اعتبر الرئيس الجديد لمجلس الشورى (البرلمان) الإيراني محمد باقر قاليباف أن التفاوض مع الولايات المتحدة «لا فائدة منه»، متعهدا بمواصلة الانتقام لدم قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، وذلك في خطابه الأول أمام المجلس الذي يهيمن عليه المحافظون.
وقال قاليباف في خطابه الذي بثه التلفزيون الرسمي امس إن مجلس الشورى الجديد الذي أفرزته الانتخابات التشريعية التي جرت في فبراير الماضي «يعتبر ان التفاوض مع أميركا كمحور للاستكبار أمر لا فائدة منه بل كله أضرار».
وأضاف «تعاملنا مع أميركا الإرهابية يتضمن إكمال سلسلة الانتقام لدم الشهيد سليماني (...) وسيستكمل بطرد الجيش الأميركي الإرهابي من المنطقة تماما».
وذكر رئيس مجلس الشورى في كلمته أكثر من مرة قاسم سليماني، الذي قتل في هجوم جوي أميركي بمطار بغداد قبل أشهر، مشددا على ان البرلمان في دورته الجديدة ملتزم بمواصلة نهج سليماني في «تعزيز قدرات محور المقاومة»، وقال إن «تعزيز محور المقاومة استراتيجية غير قابلة للتغيير».
في المقابل، دعا قاليباف إلى تحسين العلاقات مع جيران إيران و«الدول الكبرى التي وقفت بصداقة إلى جانبنا في الشدائد ولها معنا مصالح استراتيجية»، بدون أن يسمي تلك الدول.
ووصف النظام الإيراني بأنه «تحول اليوم إلى قوة إقليمية مهمة ولاعب مؤثر ونافذ على الساحة الدولية» مشيرا الى أن «القوة الإقليمية المتصاعدة للجمهورية الإسلامية... حولت إيران إلى رمز للمقاومة ضد المستكبرين».
على صعيد آخر، أشار وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي إلى أن ما قد يصل إلى 225 شخصا قتلوا خلال التظاهرات غير المسبوقة التي جرت في نوفمبر 2019 في أنحاء إيران احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات.
ونقلت وكالة «إيسنا» للأنباء عن فضلي قوله امس أنه «حصلت أشياء محزنة: بين 40 إلى 45 شخصا، أي 20% من الضحايا قتلوا بأسلحة غير قانونية».
وأضاف «لم تحصل مواجهات مع الناس (...) لكن عند مواجهة مركز شرطة يجب التصدي». ووفق التفاصيل التي قدمها، راوحت حصيلة الضحايا بين 200 و225 قتيلا.
وأشار فضلي إلى أن ارتفاع سعر الوقود كان «مجرد ذريعة» لخلق الفوضى والتسبب في «حرب أهلية».
ودافع وزير الداخلية أيضا عن قطع الإنترنت خلال الأحداث، مؤكدا أن جماعات أنصار الملكية ومنظمة مجاهدي خلق المحظورة وتنظيم داعش «أعطوا دورات عسكرية عبر الإنترنت».
ولم تعلن إيران وقتها حصيلة رسمية للضحايا، ولم تعترف سوى بوفاة عدد قليل من الناس أغلبهم في صفوف قوات الأمن، واعتبرت السلطات أن الأعداد التي صدرت عن «مجموعات معادية» تمثل «أكاذيب مطلقة»، وتحدثت عن «مؤامرة» حيكت من الخارج.
الى ذلك، تدفق الوقود الإيراني إلى محطات البنزين الفنزويلية قبل ساعات فقط من إعلان الرئيس نيكولاس مادورو زيادة في الأسعار من المنتظر أن تنهي عقدين كانت فيهما تلك المادة البترولية تباع بثمن لا يذكر.
ومن المتوقع أن يعمل أكثر من 1500 محطة في الأيام المقبلة وفقا للنظام الجديد الذي يشمل حصصا شهرية للمركبات والدراجات النارية ومبيعات آلية وأجهزة مراقبة. وعلى الرغم من زيادة الأسعار، فسيتكلف ملء خزان وقود المركبة عن آخره نحو دولار في ظل الدعم.
وبعد الوصول إلى الحصص، سيتعين على السائقين الدفع بالأسعار العالمية. وستتولى شركات مستقلة تزويد المئتي محطة المتبقية، مما سيحتم على السائقين الذين يشترون البنزين منها دفع نصف دولار للتر، على أن يكون ذلك بالعملة الصعبة.