ازداد العالم انغلاقا مع انضمام عدة دول ومدن بينها تركيا وجورجيا وروسيا وعدد من دول افريقيا أمس الى أكثر من 3 مليارات نسمة في العالم يلازمون منازلهم على أمل الحد من انتشار فيروس كورونا الجديد «كوفيد -19»، الذي تجاوز عدد ضحاياه 35.905 حالات وفاة، منها 26.076 اي ما يعادل نحو 75% منها في أوروبا، فيما تخطت حصيلة الإصابات 740 ألفا في 183 بلدا ومنطقة، أكثر من نصفها أيضا في أوروبا مجتمعة بمعدل 408.203 إصابات، تليها الولايات المتحدة بنحو 150.000، وذلك وفق الحصيلة اليومية التي تنشرها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية.
وبقيت إيطاليا على رأس قائمة الدول الأكثر تسجيلا للوفيات مع 11.591 حالة تليها إسبانيا مع 7.340 حالة ثم الصين 3.304 حالات.
وقالت وكالة الحماية إن عدد الوفيات في إيطاليا زاد 812 حالة، بعد أن شهد اليومان السابقان انخفاضا في العدد اليومي للوفيات. كما أن عدد المصابين الجدد زاد 4050 حالة فقط، وهو الأدنى منذ يوم 17 مارس، ليصل العدد الإجمالي للمصابين إلى 101739.
أما إسبانيا فقد تخطت الصين أمس من حيث عدد الإصابات إلا أن قادة الأعمال والسلطات الإقليمية انتقدت قرار الحكومة الإسبانية تمديد القيود على التنقلات وإبقاء العمال غير الضروريين في منازلهم حتى منتصف أبريل.
وبتسجيل 812 وفاة جديدة، ارتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 7340، كما قفز عدد الإصابات إلى 85195 إصابة مقابل 81470 في الصين التي ظهر بها المرض أواخر العام الماضي.
الطواقم الطبية ضحية
غير أن المحزن في الأمر ما أعلنته ماريا خوسيه سييرا نائبة سيمون أمس إن من بين المصابين نحو 12298 من العاملين في قطاع الصحة، ويشكل هذا العدد نحو 14% من عدد الحالات المؤكدة في البلاد. فيما تجاوز عدد الإصابات 150 ألفا في الولايات المتحدة، بدأ الرئيس الاميركي دونالد ترامب يكثف الاجراءات، حيث مدد القيود المفروضة للحد من تفشي الفيروس.
ترامب الذي قال إنه يتطلع لعودة الحياة في البلاد لطبيعتها بحلول منتصف أبريل، غير موقفه وحذر من أن الوضع قد يتدهور لبعض الوقت في الولايات المتحدة التي شهدت تضاعف عدد الإصابات خلال يومين فقط.
وأفاد بأن «التقديرات بناء على النموذج (الحالي) تشير إلى أن معدل الوفيات سيبلغ ذروته على الأرجح خلال أسبوعين»، معلنا عن تمديد إرشادات التباعد الاجتماعي حتى 30 أبريل. وأضاف: «لن يكون هناك أسوأ من إعلان النصر قبل تحقيقه».
وفي بريطانيا، قال نيل فيرغسون أستاذ علم الأحياء الرياضي في إمبريال كوليدج في لندن أمس، إن ثمة بوادر على أن وباء كورونا يتراجع في بريطانيا وإن فحوص الأجسام المضادة قد تكون جاهزة خلال أيام وليس اسابيع.
وقال فيرغسون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): «نحن نعتقد أن الوباء في سبيله للتباطؤ الآن في بريطانيا».
وقال فيرغسون إن ثلث أو ربما 40% من الحالات لا تظهر عليها أعراض وأضاف أنه ربما تكون الإصابة بالمرض قد طالت ما بين 2% و3% من سكان بريطانيا.
وقد أعلنت هيئة الصحة الوطنية البريطانية أمس وفاة 159 شخصا آخرين ليرتفع إجمالي عدد حالات الوفاة المؤكدة في البلاد إلى 1284 حالة.
39 منطقـة تركيـة قيد الحجر
هذا، وانضمت تركيا الى الدول الموضوعة على قائمة الأكثر تضررا، وأعلنت وزارة الصحة فيها أمس تسجيل 37 حالة وفاة ليرتفع عدد الوفيات الى 168 حالة.
