو إجراء اقتراع على منصب رئيس البرلمان. وانتقدت المحكمة تحدي إدلشتاين لقرارها لكنها لم تقرر معاقبته.
في غضون ذلك، أجرى نتنياهو محادثات هاتفية امس الاول مع غانتس، وهو ما وصفته وسائل الإعلام المحلية بأنه يأتي في إطار السعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية طارئة.
وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن الجانبين أعطيا توجيهات لفريقيهما التفاوضيين لعقد لقاء للدفع لتشكيل حكومة وحدة.
وكشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن ممثلين عن الجانبين كانا بالفعل يجرون مفاوضات بصورة سرية، إلا أن هذه المحادثات ستصبح رسمية بصورة أكبر.
وقال حزبا «ليكود»، بزعامة نتنياهو، و«أزرق أبيض»، بزعامة غانتس، إن هذا التطور يأتي في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا، واستجابة لدعوات الرئيس رؤوفين ريفلين من أجل الوحدة بين الطرفين.