ونقلت وكالة «أناضول» عن الوزارة قولها في بيان إنه تم تسجيل 1610 إصابات جديدة مؤكدة بالفيروس خلال 24 ساعة ليرتفع اجمالي عدد الاصابات بالبلاد الى 10827 حالة.
هذه الأعداد دفعت السلطات الى وضع 39 منطقة سكنية قيد الحجر الصحي اعتبارا من أمس. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن الحجر الصحي فرض على مدينة وست ضواحي و28 قرية وأربعة تجمعات سكنية أصغر.
وعلى صعيد الدول التي اتخذت إجراءات الحجر، دخلت موسكو أمس يومها الأول أمس لمدة غير محددة فيما دعا رئيس الوزراء الروسي بقية البلاد الى الاستعداد للقيام بالمثل من أجل وقف انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأمر رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين بعزل تام، وتوعد الذين لا يحترمون الإجراءات بعقوبة سجن تصل الى 5 سنوات. ويسمح لسكان موسكو البالغ عددهم 12.5 مليون نسمة بالخروج من منازلهم فقط للتوجه الى العمل اذا كان ضروريا وللطوارئ الطبية وللتمون او التوجه الى صيدلية.
وأحصت روسيا رسميا 1836 حالة إصابة بعد اكتشاف 302 حالة جديدة أمس، فيما ارتفع عدد الوفيات الى 9 حالات.
وقال جيورجي جاخاريا رئيس وزراء جورجيا أمس إن بلاده ستفرض حظر تجول ليلياً وستوقف وسائل النقل العام بما في ذلك شبكة المترو وستحظر التجمعات التي تضم أكثر من ثلاثة أشخاص ابتداء من 31 مارس في محاولة لمنع انتشار الفيروس.
وفي أفريقيا، بدأت نيجيريا، وهي أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، إغلاق مدينتيها الرئيسيتين: العاصمة التجارية لاغوس والعاصمة أبوجا، في وقت متأخر من أمس.
وأمر الرئيس محمدو بوهاري «بوقف جميع التحركات» وإغلاق جميع الشركات خلال فترة الإغلاق، التي تستمر 14 يوما بصفة مبدئية.
وسجلت نيجيريا 111 حالة إصابة، وحالة وفاة واحدة حتى أمس.
وعلى دربها سارت ليسوتو وزيمبابوي اللتان بدأتا أمس تطبيق إجراءات العزل العام لمدة 21 يوما أمس، رغم انهما لم تسجلا حتى الآن سوى أعداد قليلة من حالات الإصابة، لكنهما تقعان على الحدود مع جنوب أفريقيا، وهي الدولة الأفريقية الأكثر تضررا من الفيروس، حيث سجلت 1280 حالة إصابة مؤكدة وحالتي وفاة حتى الآن.
وسجلت زيمبابوي حتى الآن سبع حالات إصابة فقط ووفاة واحدة بسبب كورونا.
انتقادات سياسية في إيران
أما في إيران، فقد وصل العدد الرسمي للوفيات إلى 2757 وفاة وتجاوز عدد الإصابات 41 ألفا و495 إصابة فيما واجه الرئيس حسن روحاني انتقادات من خصومه السياسيين بسبب طريقة تعامله مع الوباء.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جاهانبور في مؤتمر صحافي يومي ان 117 شخصا توفوا أمس كما تأكدت 3186 إصابة جديدة.
ولم يتم فرض اغلاق رسمي على المدن الايرانية رغم أن الحكومة دعت الإيرانيين مرارا الى البقاء في منازلهم لاحتواء انتشار الفيروس.
وقال رئيس السلطة القضائية الايرانية ابراهيم رئيسي «كان من الممكن احتواء فيروس كورونا بسرعة أكبر لو تم اعتماد رأي خبراء وزارة الصحة بخصوص تطبيق الابتعاد الاجتماعي والحد من الاتصال الاجتماعي في وقت مبكر»، بحسب ما نقلت عنه وكالة اسنا الاخبارية.
وأضاف رئيسي، المحافظ المتشدد الذي خاض الانتخابات الرئاسية ضد روحاني في 2017، أن «الوقت مهم للغاية» وأن الناس لم يبدأوا «التعاون» إلا بعد أن أبدت السلطات جدية.